ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها.. بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم، وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
علماء اللغة والأدب
إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي أبو إسحاق "أبو العتاهية" ( 130 - 213 هـ / 747 - 826 م) كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر كُتبت في عصره، غير أنه كان سريع الخاطر واتسمت أشعاره بالإبداع.
كان "أبو العتاهية" بائعا للجرار، ثم مال وقتها إلى العلم والأدب واتجه إلى نظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد بأشعاره حتى علت مكانته لديهم.
هجر "أبو العتاهية" الشعر لفترة إلى إن وصل هذا الأمر للخليفة العباسي هارون الرشيد فأمر بسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه الشعر مرة أخرى.
وأطلق عليه "أبو العتاهية" لما عُرف عنه في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء.
ومن قصائده في النسك والموعظة:-
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية.. طفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشية
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى.. متشابهون على قبور حافية
أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا.. وحسابُنا بالحق يوم الغاشية
حور وأنهار، قصور عالية.. وجهنمٌ تُصلى، ونار حامية
فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي.. ما دام يومُك والليالي باقية
وغداً مصيرك لا تراجع بعده.. إما جنان الخلد وإما الهاوية