تشهد أنحاء من الكرة الأرضية الخميس المقبل نوع نادر من الكسوف، وهو الكسوف الهجين، والذي يعد أول كسوف للشمس في 2023، فيما كشف معهد البحوث الفلكية احتمالات رؤيته في مصر، مؤكدا أن ذلك الكسوف لن يرى في مصر ولا في الشرق الأوسط.
كسوف الشمس 2023
ووفقا للبحوث الفلكية فإن الكسوف الهجين للشمس الذي تشهده الكرة الأرضية يوم الخميس المقبل سيكون في الساعة الثالثة و34 دقيقة و15 ثانية بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة وسيستغرق منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 5 ساعات و25 دقيقة تقريبا.
وأكد البحوث الفلكية أن هذا الكسوف هو نوع نادر من الكسوفات، ولن يرى في مصر والوطن العربي، ويتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر شوال للعام الهجري الحالي 1444.
وستكون أجزاء مسار الكسوف بالقرب من شروق الشمس وغروبها على شكل حلقي، ويرى الكسوف الحلقي في "شبه جزيرة نورث ويست كيب وجزيرة بارو في غرب أستراليا، والأجزاء الشرقية من تيمور الشرقية، وكذلك جزيرة دامار وأجزاء من مقاطعة بابوا في إندونيسيا"، فيما يمكن رؤيته ككسوف جزئي في"جنوب وشرق قارة أسيا – قارة أستراليا – المحيط الباسفيكي – المحيط الهندي – القارة القطبية الجنوبية".
وقالت الجمعية الفلكية بجدة إنه الكسوف سيكون مرئيًا في أستراليا وتيمور الشرقية وإندونيسيا (بابوا الغربية وبابوا) وفي الوقت نفسه سيشاهد ككسوف جزئي للشمس فوق منطقة أكبر بكثير تغطي في جنوب شرق آسيا شرق جزر الهند وأستراليا والفلبين ونيوزيلندا بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى في غرب المحيط الهادئ، موضحة أنه غير مشاهد بسماء السعودية والوطن العربي لأن الكسوف يشاهد عادة في جزء محدد ضمن المسار الضيق لظل القمر أو شبه الظل إضافة لميل محور دوران الأرض وموقع القمر والشمس.
وأشارت إلى أنه سيقطع الظل المركزي للقمر مساراً سيبلغ طوله 13,800 كيلومترًا وبعرض حوالي 49 كيلومتراً وسيغطي 0.07٪ من مساحة سطح الأرض، حيث سيمر القمر أمام الشمس مُنتجًا سلسلة مختلطة على طول أجزاء مختلفة من مساره، ففي البداية سيكون كسوف الحلقي فوق المحيط الهندي ثم ينتقل إلى كسوف كلي أثناء تحركه فوق غرب أستراليا ثم سينتهي ككسوف حلقي فوق جنوب المحيط الهادئ.
وأضافت أنه يُعرف هذا التسلسل بالكسوف "الهجين" وهو يحدث بسبب تقوس سطح الأرض وهو يحدث بضع مرات كل 100 سنة وخلال القرن الحادي والعشرين الحالي هناك سبعة منها فقط كان أخرها في 3 نوفمبر 2013.
سبب الكسوف الهجين
ويحدث كسوف الشمس الهجين عندما يكون القمر على مسافة قريبة من الحد الذي يجعل ظله يصل إلى الأرض، ولأن الأرض كروية فان القمر يكون على مسافة من الأرض بحيث تكون قمة الظل أعلى قليلاً من سطح الأرض في بداية مسار الكسوف ونهايته مما يتسبب في حدوث كسوف حلقي للشمس ومع ذلك في منتصف مسار الكسوف تسقط قمة ظل القمر على سطح الأرض لأن هذا الجزء من الكوكب أقرب قليلاً إلى القمر لذلك سيشاهد الراصدون إما كسوفًا حلقيًا للشمس أو كسوفًا كليًا للشمس اعتمادًا على الموقع على طول مسار الكسوف المركزي.
يطلق على الكسوف الحلقي اسم "حلقة النور" وخلال هذا الكسوف يكون الحجم الظاهري القمر صغيراً بحيث لا يغطّي الشمس في بداية مسار الكسوف المركزي ونهايته لذلك تبرز الشمس من جميع الجوانب وتشكل حلقة مضيئة ولكن خلال الكسوف الكلي يقترب القمر من الأرض ويزيد حجمه الظاهري بنسبة 1.3٪ من المتوسط ويكون كبيراً بما يكفي لتغطية الشمس وحدوث كسوف كلي عندها ستظهر هالة لشمس.
وسيبدأ الكسوف الهجين ككسوف حلقي في المحيط الهندي غرب جزر كيرغولين والتي ستشهد كسوفا جزئيًا حيث سيغطي قرص الشمس بنسبة 92 ٪ ويتحرك مسار الكسوف إلى الشمال الشرقي وينتقل سريعا ليصبح الكسوف المركزي كسوفاً كليًا وسيصل إلى أستراليا في شبة جزيرة نورث ويست كيب حيث يستمر الكسوف الكلي ما يزيد قليلاً عن دقيقة وستشهد منطقة إكسماوث الاسترالية كسوفًا كليًا لكنه يستمر لمدة 55 ثانية فقط.
ثم سيعبر مسار الكسوف المركزي جزر مويرون وجزيرة سيرورييه الاسترالية وستشهد المنطقة المحيطة بجزيرة بيسيريس الاسترالية هذا الكسوف والكسوف الكلي في ديسمبر 2038، وبعد ذلك سيصل مسار الكسوف إلى جزيرة بارو الاسترالية وستشهد هذه الجزيرة بأكملها كسوفًا كليًا يستمر لمدة دقيقة واحدة و 5 ثوانٍ، وسيتبع ذلك وصول الكسوف إلى ذروته العظمى قبالة ساحل تيمور الشرقية ويستمر لمدة دقيقة واحدة و 16 ثانية، ثم سيمر مسار الكسوف فوق الطرف الشرقي لتيمور الشرقية ابتداء من الساعة 7:18 ص وهنا سيستمر الكسوف الكلي لمدة دقيقة واحدة و 16 ثانية، وستشهد مدينة (فيكيكي) في تيمور الشرقية كسوفًا كليًا.
وسيغادر الكسوف من تيمور الشرقية ويمر فوق جزيرة (كيسار) الاندونيسية ثم جزيرة ماوبورا ، وجزيرة دامار ، ومجموعة جزر واتوبيلا، بعد ذلك سيصل الكسوف إلى مقاطعة بابوا الغربية الاندونيسية، ثم جزيرة بياك الاندونيسية، وبعد ذلك ينتقل مسار الكسوف إلى المحيط الهادئ وينتهي فوق المحيط بالقرب من جزر مارشال.
أما بالنسبة للانتقال من الكسوف الحلقي إلى الكسوف الكلي لن يُرى إلا من المواقع البعيدة في المحيطين الهندي والهادئ حيث سيكون الموقع الأول بالقرب من جزر مارشال والنقطة الثانية في الأراضي الفرنسية الجنوبية والأنتاركتيكية.
مراقبة الكسوف
أخيرا عند كسوف الشمس الكلي يتم رؤية الغلاف الجوي للشمس المعروف بتسمية "الهالة " فعين الراصد سريعا سوف تتكيف مع مستوى الضوء المنخفض الجديد ومع تكيف العين فان هالة الشمس تصبح مرئية ، هذه الهالة تتكون من غاز في غاية السخونة مشحون كهربائيا – البلازما - تبلغ حرارتها 2 مليون درجة مئوية وتمتد ملايين الكيلومترات إلى الخارج نحو الفضاء .
الهالة الشمسية سوف تظهر لتبرز وتكبر وهذا فقط نوع من " الخداع البصري " فالهالة الخارجية هي اخفت من الهالة الداخلية ومع تكيف العين مع الظلمة فإنها تصبح أكثر حساسية ولذلك يصبح الراصد قادرا على رؤية الأجزاء الخافتة من الهالة الخارجية ولذلك يبدو أن حجمها يزداد وعلى الرغم من ذلك فان هذا التأثير البصري في غاية الروعة .
لمراقبة كسوف الشمس يجب استخدام وسائل حماية للعين مثل نظارات خاصة بكسوف الشمس والتي تمنع أكثر من 99.99 % من ضوء الشمس و الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وهذه النظارات تجعل الشمس تظهر كقرص برتقالي أو ابيض في السماء ولكن عند حدوث الكسوف الكلي ويكون قرص الشمس مغطى تماما بالقمر يمكن النظر بالعين المجردة وحدها مباشرة لفترة وجيزة.