العلاقة بين مصر وقبرص لها جذور تاريخية وصداقة قديمة زيارة الرئيس القبرصي اليوم إلى مصر تؤكد وتجدد روابط العلاقة والصداقة بين البلدين التي بدأت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتاريخ العلاقة حافل بالكثير من المواقف الإيجابية بين البلدين، وما شهدته من تطور في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن الزيارة الأولى للرئيس خريستودوليدس بعد انتخابه رئيسًا للبلاد في شهر فبراير الماضي لمصر، هي أول زيارة دولية له بعد زيارته لليونان ذلك يؤكد على مكانة مصر كبيرة وهامة في عقول وقلوب الشعب القبرصي، لأن العلاقة بين مصر وقبرص علاقة قديمة وتاريخية منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر حيث جمعت بينه وبين رئيس قبرص في ذلك الوقت علاقة صداقة وطيدة.
وأوضح لبوابة دار الهلال أنه في وقت تأميم قناة السويس رحلت كل الجنسيات الأجنبية عدا المرشدين البحريين من قبرص واليونان ظلوا بجوار زملائهم المصريين يشاركونهم هذه المرحلة التاريخية والهامة في تاريخ مصر ونجحوا في تسير قناة السويس ولذلك استثنى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ممتلكات اليونانيين والقبارصة من التأميم ولم ينسى لهم موقفهم النبيل.
وأشار كانت قبرص من أكثر الدول الداعمة لمصر في ثورة 30 يونيو بعد بيان 3 يوليو 2013 في غضون أقل من أسبوعين وصل الرئيس القبرصي في أقل وصل وزير الخارجية القبرصي الأسبق يوانيس كاسوليدس كان أول مسؤول أوربي تطأ قدماه مطار القاهرة في هذا الوقت الحرج وهذا دعم كبير جدا للمصريين آنذاك.
وأكد أن قبرص دعمت مصر في الوقت الصعب والحرج في ثورة 30 يوليو كونها دولة عضوة تمتلك حق الفيتو في الإتحاد الأوربي وقد نجحت هي واليونان وبعض السياسيين المصريين في دعم مصر داخل مؤسسات الإتحاد الأوربي عندما أصدرت بعض الدول بيانات شديدة اللهجة ضد الدولة المصرية آنذاك.
ونوه أن هناك مشروع نقل الغاز القبرصي من حقل أفروديت إلى محطات الإسالة في إدكو ودمياط، هذا مشروع كبير جدًا يدعم منتدى غاز شرق المتوسط الذي ترعاه الدولة المصرية حيث أن قبرص من أكثر الداعمين لهذا المنتدى ولمكان تواجده في القاهرة بشكل خاص.
وشدَد على أن هناك أيضا مشروع ربط كهربائي كبير بين مصر وقبرص وهذ المشروع لن يربط الدولتين فقط بل سيربط بين القارة الأفريقية والأوروبية حيث سيقدم هذا المشروع ما يعرف بشبكة الكهرباء الموحدة على مستوى القارة الواحدة ليكون الأمر بعد ذلك على مستوى القارتين.
وأضاف أنه هناك أيضًا مشروع في مجال الطاقة المتجددة حيث تتصدر قبرص قائمة أكثر الدول الرائدة في مجال الطاقة الصديقة للبيئة، نجد على كل أسطح المنازل القبرصية أطباق طاقة شمسية، كما أن هناك آلية ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص وقد بدأت بالفعل منذ نوفمبر 2014 ويتم عقد هذه القمة بالتناوب بين عواصم البلاد الثلاثة والقمة القادمة ستعقد في القاهرة هذا العام
ملف الأمن الإقليمي
وأشاد بتقارب الرؤية المصرية والقبرصية لملف الأمن الإقليمي وقضية ليبيا حيث تدعم مصر وقبرص إجراء انتخابات البرلمان الليبي وخروج كل العناصر الإرهابية والمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا والحفاظ على وحدتها وسيادتها على أرضها كما يرفضان أي إجراءات أحادية في شرق المتوسط وهما دائما يتمسكان باحترام القوانين الدولية وعدم التدخل في الشؤن الدولية.