ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها، بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
علماء الفلسفة
يعتبر ابن سينا ( 370 - 427 هـ / 980 - 1037 م) أشهر وأبرز عالم وطبيب مسلم، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، وهو أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس، وأشهر أعماله كتاب "القانون في الطب"، الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب، وأطلق عليه الغرب أمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى.
وكتابه (القانون في الطب) أصبح هو العمدة في تعليم هذا الفنِّ حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوروبا.
ويُعد ابن سينا أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان، ووصف أعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء، وكتاب الشفاء.
وأصبح كتابه للشفاء متاحًا في أوروبا بترجمة لاتينية جزئية بعد حوالي خمسين عامًا من كتابته، تحت عنوان Sufficia، وقد حدد بعض المؤلفين "علم الطيور اللاتينية" بأنه مزدهر لبعض الوقت، موازٍ لطبقة الشهية اللاتينية الأكثر تأثيراً المراسيم الباريسية لعام 1210 و1215.
كتب ابن سينا في الفلسفة الإسلامية المبكرة، وتجاوزت مؤلفاته الـ 200 وتضمنت موضوعات المنطق، والأخلاق، والميتافيزيقيا، والأطروحات المسماة المنطق والميتافيزيقيا، والفلسفة والطب، وبعض أعماله كتبت باللغة العربية والبعض الآخر بالفارسية.