الخميس 30 مايو 2024

أولياء الله الصالحين ( 10-30)| المرسي أبو العباس.. ولد بالأندلس واستقر بالإسكندرية

مسجد المرسي أبو العباس

ثقافة1-4-2023 | 19:08

عبدالله مسعد

تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض خلال ايام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الاولياء وفترة إقامتهم في مصر

ونلتقي اليوم: المرسي أبو العباس.. ولد بالأندلس واستقر باللإسكندرية.

 

هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسى، الذي ولد في مدينة مرسية في الأندلس عام 616 هـ الموافق 1219م، ومنها حصل على لقبه المرسي والذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة، كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر من قبل الإمام علي بن أبي طالب سنة 36.

يعود تاريخ إنشاء مسجد المرسي أبو العباس على يد المهندس الإيطالي ماريو روسي الذي ولد في روما بإيطاليا في عام 1897م، وبعد تخرجه فى مدرسة الفنون الجميلة أتى إلى مصر في سن العشرين من عمره، ضمن مجموعة من المهندسين الأوروبيين الذين استقدمهم الملك فؤاد الأول للعمل في وزارة الأشغال والإشراف على القصور الملكية في ذلك الوقت.

وقام ماريو روسي باستخدام الزخارف المميزة في بناء المساجد والمباني الدينية، فعمل في تصميم الرسومات لعدد من المساجد، ومنها مسجد أبو العباس الذي بدأ في بنائه عام 1933م، وأقيمت أول صلاة بالمسجد بعد افتتاحه في عام 1945 م، واختار للمسجد رسومات متعددة الأضلاع للفن الإسلامي الفريد من العمارة المملوكية وبعض عناصر العمارة الأندلسية.

ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.

وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التى يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوى إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التى أراد الخديوى بنائها على الطراز الأوربى لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.

على الرغم من رغبة الخديوي انذاك فى بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، والتى سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالى المنطقة المحيطة به.

هناك أضرحة مشهورة فى القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر فى شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالى المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.