الخميس 30 مايو 2024

محلب.. وجمال الدين

15-2-2017 | 12:45

بقلم –   أكرم السعدنى

أوفد الرئيس عبدالفتاح السيسى مستشاريه المهندس إبراهيم محلب واللواء جمال الدين إلى واحدة من أهم المناطق، التى تحتوى على الذهب فى مصر لعمل تقرير شامل عن المنطقة ووقف عمليات البحث، التى يقوم بها أفراد من الداخل أو من دول الجوار والحق أقول إن المهندس محلب كان هو آخر رؤساء الوزراء، الذين حققوا شعبية عند البسطاء من أهل مصر لأنه كان رئيس وزراء ميدانيا نزل الشارع المصرى وتفقد أحوال الرعية

ويكفى فقط فى بلادنا أن يمر مسؤول فى حجم محلب فى أى شارع من شوارع محافظة الجيزة، بالتالى كل أجهزة المحافظة سوف تستيقظ من السبات العميق، وكأن معهم عصا موسى تلقف كل ما هو سيئ وخبيث وتعيد رصف الشوارع وإحكام سد البلاعات، التى تبتلع العيال الصغار وإعادة دهان الأرصفة وإنارة الشوارع وتجميل الميادين وتنظيم المرور والأجمل من ذلك كله إزالة الإشغالات، وهكذا كانت تبدو كل محافظة تستعد لاستقبال رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب وامتدت جولات الرجل لتشمل أهم وأخطر مظاهر التسيب فى بلادنا وهى مستشفيات المحروسة، التى نخر فيها الفساد والإهمال وتحولت على رأى أبويا الجميل الولد الشقى إلى «مش تشفيات» الداخل فيها بالتأكيد مفقود وأمه داعية عليه إلهى وأنت جاى يحط عليك أما من يكتب له الخروج منها فهو فى حاجة إلى شهادة ميلاد وإقامة أفراح وليال ملاح بمناسبة النجاة.. دخل المهندس إبراهيم محلب معهد القلب فى الجيزة وهو المعهد الذى يتولى ضبط قلوب المصريين من مختلف المحافظات فهو مركز به خيرة أطباء البلاد، ولكن الإدارة دومًا كانت فى حاجة إلى فوقان وصحصحة.. وإلى جانب هذا إلى أجهزة متطورة ليرتفع الأداء.. وجاءت زيارة المهندس محلب، وكانت بالفعل مفاجئة فإذا بعاملات الاستقبال.. واحدة منهن تقوم بعملية تقشير البطاطس والكوسة والأخرى تخرط الملوخية وصورت الكاميرات المشهد الكوميدى، وبالطبع كان لهذا المركز أن ينصلح أحواله وينضبط الأداء فيه بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء.. بل كأن المستشفيات الحكومية شهدت حالة من القلق الدائم توقعًا لزيارات خاطفة ومفاجئة من قبل المسئول الأول عن العمل التنفيذى فى مصر وكل ما نتمناه اليوم أن يواصل الرئيس السيسى تكليف مستشاره الفاضل البسيط المخلص إبراهيم محلب بمهام تتعلق بحياة الناس.. فلو أردنا ضبط الأسعار فى هذا البلد فمثل هذه الجولات الميدانية على أرض مصر سوف يكون لها المردود الطيب وإذا سعينا لتحقيق انضباط حقيقى فى المرور فى شوارع مصر فإن زيارة من مستشار الرئيس للأمن اللواء أحمد جمال الدين كافية لكى يتحقق هذا الأمر بالإضافة إلى شىء مهم أتمنى من الله ولا يكثر على الله أن يكون على أجندة اهتمام القيادة السياسية، فهناك فى مصر ولله الحمد أضرحة لآل البيت تخص أقرب الناس لسيدنا وشفيعنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم منها ضريح السيدة «عائشة» والسيدة «سكينة» وسيدنا زين العابدين.. هذه الأضرحة إذا وجدت فى أى مكان فى العالم الإسلامى لكان لها شأن عظيم من الاهتمام من قبل الدولة وهى مزارات يمكن أن تصبح محط أنظار كل المسلمين سواء فى العالمين العربى أو الإسلامى وأخص بالذكر هنا السياحة الإيرانية وبعيدًا عن الخوف من عملية التشيع والشيعة فإننا نستطيع أن نحول هذه الأضرحة إلى مكان ليس له نظير للسياحة الدينية ونحن نعلم تمام العلم أن مصر كانت أكبر دولة ذات اتجاه شيعى فى العالم أيام الدولة الفاطمية.. وعندما جاء القائد العربى الكبير صلاح الدين الأيوبى ومعه رجل اسمه بهاء الدين قراقوش استطاع الأخير أن ينتزع رجال هذه الدولة من جذورهم ويبدد كل أثر لمعتقداتهم من خلال تدمير مكتبة دينية لا مثيل لها فى العالم الإسلامى تولى قراقوش القضاء عليها وبالمناسبة لا خوف فى مصر المحروسة من أى أفكار متشددة فى هذا الشأن، ويكفى ما ضاع من فرص فى سابق العهد والزمان بحجة الخوف من تسلل الشيعة.. ففى مصر علماء تخرجوا فى نفس الجامعة، التى أنشئت من أجل نشر المذهب الشيعى.. هى نفسها اليوم منارة العالم الإسلامى السنى الوسطى.. وهذه الحجة من الخوف من زيارة الشيعة لا محل لها من الإعراب.. وأتمنى لو قام المهندس محلب واللواء أحمد جمال الدين، بزيارة كل شهر لمنطقة عشوائية فى الجيزة أو فى القاهرة أو القليوبية أو الشرقية أو حتى ريف مصر، الذى تحول إلى مدن أكلت الأخضر وكادت تقضى عليه.

هل هذا مستحيل.. أن نستعيد لمصر البهاء الذى كان.. بالتأكيد الأمر ليس مستحيلًا وإن كان فى غاية الصعوبة.. ولكن الرجال خلقوا لهذه المهمات المستحيلة.. ولله الحمد أثبتت المحن فى هذا البلد.. أنه فى الأوقات العصيبة من تاريخه أبدًا لم تخل مصر من الرجال الأوفياء.

بارك الله فى كل من ساهم فى تجميل حياة المصريين.