السبت 4 مايو 2024

نساء في الإسلام (30- 21)| حليمة السعد

صورة تعبيرية

ثقافة12-4-2023 | 11:48

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.

وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن، ونبدأ اليوم بـ حليمة السعدية

وهى امرأة من قبيلة هوازن، وهى مرضعة النبى صلى الله عليه وسلّم، وكانت زوجة الحارث بن عبد العزى، ويعيشان فى بادية الحديبية، ولها عدة أبناء وهم عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، والشيماء.

وكان من عادة أشراف مكة أنه إذا ولد لهم وليد التمسوا له المراضع فى أهل البادية وكان بنو سعد بن بكر فى بادية مكة، فيهم ما يسترضع لأهل مكة أولادهم.

فإن حليمة السعدية من بنى أسد بن بكر هوازن وتنتهى لقيس عيلان، وأنها كانت ذات شرف وخلق قويم وقلب رقيق".

وقد بقى محمد عليه السلام عندها أربع سنوات ربته على الأخلاق العربية، وعلى المروءة والشهامة والصدق والأمانة، ثم ردته إلى أهله وعمره خمس سنوات وشهر واحد، بعد أن غمرتها بركات هذا اليتيم الذى جاء رحمة للعالمين.

وقد أحب النبى محمد (ص)، مرضعته حبا كثيرا حتى أنه لما أخبرته بعد فتح مكة إحدى نساء بنى سعد بوفاتها ذرفت عيناه عليها، ثم قالت له الناعية: "أخواك وأختاك محتاجون! فأرسل إليهم ما يحتاجون إليه!، وقالت أيضا:نعم والله- المكفول كنت صغيرا، ونعم المرء كنت كبيرا عظيم البركة.

وبحسب الحديث النبوى الشريف، عن عمارة بن ثوبان عم أبى الطفيل، أن النبى (ص)، كان بالجعرانة يقسم لحما، فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبى (ص) بسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت من هذه، قالوا: هذه أمه التى أرضعته.

كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها، وسنتحدّث في هذا المقال حول كيفيّة تكريم الله عز وجل للمرأة.

Dr.Randa
Dr.Radwa