السبت 4 مايو 2024

العشر الأواخر من رمضان.. فضلها والأعمال المستحبة فيها

العشر الأواخر من رمضان

تحقيقات10-4-2023 | 14:29

أماني محمد

يستعد المسلمون لبدء العشر الأواخر من رمضان 2023، والتي يستحب فيها الإكثار من العمل الصالح والطاعات واغتنامها لأن فيها ليلة عظيمة وهي ليلة القدر.

 

العشر الأواخر من رمضان

وتبدأ العشر الأواخر من رمضان يوم الأربعاء المقبل، وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها - قالت : " كان النبي ﷺ  إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ شَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ" .

وأوضح الأزهر الشريف أن شدَّ مئزره كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد لها زيادةً عن المعتاد وقيل: هو من ألطف الكنايات عن اعتزال النساء وترك الجماع والمئزر الإزارُ وهو ما يلبس من الثياب أسفل البدن و (أيقظ أهله) أي: نبههنَّ للعبادة وحثهنَّ عليها.

وورد أيضا أنه "كان رسولُ اللهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ ما لا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِه" رواه مسلم.

وأوضحت الإفتاء أنه اقتضت حكمة الله أن يُخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.

 

ليلة القدر

وليلة القدر من الليالي الفاضلة، التي ينبغي أن يحرص المسلم على تحريها والتماسها في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، ويكون اغتنامها بالإكثار من الطاعات، من الصلاة والذكر وقراءة القرآن، وما إلى ذلك من أنواع الخير والبر.

وأما ما يقال فيها؛ فحينما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها سيدَنا رسول الله ﷺ عما تقوله إن وافقت ليلة القدر،؛ قال: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» [أخرجه الترمذي] .. هذا والله تعالى أعلم.

وقد اختلف الفقهاء في تعيين ليلة القدر، ونظرًا للخلاف القائم بين العلماء ينبغي للمسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر، وقد ورد في فضل إحيائها أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

 

الاعتكاف في رمضان

ومن السنن المستحبة في العشر الأواخر من رمضان الاعتكاف، وهو سنة مؤكدة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأنه كان يعتكف في مسجده صلى الله عليه وسلم كل عامٍ في العشر الأواخر، إلا في العام الذي قُبِض فيه فاعتكف عشرين يومًا، ولا بد أن يكون في المسجد؛ لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]؛ لأن النبي صلى الله عليه سلم لم يعتكف إلا فيه.

 واعتكاف المسلم في المسجد مشروطٌ بأن يكون قد ترك لأهله ما يكفيهم مدةَ اعتكافه؛ حتى لا يضيِّعَ مَنْ يعول.

Dr.Randa
Dr.Radwa