يتميز شهر رمضان بطبيعة خاصة، وبروحانياته التي تميزه عن باقي الشهور، و تناول العديد من الخبراء فوائد الصيام في أبحاثهم ودراساتهم والتي أثبتت فوائده العظيمة، ولكن هل الصيام لهذه المدة اليومية التي متوسطها حوالي 14 ساعة لها حكمة معينة؟ في السطور القادمة استشارية تغذية توضح إجابة هذا السؤال.
تقول الدكتورة شيماء السيد محمد أستاذ مساعد كيمياء حيوية التغذية، قسم التغذية بالمركز القومى للبحوث أن الصيام فوائده عظيمة علي تعزيز صحة الجسم والمناعة والمساعدة في حل مشكلات وأمراض عديدة، بجانب الشق الروحاني والنفسي، فمعروف أن الصيام يهذب النفس ويريح القلب، وروحانيات الشهر الكريم ننتظرها من العام للعام حتي نملئ قلوبنا بالعبادة ونطلب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل، ولكن علميا ما الحكمة من مدة الصيام من 12 إلي 16 ساعة؟.
تشرح دكتورة شيماء أن السبب في أنه تعرف الساعات الأربع الأولى بعد تناول الطعام بمرحلة النمو والبناء، حيث يستهلك الجسم الطاقة التي حصل عليها لتعزيز نشاطه ونمو الخلايا والأنسجة، وينتج البنكرياس هرمون الأنسولين من أجل استخدام الجلوكوز الذي تم تواجده بالدم بعد الوجبة وتخزين الطاقة الزائدة لاستخدامها لاحقا.
أما بعد ثماني ساعات من الصيام، ينخفض مخزون الجليكوجين (الشكل الذي يخزن عليه الجلوكوز في الكبد). وعندما يدخل الجسم في حالة الصيام وقد انخفض مستوي الجلوكوز بالدم او لم يعد متوفرا، يقوم الكبد بتحويل الدهون إلى طاقة كمصدر بديل للجلوكوز.
و بمجرد نفاد الطاقة المخزنة في الخلايا، يبدأ الجسم في الاعتماد على الدهون المخزونة فيقوم الجسم بحرقها للحصول على الطاقة وينتج عن هذه العملية مواد تعرف باسم الأجسام الكيتونية، وهذا يحدث عادة بعد مرور من 14- 16 ساعة تقريبا من الصيام.