السبت 27 ابريل 2024

آلة الزمن

مقالات10-4-2023 | 22:31

العمر مواقف لحظات لا تتكرر في حوار مع نفسي وقفت عند جملة ماذا لو عاد بي الزمن؟.. فكرة غريبة بدأت تسيطر شيئًا فشيئًا على تفكيري، سرحت معها بخيالي لسنوات للخلف شعرت شعور جميل فأعدت ترتيب الأحداث، فَتشتِ تقصيت في ذاكرتي علي لحظاتي الحاسمة والتي يمكنها أحداث تغييرات حقيقية بعمري، تخيلت مثلا أن أعود عشر سنوات للوراء استيقظ لأجد أن ما عشته خلالها كالحلم وأنني أستطيع أن أتفادى كل الأخطاء التي أوصلتني لما أنا عليه اليوم عدت ترتيب الماضي وكأنني أرتب حجرات البيت أمضيت على لحظات الحزن بسرعة واغتنمت لحظات الفرح بحب، غربت بوجهي عن بعض الأشخاص وودتُ لو لم أسمح لهم بدخول حياتي، تذكرتُ آخرين سقطوا مني في متاهات الحياة ليتهم ظلوا معي، وقفت علي ردود أفعالي وبعض قراراتي تجاه بعض المواقف رددت ليتني لم أقبل، لكني سرعان ما أدركت هل يجدي البكاء على اللبن المسكوب ! 
إذن الموضوع لا يحمل بكاء لا يجدي ولو عاد بِنا الزمان للوراء يعني أننا سنكون في مكان غير الذي نحن عليه  الآن تماماً او ربما مسافة أخرى عمن هم حولنا، مسافة لا يمكننا أن نتراءى فيها عبر سذاجة الجغرافيا، كأنك تتحرك في فضاءٍ آخر وليس للشيء نفسه ما انت عليه حاليا أدركت جيدا أن الزمن لن يعود الى الوراء قطعًا حتى لو تم اختراع عجلة الدوران الموجودة في الأفلام 
ولو عاد بنا الزمن أظن أننا سنهرول لنمحو إخفاقاتنا فشلنا قراراتنا الخاطئة وكل ما يعكر صفو حياتنا وعرفناه من خلال تقدم الزمن بنا وما مررنا به من صفعات وتجارب وخيبات. 
أدركت حينها أن المشكلة دائما تكمن في دواخلنا أمام هذا العالم الواسع الذي نمتلكه وعلى سعته وقت انكسارنا نراه ضيقا جدا وليس لن ملجأ فيه ونحن فعليًا يمكننا المضي دون التحسر كثيرا فما حدث قد كان ولن تغير الحسرة والحزن شئ. 
وفي الوقت نفسه نغفل عن حكمة الخالق التي نجهل خفاياها وما كان يحضرنا له وأن الله دائماً له حكمه في كل موقف. 
حينها تنهدت بعمق وقولت لو عاد بي الزمن كنت سأختار نفس الطريق الذي اختاره الله لي ولن أغير منه شي لأنه افضل طريق، صحيح الواقع الجديد يفرض نفسه بصعوباته وتحدياته لكن علينا المحاولة في صياغته كما يجب أو أفضل من ذي قبل من خلال ما مررنا وتعلمنا من ما مضي بنا فالتجربة حياة تعلمك صفعاتها دروساً ومع كل سقوط تتدرب علي الوقوف جيداً ومع كل تجربة قاسية تتعلم درساً من الحكمة، فكل شئ يحدث لسبب.

Dr.Randa
Dr.Radwa