كشفت دراسة في علم النفس السلوكي نشرت على موقع "psychology today" أن حدوث الانفصال أو الطلاق أو سفر الأب للعمل خارج البلاد، يغير في نفسية الطفل وتصرفاته وسلوكه وطريقة حياته، حتى في ظل وجود الأم، وذلك لأهمية وجود الأب في حياة أبنائه، ودوره في دعم ركائز تطورهم ونموهم النفسي والاجتماعي، وعقب غياب الأب يشعر الطفل بأن جزءاً أساسياً في حياته قد فقد، ويعبر عنه من خلال الحزن والغضب وغيرها من تأثير الاغتراب الأبوي على الطفل مثل إصابة الطفل بنوبات من الغضب المفاجئة، وحالات من التبول اللاإرادي، والبكاء الهستيري والصراخ من دون سبب مبرر، والعناد والشعور بفقدان الثقة والرغبة بالانعزال عن المجتمع.

وأضافت الدراسة أنه في حالة طلاق الوالدين، وإبقاء الطفل مع الأم، فقد لا يتمكن الوالد الذي ليس لديه حضانة الطفل من قضاء وقت كافٍ مع الطفل، وتقوم الأم أو بعض الأقارب، من جذب الطفل ومحاولة جعله يصدق الكثير من الأكاذيب حول الأب، مما يدمر في علاقة الطفل مع والده الحقيقي ويخلق طفل منهك عقليًا بسبب معارك والديه ، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية له، حيث يعد هذا النوع من الاغتراب الأبوي  اعتداء نفسي على الأطفال أو ما يسمى التأثير الذي نمارسه على عقول الصغار بحيث يغيرون تصوراتهم عن والدهم.

وأشارت الدراسة إلى خطورة بعد أحد الوالدين عن أطفالهم خاصة في مرحلة الطفولة، حيث يؤدي  ذلك لكثير من الصدمات النفسية التي قد تستمر حتى بعد البلوغ والكبر، وتنعكس على علاقاتهم الاجتماعية بالآخرين، وتجعل منهم أشخاص غير قادرين على  السيطرة على المزاج والعواطف والتصرف باندفاع في معظم المواقف، فضلاً عن عدم القدرة على التواصل مع الأقران، وعدم مراعاة مشاعر الآخرين وعدم إظهار التعاطف، والضيق النفسي والقلق وقلة الذكاء العاطفي.