عادةً لا أفضل المناقشات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه في شهر رمضان، لطبيعة الصيام وصعوبة المناقشة أثناء نهار رمضان وضيق الوقت بعد الإفطار، ولكن لأول مرة منذ سنوات ولظروف تلميذتي الباحثة هبة عباس المعيدة في قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية التي كانت تحتم سرعة مناقشتها لقرب انتهاء مدتها في تسجيل الرسالة، قررنا مناقشتها في رمضان وكانت لجنة المناقشة تتكون مني كمشرف على الرسالة ود. أشرف صالح رئيس قسم الصحافة بإعلام القاهرة آنذاك ود. فوزي عبد الغني (شفاه الله) عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس وقتئذٍ مناقشيْن، وبعد أن فرغنا من مناقشة الرسالة قبيل الإفطار، توجهنا لتناول طعام الإفطار على عجل في أحد مطاعم مدينة شبين الكوم، ورغم أنه مطعم إلا أن كرم أهل المنوفية ظهر في أن الباحثة وأسرتها كانوا محضرين طعام بيتي متميز، ورغم لذة الطعام وحُسن الصُحبة وفرحة الباحثة وأهلها بالحصول على الماجستير بتقدير ممتاز، إلا أن ثلاثتنا كنا تواقين لسرعة المغادرة والعودة إلى القاهرة.. تفتكروا ليه؟! .. لأن هناك مباراة مهمة في الدوري العام بين الأهلي والزمالك، وكان الأهلي في هذه المباراة قد قرر أن يلعب بشباب الفريق أمام الزمالك، وكنت أنا ود. أشرف صالح – الأهلاوية حتى النخاع – نراهن على فوز الأهلي، في حين كان د. فوزي عبد الغني الزملكاوي المتعصب يراهن على فوز الزمالك، وعدنا إلى القاهرة واستطعت أن أنزل عند مطلع الطريق الدائري عند قرية ميت نما لكي أصل إلى المنزل بسرعة للحاق بالمباراة وهو ماحدث فعلاً، أما د. أشرف ود. فوزي فذهبا إلى جامعة القاهرة لأن د. أشرف كان راكن سيارته هناك وكان هيروح المعادي ويُقِل د. فوزي إلى منزله بالهرم، وعندما داهمهما الوقت ، فضلا أن يُشاهدا المباراة بكلية الإعلام قبل العودة إلى المنزل، ولم يكن بالكلية سواهما مع المسئول عن الحراسة الليلية، وبعد كل هذا خسر د. فوزي الرهان على ناديه الزمالك، وفزت أنا ود. أشرف بالرهان حيث فاز شباب الأهلي على نجوم الزمالك 4/2 .. ليثبت الأهلي أنه فريق وروح وفانلة يدين من يرتديها بالانتماء والقتال من أجل ناديه العريق.. والذي ذكرني بهذا فوز الأهلي على الإسماعيلي مساء الجمعة الماضية في احتفالية رمضانية ولا أروع بفوزه المستحق ببطولة الدوري العام التي ذهبت للزمالك العام الماضي في ضربة حظ لا تتكرر كثيرًا، حقًا الأهلي فوق الجميع .. والزمالك أكيد بيضيع..!.
المناقشة الثانية في رمضان كانت لرسالة ماجستير بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس بإشراف الزميل د. حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، وكنت أنا ود. اعتماد خلف معبد الأستاذ بالمعهد مناقشيْن، وعبثًا حاولت تأجيل المناقشة إلى ما بعد عيد الفطر، فاضطررنا إلى مناقشة الرسالة الساعة الثالثة في نهار رمضان، على أن نتناول الإفطار دليفري في مقر المعهد عقب المناقشة، وبالفعل انتهينا من المناقشة مع آذان المغرب، وعبثًا جلسنا في انتظار الإفطار الدليفري لأكثر من نصف ساعة، ولكنه لم يصل أبدًا.. ربما حتى هذه اللحظة، فانصرفنا أنا والزميل د.حسن سلامة، وسرنا سويًا مشيًا على الأقدام إلى محطة مترو منشية الصدر، وقبل أن ندخل محطة المترو تناولنا كوبيْن من العصير لدى محل موجود أمام محطة المترو، ثم دخلنا المحطة ومضى كلٌ منا في طريقه، لنفطر في منازلنا بعد ساعتيْن أو أكثر من آذان المغرب.
المناقشة الثالثة في رمضان كانت منذ عاميْن وكانت لرسالة دكتوراه للباحثة فادية مسعود المدرس المساعد بقسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس بإشراف د. محمد معوض و د. طه بركات و د. سلام عبده، وكنت أنا ود. محمود حسن اسماعيل رئيس قسم الإعلام وثقافة الأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس مناقشيْن، وكنت قد تحوطت من المناقشة قبل الإفطار حتى أستطيع تناول إفطاري في منزلي بشكل طبيعي مثل كل خلق الله، واتفقنا على أن تُعقد المناقشة الساعة التاسعة مساءً بعد الإفطار، ويشاء الله أن يضرب الحظ ضربته ثانيةً، حيث استمرت المناقشة حتى الساعة الواحدة والربع من صباح اليوم التالي، ولم يكن يتبقى على انقضاء وقت السحور إلا ما يقرب من ساعتيْن، وهو ماجعلني أغادر مسرعًا، لأعود إلى المنزل، ولكني لم ألحق سوى بكوب الزبادي، الذي تناولته وحمدت الله لأنوي صيام اليوم التالي.
ومنذ عدة أعوام، كانت هناك رسالة دكتوراه لتلميذي الباحث سامح الشريف، ولم أكن متحمسًا لمناقشتها في رمضان، ولكن لأنني أخشى تعطيل الباحث، فحاولت الاتفاق مع المناقشيْن لعقد المناقشة في نهار رمضان، وبالفعل اتصلت بالأخ الأكبر العزيز د. محمد السعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية و د. إيناس أبو يوسف عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، واللذيْن أبديا رغبتهما في تأجيل موعد المناقشة إلى ما بعد رمضان، وهو ما حدث بالفعل.
وفي رمضان الحالي تم تأجيل مناقشتيْن علميتيْن إحداهما في جامعة الإسكندرية مع الأخ العزيز د. هاني خميس عميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية والأخ العزيز السيد الرامخ أستاذ علم الاجتماع بالجامعة، وثانيهما بجامعة سوهاج مع د. عبدالباسط شاهين أستاذ العلاقات العامة بكلية الآداب جامعة سوهاج ود. سعيد محمد الغريب النجار أستاذ تكنولوجيا الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ود. سحر وهبي أستاذ الصحافة بجامعة سوهاج إلى ما بعد رمضان.