الخميس 9 مايو 2024

ألمانيا تغلق آخر محطاتها النووية

مفاعلات نووية

عرب وعالم15-4-2023 | 15:41

تنفذ ألمانيا، اليوم السبت، الوعد الذي قطعته بإغلاق آخر 3 مفاعلات نووية لديها في ختام عملية تخلٍ عن الطاقة الذرية بدأت منذ فترة طويلة، على الرغم من الجدل الذي يثيره هذا القرار في سياق الأزمة المناخية الملحة.

ويفتح أكبر اقتصاد في أوروبا فصلاً جديداً في مجال الطاقة بعدما واجه تحدي وقف الاعتماد على الوقود الأحفوري وفي الوقت نفسه إدارة أزمة الغاز الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.

ومنتصف ليل السبت الأحد على أبعد حد، سيتم فصل محطات توليد الكهرباء "إيسار 2" (جنوب شرق) ونيكارفيستهايم (جنوب غرب) وإيمسلاند (شمال غرب) عن شبكة الكهرباء.

وكانت الحكومة الألمانية منحت هذه المحطات مهلة بضعة أسابيع بعد موعد توقفها الذي كان محدداً في 31 ديسمبر، لكن من دون العودة عن قرار طي صفحة الطاقة النووية.

وقالت وزيرة البيئة شتيفي ليمكه خلال الأسبوع الحالي إن "المخاطر المرتبطة بالطاقة النووية لا يمكن السيطرة عليها بالتأكيد". وهذا تذكير بأن المخاطر المرتبطة بالنووي المدني تثير استياء شرائح واسعة من السكان منذ عقود وقد عززت حركة الدفاع عن البيئة.

وتنظم حركة جرينبيس التي تقف في الصفوف الأمامية لمعركة مكافحة النووي، حفل وداع أمام بوابة براندنبورج في برلين ظهر السبت.

وقالت هذه المنظمة غير الحكومية "أخيرا اصبحت الطاقة النووية جزءاً من التاريخ! لنجعل الخامس عشر من أبريل يوماً لا يُنسى".

وبالعكس، كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" المحافظة اليوم "شكراً للطاقة النووية"، مشددة على الفوائد التي جلبتها للبلاد.

وقالت كامي ديفار الباحثة في سياسة الطاقة في معهد جاك ديلور إن التخلي عن النووي "استغرق وقتاً طويلاً".

وكاد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022 يعيد النظر بالقرار. فمع حرمانها من الغاز الروسي الذي قطعت موسكو الجزء الأكبر منه، وجدت ألمانيا نفسها في مواجهة أحلك سيناريوهات، من احتمال توقف مصانعها إلى غياب التدفئة.

لكن الشتاء مر بلا نقص إذ حل موردون آخرون للغاز محل روسيا، لكن الإجماع على التخلي عن الطاقة النووية ضعف. ففي استطلاع أخير للرأي أجرته قناة "آ ار دي" قال 59 بالمئة من المشاركين فيه أن التخلي عن النووي في هذه الأوضاع ليس فكرة جيدة.

وقال رئيس غرف التجارة الألمانية بيتر أدريان لصحيفة "راينيشه بوست" اليومية إنه يجب على ألمانيا "توسيع عرض الطاقة وليس تقليصه" نظراً لاحتمالات النقص وارتفاع الأسعار.

من جهته، رأى بيان دير ساراي الأمين العام لـ"الحزب الديموقراطي الحر" الليبرالي الشريك في الائتلاف الحكومي الذي يقوده المستشار أولاف شولتس ودعاة حماية البيئة إنه "خطأ استراتيجي في بيئة جيوسياسية ما زالت متوترة".

وأمنت المحطات الثلاث الأخيرة 6 بالمئة فقط من الطاقة المنتجة في البلاد العام الماضي بينما كانت الطاقة النووية تؤمن 30.8% في 1997.

وفي الوقت نفسه، بلغت حصة "مزيج" مصادر الطاقة المتجددة من الإنتاج 46% في 2022 في مقابل أقل من 25% قبل 10 سنوات.

وتبقى فرنسا التي تمتلك 56 مفاعلاً، الأكثر اعتماداً على النووي مقارنة بعدد السكان. وعلى المستوى الأوروبي، تثير المسألة النووية خلافات حادة بين باريس وبرلين.

وتفضل ألمانيا التركيز على هدفها المتمثل في تأمين 80% من احتياجاتها من الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، مع إغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول 2038 على أبعد حد.

لكن الغموض يكمن في هذه النقطة. وكتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونإ" اليومية السبت "أين وكيف يجب إنتاج الطاقة المتجددة؟ الجميع في هذا البلد يتفقون على الأقل على شيء واحد: ليس في منزلي".

 

Dr.Radwa
Egypt Air