الخميس 25 ابريل 2024

موكب الرئيس السيسي

مقالات2-4-2023 | 12:31

لم تستطع عيناي أن تقارق المشهد الذي أعاد رسم الأمل في العيون بما يحمله من رسائل وتذكرت حينها تلك الأرواح الأبية التي استقبلت الشهادة بوجوه مبتسمة راضية مدركة عظم ما هي مقدمة عليه ولم تكن تعبأ بمشكك أو عابث يلوك دورها بلسان قبيح لا يعرف للرجولة معنى أو عنوانا.

كانت إشارة الرئيس السيسي شديدة الإيلام لكل أضلع مخطط إسقاط مصر وهم يرون رئيس الدولة يزور وسط سيناء مستخدما سيارته لا يخشى على نفسه عناصر كانت تسهر ليل نهار لاقتطاع سيناء واعتبارها ولاية لا يملك المصريون إليها سبيلا.

 كان المشهد بلا شك يبعث الحسرة في نفوس هؤلاء الذين خسروا كل ما راهنوا عليه من إذلال المصريين واستهداف شرفهم العسكري على أرض الفيروز فباتت اليوم حرة أبية تشتاق إلى خطوات أهلها لتعوض ما فاتها من سنوات الخوف التي كانت تعيشها ليرفرف علم مصر خفاقا لا ينازعنا أحد شيئا من أرضها الغالية.

رئيس الدولة مترجلا يمر على ارتكازات وسط سيناء بلا سترات واقية ولا خوذات حامية ويسترسل في حوار إنساني مع أبطال الجيش في أمان وبلا أي محذورات.

كان حديث الرئيس السيسي مليئا بالرسائل وكان توقيت الزيارة أبعد من مجرد الاحتفال بنصر العاشر من رمضان فقد كانت الرسالة أهم وأكثر عمقا فقبل سنوات كانت تلك المنطقة التي زارها الرئيس مسرح عمليات عسكرية شديد القسوة حين تكالب على مصر عناصر خسيسة دفعها ومولها جهات أكثر خسة لإرهاب المصريين وإرغامهم على التنازل عن إرادتهم في الثلاثين من يونيو.

ولعل البعض اليوم يحاول أن يجعل من الظرف الاقتصادي الذي تمر به مصر محاولة جديدة لإسقاط مصر ليس باستخدام عناصر مأجورة تحمل السلاح بل بتهويل أوضاع صعبة ستمر طال الوقت أو قصر فما نعيشه اليوم هو استثناء في مسار من الصعب أن يقطعه  المغرضون وما سقط تحقيقه باستخدام الخيانة في سيناء لن يتحقق أيضا بنعيق فئة مغرضة عن مصير  سيئ تنتهي به أوضاع اليوم.

وهنا كان الرئيس واضحا في لغته واثقا في لغة جسده يتكلم ببصيرة الموقن أن ما نراه اليوم من صعوبات سيكون تاريخا كما كان ما يحدث في سيناء من إرهاب تاريخا نتذكره اليوم ونفخر بقدرتنا على تجاوزه والتي كان رأس الحربة فيه هو تماسكنا واصطفافنا في مواجهة ما يحدث حتى انحسر في أودية الضياع والشتات فكان ثمرة ما دبر لنا في ليل مظلم هي الهباء المنثور وخرجنا من تلك الأوضاع أقوى مما كنا عليه.

إن الارتكان إلى اليأس هو أمنية أهل الشر التي حطمها المصريون على أرض سيناء لكن هذا الانتصار العريض لم يتحقق إلا بالتضحيات وكذلك تتطلب الأزمة الحالية والتي يمكن تجاوزها بتعزيز التلاحم المجتمعي وتوحيد الجهود حكومة وشعبا وساعتها لايمكن لأي تحد أن يصمد طويلا.

لقد واجهت مصر الإرهاب بتؤدة وإيمان واتخذت من القانون مرجعية لكافة مواجهاتها بدءا من صدور القانون رقم 94 لسنة 2015 لـمكافحة الإرهاب، وهو قانون شامل للتصدي لجرائم الإرهاب وتمويله من الناحيتين الموضوعية والإجرائية وقد جاء  مكملاً لقانون آخر وهو القانون رقم 8 لسنة 2015 بشأن تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين بهدف حصار الإرهاب وتجفيف منابعه كما صدر القانون رقم 14 لسنة 2020 بتعديل بعض أحكام قانون الكيانات الإرهابية رقم 8 لسنة 2015، وذلك حرصاً على اتساق أحكام هذا القانون مع المعايير الدولية، خاصة في ما تتطلبه من تحديد نطاق الأموال أو الأصول ومدلول تمويل الإرهاب وشمول التجريم سفر الأفراد للمساهمة في الأنشطة الإرهابية.

واستمرت جهود تجفيف منابع الإرهاب لتطال الأفكار حيث أطلق الرئيس السيسي مبادرة في عام 2014 لتصويب الخطاب الديني لتحصين الشباب من مخاطر الاستقطاب الفكري، فى إطار المقاربة الشاملة التي تنتهجها الدولة في تصديها للإرهاب.

وانطلقت كتائب التعمير تنشر الأمل في معركة أخرى لا تقل صعوبة عن مواجهة الإرهابيين وخلال السنوات الماضية الانتهاء من تنفيذ 1770 مشروعاً في قطاعي التعليم والصحة، بتكلفة حوالي 16 مليار جنيه، و543 مشروعاً في قطاع الطاقة البترول والكهرباء، بتكلفة حوالي 497 مليار جنيه، وبلغت حصة الصعيد والمحافظات الحدودية 36% من مشروعات الكهرباء، بالإضافة إلى تنفيذ 689 مشروعاً في قطاع الإسكان بتكلفة 72.6 مليار جنيه بلغ نصيب الصعيد والمحافظات الحدودية 31%، و458 مشروعاً في قطاع الري بتكلفة 5.6 مليار جنيه، كما تم تنفيذ 20 مشروعاً بتكلفة 4.3 مليار جنيه في قطاع الزراعة، تضمنت الانتهاء من إنشاء 11 تجمعاً زراعياً متكاملاً في محافظة شمال سيناء، وإنشاء تجمعين زراعيين في محافظة جنوب سيناء.

كان مشهد مرور موكب الرئيس في وسط سيناء باهظ الثمن ولم يكن ليتحقق لولا العمل الدؤوب والمتكامل بين الدولة والمصريين وكذلك سيكون الطريق الوحيد للخروج من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية التي نواجه تداعياتها وكما تحقق النصر في معركة الإرهاب سيتحقق النصر أيضا مجددا طالما بقينا على قلب رجل واحد نتطلع إلى الافضل بالمزيد من الصبر والعمل فلتحيا مصر دائما وأبدا قوية قادرة وأبية.

Dr.Randa
Dr.Radwa