تبرهن أسماء الشوارع وكبري الطرق وملامحها ومعالمها ومحالها وألحان الموسيقي المصرية ونغماتها الجذابة على المكانة الكبري التي تحتلها مصر في قلب تونس وشعبها الشقيق.
فيحتل "شارع القاهرة" قلب العاصمة التونسية من شارع الحبيب بورقيبة في اتجاه شارع جان جوراس ويتمتع بمطاعمه ومكاتب الخدمات "ويتوسط ميدان الحبيب بورقيبة الذي يعد أهم وأكبر وأقدم ميادين العاصمة تونس ليؤكد على متانة وعمق العلاقات التي تجمع بين مصر وتونس وشعبيها الشقيقين في شتي مناحي الحياة.
فيجمع بين الشعبين والدولتين الصديقتين علاقات ممتدة عبر الزمن تترجمها ملامح ومعالم تجمع بين الماضي والحاضر متطلعة إلي مستقبل مشرق في ظل ما تنعم به جوانب العلاقات الطيبة والمتطردة بين الجانبين من خلال جذورها الممتدة عبر تاريخ من الصداقة والأخوة والترابط المتين.
وتجسد وتتحدث الشوارع التي تحمل أسماء مصرية في وسط شارع الحبيب بورقيبة وفي قلب تونس أسمى قيم الترابط بين الشعبين الصديقين وتتلاقي علي جانبي الطريق المحال التي تروي أسمائها وملامحها قصصا تحكي وتجسد عمق هذا الترابط الإنساني الفريد بين مصر وتونس.
ويجذب محل "المصري" أولى المحال التي تتصدر الشارع أنظار وانتباه رواد الشارع ليبوح ويترجم بعلامات مميزة مدي الترابط و العشق لمصر وشعبها من قبل الشعب التونسي منذ تاريخ طويل ، كما تحتل صور قادة مصر والعالم العربي مقدمة المكان لتعكس حقب زمنية وتاريخ عريق .
ويتحدث مالكه "معز السويسي" بعبارات تنبض وتنم عن حب حقيقي وتقدير لمكانة مصر و ريادتها التاريخية والحضارية والثقافية والفكرية عبر العصور الممتدة .
فيستهل حديثه - مع موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس - قائلا: "مصر أم الدنيا و الفن نبع من مصر، ادخلوها بسلام آمنين، متابعا نحن نتابع ما يحدث في مصر وما تشهده من تطور ونهضة حقيقية ، داعيا " الله يديم عليكم نعمة الآمان والاستقرار".
كما يؤكد أن أصل الفنون والحضارة انطلق من مصر القديمة ومن العصر الفرعوني، مشيرا إلي أن المصريين القدماء تركوا إرثا إنسانيا عظيما يعكس ثراء الحضارة المصرية وأنها منبع الفنون والحضارة عالميا منذ أقدم عصور التاريخ.
ويروي "معز السويسي"- والذي يبلغ من العمر نحو ٣٠ عاما - تاريخ المحل الذي يعود إلي القرن الماضي، ويعكس مدي الترابط بين مصر وتونس علي الدوام من خلال الصداقة والعمل والتعاون وعلاقات الزواج والأخوة القوية بين أفراد الشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أن والده قد سافر في مطلع مسيرته المهنية إلي مصر وعمل بها أستاذا للفنون واستقر بها ثم عاد بعد فترة طويلة إلي تونس وأقام هذا المحل مع صديق مصري قدم إلي تونس واستقر بها.
ويعرب عن رغبته الشديدة في زيارة مصر ومعالمها وآثارها العالمية، قائلا "لدي حلم ورغبة حقيقية أن أسافر إلي مصر وأتجول بين مدنها وازور الأماكن والمدن التي استقر بها والدي وكذلك الأهرامات والإسكندرية وغيرها من الآثار والمعالم التي تذخر بها مصر".
كما تمتزج مع أسماء الطرق والمحال المصرية في قلب العاصمة التونسية مع نغمات وألحان كبار الفنانين المصريين لتبرهن علي مدي الترابط والعشق للفنون المصرية.
ويستطيع من يتجول في طرقات وشوارع ونهوج العاصمة التونسية وميدان الحبيب بورقيبة أن يستمع إلي أغاني عملاقة الفن المصري الأصيل التي لا تزال تبرهن علي الريادة المصرية.
كما يهوي ويعشق الشعب التونسي أن يتغنى بأعمال كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وغيرهم من علامات وعمالقة الفن المصري والعربي التي لن تتكرر.
فتصحبك كلمات ونغمات وألحان الأغاني المصرية في شوارع العاصمة التونسية بين وجوه عربية وملامح الشعب التونسي الذي ينطق بالعشق للاغاني والفنون المصرية الأصيلة والمتفردة عبر مرور الزمن.
كما يهوي الشعب التونسي الاستماع إلي نجوم وعلامات الطرب المصري والعربي، فتشكل أغاني كوكب الشرق "أم كلثوم" وروائع ما غنت أبرز ما يفضل الشعب التونسي الاستماع له والطرب به.
وتعد ألحان موسيقار الأجيال "عبد الوهاب" وأغاني العندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ" ونغمات "محرم فؤاد" ركن أصيل لعشاق الطرب التونسي.
وتبث الإذاعات التونسية في فقراتها الصباحية الأغاني المصرية المتنوعة لفنانين ينتمون إلي جيل الشباب بكلمات وألحان رشيقة مثل "شيرين عبد الوهاب" و"أحمد سعد" وغيرهم من الأصوات المميزة التي يعرفها الشعب التونسي ويحرص علي الاستماع لها، فتؤكد الترابط المستمر علي العصور من الماضي البعيد إلي الحاضر برؤية وآمال متطلعة إلي المستقبل المشرق من العلاقات القوية والمتينة والتاريخية بين الدولتين الصديقتين.
وينصت ويتغنى الشعب التونسي بنغمات وألحان الفن المصري الأصيل وكلمات عمالقة الغناء العربي التي تحتل مكانة وقلب ووجدان الشعب التونسي الشقيق.