الجمعة 10 مايو 2024

«روز اليوسف» احتفلت بالذكرى الـ ٩٠ لميلاده: أحمد بهاء الدين.. تاريخ لا يُنسى في بلاط «صاحبة الجلالة»

15-2-2017 | 13:39

تقرير: محمود أيـوب - شنــودة سـعد

يظل اسم الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، رئيس تحرير مجلة «صباح الخير»، و»روز اليوسف»، و«الهلال»، و«الأهرام»، ومجلة «العربي»، الكويتية ونقيب الصحفيين الأسبق، أحد أبرز الكُتاب فى بلاط صاحبة الجلالة، حيث احتفلت مؤسسة «روز اليوسف» فى قاعة المؤتمرات بالمؤسسة، بالذكرى الـ٩٠ لميلاده.

حضر الاحتفالية الدكتور زياد بهاء الدين (نائب رئيس الوزراء سابقا ونجل الكاتب أحمد بهاء الدين) والسفيرة ليلى بهاء الدين (نائبة مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الانسان، ونجلة الكاتب الكبير)، ولفيف من كبار رجال الفكر والأدب والإعلام، والسياسيين وبعض الوزراء، وقيادات الوسط الصحفى.

كما حضر من مؤسسة «دار الهلال» رئيس مجلس الإدارة، رئيس تحرير مجلة «المصور» غالي محمد، وسليمان عبد العظيم مدير عام التحرير. وتزامن مع الاحتفالية إطلاق إصدار خاص من سلسلة «الكتاب الذهبي» يضم أبرز مقالات المفكر الراحل، جمعها وقدم لها المؤرخ والكاتب الصحفي رشاد كامل، بالإضافة إلى إعادة طباعة أول عدد من مجلة «صباح الخير».

كان فى استقبال الضيوف المهندس عبد الصادق الشوربجى، رئيس مجلس الإدارة، ورؤساء تحرير إصدارات «روز اليوسف»، والكُتاب والصحفيون والعاملون بالمؤسسة، وبدأت الندوة بكلمات ترحيب بالضيوف، ونبذة عن الكاتب، أعقبها عرض فيلم تسجيلى عن حياته الصحفية والأدبية، فى حضور أسرة الكاتب الكبير، ثم أدار الإعلامي مفيد فوزي حفلة نقاشية مع المفكرين والكتاب حول تاريخ أحمد بهاء الدين الصحفي، وخلال الندوة اقترح الكاتب الصحفي غالي محمد، رئيس تحرير مجلة «المصور» على الدكتور زياد إعادة طباعة كتابات الراحل أحمد بهاء الدين.

الحديث مع بهاء زياد الدين، الابن، والاقتصادي البارز، كان مختلفا تماما، والذى تحدث عن الراحل وعن حياته الشخصية، وأكد أن أكثر ما كان يميزه بأن حياته الشخصية كانت متسقة مع حياته المهنية، بمعنى كل ما كان يتسم به في عمله من طباع وسلوكيات كانت هي أيضا نفس الطباع والسلوكيات داخل المنزل، فكان هادىء الطبع، متزنا فى أحكامه على الأشياء، وإعطاء الحرية لمن حوله في الاختيار.

زياد الدين أعرب عن سعادته بوجود هذا الكم الكبير من الصحفيين والكتاب والمثقفين ونجوم المجتمع وسعادته أكثر بأن تكون هذه المناسبة في مؤسسة «روز اليوسف» الذى بدأ أحمد بهاء من خلالها حياته المهنية، «فتحية كبيرة الى مؤسسة «روز اليوسف» التي حرصت على تكريمه في ذكرى مرور ٩٠ عاما على ميلاده وعرض حياته المهنية والأدبية والثقافية».

عبدالصادق الشوربجي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «روز اليوسف» قال:» نحتفل بالميلاد التسعين لميلاد الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين، قمة من قمم الصحافة، أحد أنبغ تلاميذ مؤسسة «روز اليوسف»، وترأس مجلة «صباح الخير» وكان أول رئيس تحرير لها عام ١٩٥٦, وكان رجلا سابقا عصره، فهو كاتب كبير حيث كتب أكثر من ٢٠ كتابا، فضلاً عن توليه مناصب كثيرة جداً منها رئاسة مجلس ادارة دار الهلال ورئيس تحرير «مجلة المصور»، وأخبار اليوم، والأهرام ، وتولي أيضاً فى الكويت «مجلة العربي» فكان رجلا سابقا عصره بمعني الكلمة.

وحول أبرز ما كان يميز الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين أضاف «الشوربجي»:» أحمد بهاء الدين هو كاتب سياسي، قلمه رشيق يعرف جيداً ما يريده، فكانت كتاباته كالسهم، فتوصل إلى القارئ بمنتهى السهولة نظراً لرشاقة قلمه، ونحن بالفعل أعدنا إصدار الكتاب الذهبي، وقمنا بإصدار كتاب تحت عنوان « مقالات لها تاريخ» ضم جميع أهم مقالات الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين على مرور سنوات كثيرة جداً».

وقال الكاتب والأديب يوسف القعيد:» كنت أتمني أن تتم الاحتفالية فى مؤسسة دار الهلال، لأن أحمد بهاء الدين أسس مجلة «صباح الخير»، لكن مجد بهاء الحقيقى كان فى مؤسسة دار الهلال عندما كان رئيس تحرير مجلة «المصور»، وهو من أهم رؤساء التحرير فى تاريخ دار الهلال، فأحمد بهاء الدين إنسان جميل، والأجيال الذين جاءوا بعده حظهم سيىء جداً، لأنه كان من أكثر الناس دفئاً وأكثر الناس إنسانية، ومن أكثر الناس صلابة وجدعنة ورجولة أكثر من أي شخص آخر، فعقل أحمد بهاء الدين أبرز ما كان يميزه، وفى أشياء حذر منها بهاء الدين يجب أن تظل للأبد، فمثلاً كان يحظر دائماً من انفصال جنوب السودان عن شماله، لأنه سيؤدي إلى تفتيت الأمة العربية كلها، وهو أول شخص يُطلق كلمة «دولة فلسطين» عام ١٩٦٨ وأصدر كتابا من مؤسسة دار الهلال اسمه «اقتراح دولة فلسطين وما دار حوله من مناقشات»، فكان سباقاً فى أشياء كثيرة جداً لم يسبقه أحد فيها على الإطلاق.

أما الإعلامي مفيد فوزى فتحدث عن العلاقة بين الأستاذ والتلميذ، فالراحل بهاء الدين هو من كان رئيس تحريره فى «صباح الخير»، وهناك العديد من الذكريات والقصص التي تربط بينهما، فالراحل كان بمثابة الأستاذ الذى تعلم منة الكثير في مهنة الصحافة وكان من أهم سماته حرية الرأي وشعوره بالآخرين، والدقة في اختيار كل ما يقال، وفى هذا اليوم أقول للأستاذ بهاء الدين أننا نفتقد صوتك في الرشد.

وتحدث الكاتب محمد سلماوي عن استقلالية أحمد بهاء الدين قائلاً:» أحمد بهاء الدين لم ينتم إلى أي حزب من الأحزاب السياسية رغم أنه كان صديقا مقربا جداً من كثير من أهل اليسار، بالإضافة إلى أنه كان قريبا من حزب «البعث»، وكان صديقا شخصيا لـ»صلاح البيطار»، إنما ليس من الممكن أبداً أن تأخذ عليه أى انحياز فى الفكر لحزب او اتجاه آخر، ويمكن هذا ما يبرر ما يأخذه عليه بعض اليساريين أو بعض الفكر اليساري المراهق، من أنه لم يمارس السياسة بشكل حزبي».

مضيفاً:»أحمد بهاء الدين كان مؤمنا بفكر عبد الناصر إنما كان من أوائل الناس الذين طالبوا بعد حرب ٦٧ فى بيان رسمي أصدره من نقابة الصحفيين، عندما كان نقيبا لها، برفع الرقابة على الصحافة، وبضرورة فتح مجال لجميع الصحف القومية وعدم الاقتصار على صحيفة واحدة، وفى عصر السادات أيضاً هو الذى صك تعبير «انفتاح السداح المداح» الذى أصبح تعبيراً شائعاً نستخدمه جميعاً، كما كان صاحب تعبير أيضاً «الصراع الحضارى، عندما وصف الصراع بيننا وبين إسرائيل على أنه ليس صراع حدود ولا صراعا على أرض إنما هو صراع حضارى فى الأساس».

«تاريخ لا ينسى» بهذه الكلمات بدأ الأستاذ محمد فايق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وزير الإعلام الأسبق، كلامه عن الراحل بهاء الدين متحدثا عن العلاقة التي بدأت بينهما منذ عام ١٩٥٨ والذى اكد أنه كان رمزا من رموز الكتاب الذى أعطى للمهنة قيمة كبيرة بكونه شخصية على درجة عالية من الثقافة والعلم والفكر ساهم بشكل كبير في تكوين درجة الوعى والفهم عند المواطنين، وكان شاهدا على أحداث كبيرة من التاريخ ونقلها بكل موضوعية وأمانة، يمتلك الكثير من الرؤية والفكر تجاه العديد من الموضوعات، تتلمذ على يده كثير من الكتاب والصحفيين، وكان دائما يحرص على القيم والمثل العليا التي تربى عليها ونقلها إلى تلاميذه ومحبيه، ومواقفه دائما كانت مشرفة ومضيئة على مدار تاريخه.

عن الحياة الإنسانية للراحل بهاء الدين، تحدث الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، عن مدى قرب شخصية الراحل إلى أسرة إحسان عبد القدوس، وهو يعتبر من مؤسسي مجلة «صباح الخير» التي ترأس تحريرها، ومن ضمن الذكريات أنه كان يكتب مقالا في «روز اليوسف» وذات يوم فوجىء بأن مقاله كان منشورا كمقال رئيسي، وبمجرد دخوله إلى باب المجلة أخبره البواب بأن إحسان عبد القدوس يريد أن يراه، ومن هنا بدأت الصداقة والرحلة الطويلة بينهما، «وعلى الرغم من أنه كاتب سياسي من الدرجة الأولى، إلا أن جدتي روز اليوسف رشحته لمنصب رئيس تحرير»صباح الخير» والتي أنشئت في يناير ١٩٥٦، وهذه المجلة كانت مجلة اجتماعية، ولكن أحمد بهاء الدين أثبت جدارته وكفاءته وهو أقل من الثلاثين من عمره».

الكاتب الصحفي لويس جريس تحدث عن أحمد بهاء الدين قائلاً:»بهاء واحد من عمالقة الصحافة المصرية، كان يتميز بالبساطة والوضوح في الكتابة، كان يحرص دائما على اختيار المواضيع التي تخص المواطن المصرى، لا يتحدث عن معلومة إلا إذا كان متيقنا منها، لدية المئات من المقالات الهامة والرائعة التي أثرت في الكثير من الاجيال، لم يكن مهتما بالمناصب، إنما كان دائما مهتما بالإنسان، لديه عشق وحب كبيران لتراب هذا لوطن، مضيفاً:»هو شخصية خدومة جدا يحترم الجميع، بالطبع هو شخصية فريدة من نوعها، ومسيرة نجاح لكاتب متميز ورصيد كبير من العطاء المتواصل».

    Dr.Radwa
    Egypt Air