الأحد 12 مايو 2024

أولياء الله الصالحين (26 -30)| الرفاعي

الرفاعي

ثقافة17-4-2023 | 18:56

عبدالله مسعد

تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الاولياء وفترة إقامتهم في مصر، ونستعرض اليوم: الرفاعي.

ولد الإمام الرفاعي في العراق ويرجع نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي سبط النبي الكريم، فهو "أحمد بن علي بن يحيى بن ثابت بن الحازم علي أبي الفوارس بن أحمد المرتضى بن علي بن رفاعة الحسن المكي بن محمد مهدي المكي، ابن حسن القاسم، ابن حسين، ابن أحمد الأكبر، ابن موسى الأصغر، ابن إبراهيم المرتضى، ابن موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن محمد الباقر، ابن علي زين العابدين، ابن السيد الإمام أمير المؤمنين الحسين، ابن الإمام أمير المؤمنين على بن أبي طالب".

ولد الرفاعي بالعراق لعام 512 هجرياً، وتوفي عام 578 هجريا، وكان ريع أملاكه أكثر من ريع أملاك الأمراء، لكنه كان زاهد في الدنيا، ووجه أمواله في سبيل الله والإنفاق على الفقراء والسالكين والواردين إليه، فكان يقول: «طريقي دين بلا بدعة، وعمل بلا كسل، ونية بلا فساد، وصدق بلا كذب، وحال بلا رياء»، كذلك عرف عن الإمام الرفاعي أنه ملتزم بحدود الشرع رافض للبدع خاص مع أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله تعالى يحل بالعالم.

ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.

وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التى يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوى إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التى أراد الخديوى بنائها على الطراز الأوربى لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.

على الرغم من رغبة الخديوى انذاك فى بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، والتى سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالى المنطقة المحيطة به.

هناك أضرحة مشهورة فى القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر فى شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالى المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.

Dr.Radwa
Egypt Air