ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها، بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
علماء الفلسفة
يعتبر أبي نصر الفارابي (260 - 339 هـ/ 874 - 950 م) من أهم الفلاسفة والشخصيات الإسلامية التي أتقنت العلوم بصورة كبيرة مثل الطب والفيزياء والفلسفة والموسيقى وغيرها، كما اشتهر بإتقان العلوم الحكمية، وكانت اهتماماته الرئيسية في علوم ما وراء الطبيعة، فلسفة السياسة، المنطق، الموسيقى، الأخلاق، نظرية المعرفة.
ويعد الفارابي هو المؤسس الأول للفلسفة الإسلامية، حيث تأثر كلُّ العلماء الذين أتوا بعده بأفكاره.
بدأ الفارابي بدراسة العلوم في مسقط رأسه حيث درس العلوم والرياضيات والآداب والفلسفة واللغات فبرع في اللغة التركية التي يُعتقد أنّها لغته الأساسية إضافة للغات العربية والفارسية واليونانية.
أنشئ الفارابي ما يُعتبر المنهج الأول في الفلسفة الإسلامية وقد عُرف باسم «الفارابية» لكن سمعة المنهج بدأت بالتضاؤل بعد ظهور منهج ابن سينا، وُصف منهج الفارابي بأنّه مُنسلخ عن منهج الفلاسفة اليونانيين بخاصة أفلاطون وأرسطو وانتقل من الميتافيزيقيا إلى المنهج العلمي.
وللفرابي مؤلفات عديدة في مختلف المجالات كالفلسفة والمنطق والشعر والخطابة والموسيقى، ومن مؤلفاته في الفلسفة:
- الموجود الّذي ليس لوجوده سبب
- العقول الفعّالة
- النّفوس السّماويّة
- النّفوس الإنسانيّة
- المسائل الفلسفية والأجوبة عنها
- أغراض فلسفة أفلاطون وفلسفة أرسطو
- السيرة الفاضلة.
ومن مؤلفاته في الشعر والخطابة: كتاب «ريطوريقا» (الخطابة)، كتاب «بوطيقا» (الشعر)، رسالة في قوانين صناعة الشّعر، ومن مؤلفاته في المنطق: فيما ينبغي الاطلاع عليه قبل قراءة أرسطو، رسالة في المنطق، القول في شرائط اليقين، رسالة في القياس، رسالة في ماهية الروح، ومن مؤلفاته في الموسيقى: كتاب «صناعة علم الموسيقى»، بالإضافة إلى كتبه في الرياضيات والكيمياء وغيرها.