الجمعة 3 مايو 2024

نساء في الإسلام (30-20 )| أم حكيم

صورة تعبيرية

ثقافة11-4-2023 | 11:08

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضطهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.


وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن، ونبدأ اليوم بـ أم حكيم.


هي بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخى أبى الحكم عمرو بن هشام، وأمها فاطمة بنت الوليد أخت سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وأخوتها مالك بن الحارث، وعبد الرحمن بن الحارث، وعمة التابعى أبو بكر بن عبد الرحمن.


كانت "أم حكيم" فى بداية الدعوة من أشد أعداء الدعوة والنبى -صلى الله عليه وسلم-، وكانت زوجة  لواحد من أشد الكارهين للدين الإسلامى هو "عكرمة بن أبى جهل" ذلك الشاب الذى طالما خاض الحروب الكبيرة ضد المسلمين، وشارك بكل غالٍ ونفيس من أجل القضاء وكسر وإضعاف شوكة المؤمنين.


أم حكيم" قبل أن تسلم خرجت مع زوجها لتشهد غزوة أحد، وتشد من أذر الرجال، وأسلمت بعد الفتح وحدها دون زوجها، الذى طلبت له الأمان فأمنه المسلمون، لكنه هرب.


لكن المرأة القوية المحبة، لم تيأس من اللحاق بزوجها وإعادته ليملأ قلبه بنور الإيمان، فخرجت فى طلبه تبحث عنه وقد هرب إلى اليمن فأدركته فى ساحل من سواحل تهامة وقد ركب البحر فجعلت تصيح إليه وتقول: "يابن عم، جئتك من أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس!، لا تهلك نفسك!، وقد استأمنت لك فأمنك"، فرد عليها: "أنت فعلت ذلك"، فقالت: "نعم أنا كلمته فأمنك".


فرجع عكرمة معها، وتقدم عند باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزوجته معه، فاستأذنت على الرسول فدخلت، فأخبر عمر رسول الله بقدوم عكرمة فأسلم.


وكانت أم حكيم ممن وقفن فى خدمة الدعوة والدفاع عنها، فقد شهدت "واقعة اليرموك" وأبلت فيها بلاء حسنا فقاتلت فيها أشد القتال فى موقعة "مرج الصفر"، ويقال إنها خرجت بعمود الفسطاط فقتلت سبعة من الروم.

كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها، وسنتحدّث في هذا المقال حول كيفيّة تكريم الله عز وجل للمرأة.
 

Dr.Randa
Dr.Radwa