تحل اليوم، أول جمعة من شهر أبريل، ذلك اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم اليتيم، تلك المناسبة التي تهدف لإدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأيتام حتى صار هذا اليوم عيدًا لهم، ينتظره الأطفال من عام لآخر، للاستمتاع بأوقاتهم مع المواطنين الذين يأتون إليهم من كل مكان.
قصص تتحدى المجتمع في قضية تبني الأطفال
ظهرت في الفترة الأخيرة مبادرات تشجع على الاحتضان في مصر حتى تضمن حق الأطفال ليكبروا وسط أسر بديلة، للحصول على الرعاية والاهتمام.
ويعتبر شهر نوفمبر هو شهر التوعية عن الاحتضان في مصر ولزيادة الوعي بأهميته، حيث يعرف أن الاحتضان هو البديل الشرعي للتبني، كما يمكن أن تقوم أي أسرة برعاية طفل يتيم، ولكن يجب أن ينطبق عليهم الشروط التي تؤهلهم لذلك يكون للاحتضان وكفالة طفل ثواب عظيم.
كما اشتهرت ظاهرة "احتضان وكفالة المرأة العزباء للأطفال"، وذلك بعد عرض الموسم الثاني "ليه لأ" من بطولة الفنانة منة شلبي، حيث يرصد حكاية ندى، التي ترغب في احتضان طفل لكنها تواجه صعوبات كثيرة في هذا الأمر، مسلطاً الضوء على علاقتها بالطفل، حيث أن العمل يتطرق إلى موضوع التمرد على المسلّمات، وهو مناسبة لنسأل لماذا علينا الالتزام بما اعتدنا عليه، وألاّ نتمرد على ما يفرض علينا بحكم المجتمع والتقاليد، ويكشف العمل عن طرق أخرى لتحقيق حلم الأمومة.
وترصد "دار الهلال" بعض القصص التي أبرزت الإنسانية والمحبة للمجتمع في احتضان أو كفالة النساء للأطفال الأيتام وهن عزباوات:
أول أم كافلة عزباء في مصر
كانت "رشا فهمي" تبلغ من العمر 34 عاما، عندما رأت "حلا" للمرة الأولى واتخذت من وقتها قرار كفالتها: "أنا حبيتها، حسيت إني أنا مسؤولة عنها" ، ولم يلق طلب "رشا" لكفالة "حلا" رضا عدد كبير من موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية، فهناك من رفض طلبها لاعتقاده أن القانون لن يسمح لها بالكفالة من الأساس.
وعندما تقطعت بها السبل، لجأت لأحد معارفها الذي نظم لها مقابلة مع وكيل الوزارة، والذي صدق فورًا على حقها في الكفالة، وأعطاها استثناءً جعلها تخوض التجربة رغم أن القانون في ذلك الوقت لم يكن يسمح للمرأة غير المتزوجة بذاك العمر أن تتكفل بطفل.
وأتمت رشا إجراءات الكفالة في غضون شهرين، لكن رحلتها لم تكن خالية من العقبات، ففي بداية مشوارها واجهتها مشكلة عدم الوعي الكافي، الذي يعاني منه موظفي الشؤون الاجتماعية والوزارة بالمادة رقم 89 من اللائحة التنفيذية لقانون الطفل.
وتنص المادة على أنه: "يجوز للأرامل والمطلقات ومن لم يسبق لهن الزواج وبلغن من العمر ما لا يقل عن 30 سنة كفالة الأطفال إذا ارتأت اللجنة العليا للأسر البديلة صلاحيتهن لذلك".
ويسمح قانون الطفل للمرأة بالكفالة داخل نظام الأسرة البديلة بشكل صريح منذ عام 2010، أما في عام 2016، فخفض سن المرأة المسموح لها بالكفالة من 45 عام إلى 30 عام.
ياسمين الحبال - أم بالتبني
في يونيو 2020 ، قدمت ياسمينا الحبال طلب للتبني عبر الإنترنت لوزارة التضامن الاجتماعي، وفي غضون شهر بعد انتهاء الإجراءات، وجدت طفلتها "غالية" في السويس ، وكان عمرها ثلاثة أسابيع.
بدأت قصة ياسمينا مع التبني منذ خمسة وعشرين عامًا ، في سن الخامسة عشرة ، عندما كانت لا تزال في المدرسة الثانوية، زارت ياسمينا دارًا للأيتام لأول مرة، ووقعت في حب الأطفال بشدة، وكان لديها إحساسا منذ ذلك الوقت بأنها ستتبنى طفلاً.
بعد تخرجها من الكلية وحصولها على وظيفتها الأولى، قامت برعاية طفلة في منزلها، ولكن على الرغم من الحب والوقت والمال الذي منحته لها، إلا أن قرارات حياة الفتاة كانت في يد أشخاص أخرين، موظفين في الحكومة.
ومع ذلك، قامت ياسمينا برعاية فتاتين تعيشان معها حتي الآن، وكلاهما تبلغان من العمر أكثر من 20 عامًا وتدرسان في الجامعة.