السبت 4 مايو 2024

نساء في الإسلام (18- 30)| أم سلمة الأنصارية

تعبيرية

ثقافة9-4-2023 | 11:07

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.

وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن، ونبدأ اليوم بـ أم سلمة الأنصارية. هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأوسية الأشهلية وهى صحابية جليلة وتكون ابنة عمة معاذ بن جبل.وهى أم عامر وأم سلمة الأنصارية الأشهلية.

أسلمت فى العام الأول للهجرة، اشتهرت بمتابعتها أمور دينها والتعرف على دقائق أموره، حيث كانت تسأل النبى عن أحكام دينها، وكانت محدثة فاضلة ومجاهدة جليلة، وكانت من ذوات العقل والدين والخطابة، لقبوها بـ"خطيبة النساء" ووافدة النساء إلى رسول الله (صل الله عليه وسلم).

يروى أنها أتت إلى النبى (صل الله عليه وسلم)  وهو فى أصحابه فقالت: "بأبى أنت وأمى يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك!، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم!" وتابعت: "وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا فى الجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد فى سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفلا نشارككم فى هذا الأجر؟

فالتفت النبى الكريم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم بمقالة امرأة قط أحسن من مسائلها فى أمر دينها من هذه؟".

فقالوا: "يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا"، فالتف النبى (ص) إليها فقال: "افهمى أيتها المرأة.. واعلمى من خلفك من النساء، أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله"، فاتصرفت وهى تهلل فى النساء.

وقد روت الأنصارية عن النبى (ص) 81 حديثا، وروى لها أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومهاجر بن أبى مسلم وشهر بن حوشب، وقد شهدت أسماء بنت يزيد "اليرموك" وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود خبائها وشهدت الفتح.

كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها، وسنتحدّث في هذا المقال حول كيفيّة تكريم الله عز وجل للمرأة.

Dr.Randa
Dr.Radwa