عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات اليوم الأربعاء، مع نظيره الفيتنامي تران داي كوانج استعرض خلالها برنامج التنمية الاقتصادية المستدامة الذي تطبقه الحكومة، وما يتضمنه من مشروعات وطنية كبرى وإجراءات تشريعية وإدارية تهدف إلى تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار، لاسيما في ضوء توفر العديد من الفرص الواعدة للمستثمرين.
ومن جانبه، أكد الرئيس الفيتنامي خلال المباحثات حرص بلاده على تطوير وزيادة التعاون مع مصر في المجالات الاقتصادية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين لا يرقى إلى مستوى قدراتهما، وأنه ينبغي العمل على زيادة حجم التبادل التجاري ليبلغ مليار دولار، ورحب الرئيس السيسي بذلك، مؤكداً أهمية معالجة الخلل القائم في الميزان التجاري بين البلدين.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن المباحثات تناولت سُبل تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، من بينها تطوير التعاون في النقل البحري وصناعة السفن، والزراعة والاستزراع السمكي، وتكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن سبل تعزيز التواصل الشعبي والثقافي بين البلدين. كما أكد الجانبان أهمية العمل على زيادة الزيارات المتبادلة على كل المستويات، سواء الرسمية أو الشعبية، بما يساهم في توطيد أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.
وتطرقت المباحثات إلى سبل مكافحة الإرهاب والتطرف، واتفق الجانبان على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي لهذه الآفة التي باتت تهدد العالم بأكمله، فضلًا عن تبني منهج شامل لمكافحتها، لا يقتصر على التدابير الأمنية فقط، بل يتضمن أيضاً الأبعاد الاجتماعية والثقافية والتنموية.
وأكد الرئيس السيسي في هذا السياق، أهمية دور الأزهر الشريف في إطار المواجهة الفكرية للإرهاب ونشر المبادئ الصحيحة للدين الإسلامي الذي يُعلى التسامح والاعتدال وقبول الآخر، كما أكد إدانته لأحداث العنف التي تشهدها ميانمار، مشيراً إلى أن استمرار تلك الأحداث يساعد على تغذية الإرهاب والفكر المتطرف، ومشدداً على ضرورة قيام الحكومات بالاضطلاع بمسئولياتها في حماية حقوق الأقليات وتوفير الأمن لهم بما يساهم في ترسيخ مبدأ المواطنة.
وقال السفير علاء يوسف، إن رئيس فيتنام استهل المباحثات بالترحيب بالرئيس السيسي، مشيراً إلى أن زيارته تكتسب أهمية خاصة في ضوء أنها أول زيارة لرئيس مصري لفيتنام منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1963، حيث كانت مصر من أولى الدول العربية التى تقيم علاقات دبلوماسية مع فيتنام.
وأشاد الرئيس "داي كوانج" بدور مصر التاريخي في الدفاع عن قضايا الدول النامية ومساندة حركات التحرر وإنشاء حركة عدم الانحياز، كما أشاد بحكمة ودور القيادة السياسية المصرية، وما حققته من إنجازات على مدار الأعوام الثلاثة الماضية على صعيد ترسيخ أمن واستقرار مصر، واستعادة دورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، فضلاً عن مواصلة جهود تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات.
وأكد رئيس فيتنام، أن زيارة الرئيس السيسي ستعطى زخماً كبيراً لدفع العلاقات بين البلدين والعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي في كافة المجالات لصالح الشعبين الصديقين.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للرئيس الفيتنامي لحفاوة الاستقبال، مؤكداً حرص مصر على تطوير التعاون مع فيتنام في المجالات المختلفة، بما يساهم في تعميق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين، مشيراً في هذا الشأن إلى قيام الزعيم الفيتنامي "هوتشى منه" بزيارة مصر ثلاث مرات.
كما أشاد الرئيس بالإنجازات التنموية التى حققها الشعب الفيتنامي، مؤكداً تطلع مصر لتكثيف التعاون مع فيتنام والاستفادة من خبراتها في ضوء النجاحات التى حققتها في مجالات الصناعة والتجارة.
وكان الرئيس السيسي قد وصل صباح اليوم إلى مطار هانوى في زيارة رسمية لفيتنام، حيث كان في استقباله عدد من كبار المسئولين الفيتناميين والسفراء العرب والأفارقة المعتمدين لدى فيتنام.
واستهل الرئيس برنامج الزيارة بوضع أكليل من الزهور على ضريح الزعيم الفيتنامي الراحل "هوتشي منه" والنصب التذكاري للشهداء الفيتناميين، ثم توجه عقب ذلك إلى القصر الجمهوري في هانوي، حيث كان في استقباله تران داي كوانج رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين للبلدين، ثم عقد الرئيسان جلسة مباحثات ضمت وفدى البلدين.