السبت 27 ابريل 2024

مصر أكبر من أحقادكم

مقالات16-4-2023 | 16:24

يمر السودان وأهله بلحظات عصيبة وفارقة في تاريخه حيث تشهد البلاد حالة من رغبة أطراف لا تعبأ بمستقبله في الوصول للسلطة بعد أن تزاحمت على أرضه أجندات متنوعة يسعى كل منها إلى تحقيق أهدافه وكانت مصر طوال هذه المرحلة المفصلية للشعب السوداني والتي أعقبت إنهاء حكم البشير والذي تقبلته كل أطراف البلاد بالترحاب والقبول وهنا يجب أن نذكر الجميع بمواقف مصر التي كانت دائما منحازة للسودانيين تحترم خيارات الشعب السوداني وتطلعاته لواقع أفضل، وقد لعبت القاهرة دورًا كبيرا في تقريب وجهات النظر وتقليل الفجوة بين الأطراف المختلفة في السودان، وبقيت مصر على مسافة واحدة من جميع أطراف الأزمة السودانية  داعمة لحق السودانيين في مستقبل أفضل.

إن الأجندات المغرضة التي تستهدف تشويه الدور المصري في السودان ليست ببعيدة في أهدافها عن عناصر راغبة في إعادة الساعة للوراء واستخدام ذات الشعارات المتهالكة التي يستخدمها دعاة الفوضى لاستمالة قلوب العامة واستخدامهم كسلم للوصول إلى السلطة

وعلى الرغم من هؤلاء الذين يستهدفون جهود مصر للحفاظ على السودان وبالمناسبة ليست جهود مصر وحدها بل أيضا المملكة العربية السعودية وليسأل الجميع نفسه لماذا سادت وسائل الإعلام مشاهد تخص مصر والسعودية فقط في تلك الأحداث الجارية في الخرطوم إنها فعل ذات الأجندات التي تسعى للعودة للوراء وهنا لابديل للسودانيين عن اليقظة والحكم علي الأمور  بمقاصدها والابتعاد عن الانشغال بالصغائر فما جرى سينتهي كما انتهت كل محاولات تحدى الواقع ومحاولة تلوينه وفي النهاية فإن بقاء الدولة السودانية ووحدة مؤسساتها هو الهدف الذي يسعى الكل لتحقيقه.

لم تتأخر مصر يوما عن مساندة السودان ولنراجع التاريخ ففي2019 بادرت مصر باستضافة قمة تشاورية بين أطراف الأزمة في السودان  بهدف رأب الصدع وتصفية الخلافات بين المجلس العسكري وقوى المعارضة آنذاك، تبعتها سلسله من الاجتماعات بين أطراف الأزمة، وصولًا إلى التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكري الانتقالي وممثلي المعارضة في أغسطس 2019  كما دعمت مصر الاتفاق السياسي الإطاري بشأن الفترة الانتقالية كأحد المحطات المهمة لتشكيل الأسس والمبادئ لهياكل الحكم في السودان، ودعم الدولة السودانية لإنجاح الفترة الانتقالية وضمان استقرار السودان.

كما أن مصر لم تبخل يوما بتبادل خبراتها مع السودان وما فعلته ميليشيات حميدتي مع القوات المصرية المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة يظهر كيف ينزعج هؤلاء من كل ما فيه مصلحة السودان وكم يحملون من حقد دفين تجاه كل من يمد يد العون لأشقائنا في الجنوب.

كما لدى مصر رصيد كبير من العمل تجاه ترسيخ إرادة السوادانيين عن أي شئ تتحدثون فبعد تنفيذ اتفاق تقاسم السلطة، أظهرت مصر الدعم الكامل للحكومة السودانية الجديدة، وحرصت مصر على نقل خبراتها إلى السودان في ما يخص إدارة المرحلة الانتقالية، ودعمت مصر موقف السودان في المحافل الدولية، ودفعت نحو إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وتأكيدا لذلك كله استضافت مصر في 2022 فعاليات إعلان الوحدة الاتحادية التنسيقية، الذي نظمته الفصائل الاتحادية السودانية، تحت شعار القوة في الوحدة، واحتضنته مصر في إطار الجهود الرامية لتعزيز أمن واستقرار السودان.

وحين استشعرت مصر حالة الجمود بين قوى الاتفاق الإطاري وباقي المكونات المدنية في السودان، وجهت الدعوة لأطراف الأزمة لعقد ورشة لدعم الحوار السوداني السوداني وتحت شعار سودان يسع الجميع وكان من أهم نتائجها التأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاق سلام جوبا، مع اعتماد مبدأي المسؤولية والمحاسبة في المستقبل؛ لتحقيق “سلام شامل في السودان” بالقضاء على مسببات النزاعات المسلحة، وتهيئة الظروف لإحداث السلام.

وخيرا سارعت مصر والسعودية لعقد اجتماع طارئ لمساندة الشعب السوداني عقب انقلاب قوات الدعم السريع على المسار الذي ارتضته جمع أطراف المشهد السوداني وبالـتأكيد وعقب محو آثار محاولة تعطيل مسيرة الشعب السوداني نحو توقيع نهائي للاتفاق الإطاري وبدء تشكيل حكومة تتسلم السلطة وتعمل على معالجة عذابات السودان الذي سيظل رصيدا استراتيجيا مهما لمصر وللأمة العربية والإسلامية وتبقى مصر دوما طرفا حاضرا في صناعة كل السبل لرسم ملامح أفضل لمستقبل الشعب السوداني الشقيق مترفعة عن الصغائر ومدركة لهواة الفتن

Dr.Randa
Dr.Radwa