يعد البرت أينشتاين من أشهر العلماء في العصر الحديث في علم الفيزياء وله العديد من الأبحاث والمبتكرات العلمية وهو وأحد أشهر الشخصيات المعروفة على مستوى العالم وهو بهذا رمز للنجاح والتوفيق وحسن الطالع.
حيث في تصور البعض قد يكون أينشتاين رمز وتجسيد ملموس لما يمكن وصفه (بأيقونة النجاح) ومن كان بعبقرية وتفوق أينشتاين يصعب أحيانا تخيل أنه قد ذاق مرارة الفشل، ومع ذلك فإن أحد أسرار نجاح أينشتاين أنه مثال واقعي للمقولة الحكيمة للداهية السياسي البريطاني وينستون تشرشل (النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل آخر من دون فقدان الحماسة).
ميلاد ألبرت أينشتاين
ولد ألبرت أينشتاين في مثل هذا اليوم عام 1879 في فورتيمبيرج في ألمانيا، وعاش ودرس في سويسرا، أثناء دراسته الجامعية كان يعول نفسه من عمله في تدريس
الرياضيات والفيزياء في جامعة بوليتكنيك حتى عام 1900، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة زيوريخ وعُيِّن فيها أستاذاً استثنائياً للفيزياء النظرية عام 1909.
وفي عام 1913 تم إنشاء منصب خاص له في برلين كمدير لمعهد القيصر فيلهلم للفيزياء، وانتخب عضواً في الأكاديمية الملكية البروسية للعلوم، وحصل على راتب يمكنه من تكريس كل وقته للبحث العلمي.
بعد ذلك تم انتخابه في العديد من الجمعيات العلمية الرفيعة ومُنح عدداً من الدرجات الفخرية والميداليات والأوسمة من عدد كبير من الجامعات المرموقة، وحصل على
جائزة نوبل عام 1921.
نشأة ألبرت اينشتاين
ولد ألبرت أينشتاين في أولم، في مملكة فورتمبيرج في الرايخ الألماني في 14 مارس 1879 لعائلةٍ علمانيةٍ من اليهود الأشكناز، والداه هيرمان أينشتاين مهندس وتاجر، وبولين كوخ، انتقلت
العائلة في عام 1880 إلى ميونخ حيث أسس والد أليرت وعمه ياكوب شركة لصنع المعدات الكهربائية على أساس التيار المستمر.
والتحق ألبرت بمدرسةٍ ابتدائيةٍ كاثوليكيةٍ في ميونخ في سن الخامسة لمدة ثلاث سنوات، ونُقل في سن الثامنة حيث تلقى تعليمًا ابتدائيًا وثانويًا متقدمًا حتى غادر ألمانيا بعد سبع سنوات.
في ميونخ لإكمال دراسته حيث قصد والده أن يتابع في دراسة الهندسة الكهربائية، لكن أينشتاين اصطدم مع السلطات واستاء من نظام المدرسة وطريقة التدريس، وكتب لاحقًا أن روح التعلم
والتفكير الإبداعي ضاعت في طريقة التعليم الصارم عن ظهر قلب.
نهايةَ ديسمبر 1894 سافر إلى إيطاليا للانضمام إلى عائلته في بابية مستخدمًا مذكرةً من الطبيب كعذرٍ لإقناع المدرسة بالسماح له بالسفر، وخلال تلك الفترة في إيطاليا كتب مقالًا قصيرًا بعنوان «حول التحقيق في حالة الأثير في مجال مغناطيسي».
النبوغ المبكر
برع أينشتاين في الرياضيات والفيزياء منذ صغره، ووصل إلى مستوىً رياضي عالٍ قبل سنواتٍ من أقرانه. تعلم أينشتاين ذو الإثني عشر عامًا الجبر والهندسة الإقليدية في صيفٍ واحد.
اكتشف أيضًا بشكلٍ مستقلٍ برهانه الأصلي على مبرهنة فيثاغورس بعمر 12 عامًا.
حيث ذكر معلم العائلة ماكس تالمود إنه خلال وقتٍ قصيرٍ بعدما أعطى أليرت البالغ اثني عشر عامًا كتابًا في الهندسة: «عمل أينشتاين على الكتاب بأكمله.
ومن ثم كرّس نفسه للرياضيات العليا، "سرعان مابدأتِ الرحلة، كانت عبقريته في الرياضيات عاليةً لدرجة أنني لم أتمكن من متابعته".
أدى شغفه بالهندسة والجبر إلى اقتناع الطفل ذي الاثني عشر عامًا بأن الطبيعة يمكن فهمها على أنها «بنية رياضية».
بدأ أينشتاين بتعليم نفسه حساب التفاضل والتكامل في سن الثانية عشرة، وعندما بلغ الرابعة عشرة قال إنه «أتقن حساب التفاضل والتكامل».
في سن الثالثة عشرة بعدما غدا أكثر اهتمامًا بالفلسفة (والموسيقى) تعرف على كتاب كانط نقد العقل الخالص، وأضحى كانط فيلسوفه المفضل، وقال معلمه: «في ذلك الوقت كان لا يزال طفلًا يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا فقط، لكن أعمال كانط -غير المفهومة للبشر العاديين- بدت واضحةً له».
الحب والزواج
في عام 1895 في سن 16 خضع أينشتاين لامتحانات القبول في مدرسة الفنون التطبيقية الفيدرالية السويسرية في زيورخ ،إلا أنه فشل في الوصول إلى المعيار المطلوب في الجزء العام من الامتحان، لكنه حصل على درجاتٍ استثنائيةٍ في الفيزياء والرياضيات.
وبناءً على نصيحة مدير مدرسة الفنون التطبيقية التحق بمدرسة كانتون أرجوفيان (جمنازيوم) في أراو-سويسرا في عامي 1895 و1896 لإكمال تعليمه الثانوي. أثناء إقامته مع عائلة جوست وينتلر وقع في حب ماري ابنة وينتلر. (تزوجت شقيقة ألبرت الصغرى مايا في وقتٍ لاحقٍ من بول نجل وتنير )
حيث كشفت المراسلات المبكرة بين أينشتاين وماريك -والتي اكتشفت ونشرت في عام 1987- أن لدى الزوجين ابنة اسمها «ليسيرل» وُلدت أوائلَ عام 1902 في نوفي ساد (عاصمة إقليم فويفودينا في صربيا) حيث كانت ماريك تقيم مع والديها.
عادت ماريك إلى سويسرا بدون الطفلة التي لا يعرف اسمها الحقيقي ومصيرها. تشير محتويات رسالة أينشتاين في سبتمبر 1903 إلى أن الفتاة إما وُضعت للتبني أو ماتت بسبب الحمى القرمزية في سن الطفولة.
أولى الأوراق العلمية
منذ عام 1905، نشر أينشتاين أربع دراسات علمية غيَّرت العصر، في ورقته الأولى وصف طريقة تحديد الأبعاد الجزيئية، وفي الثانية شرح التأثير الكهروضوئي، وفي الثالثة قدَّم نظرية
الحركة الجزيئية للحرارة، وكانت الورقة الرابعة بعنوان “الديناميكا الكهربائية للأجسام المتحركة” التي أصبحت الأساس للنظرية النسبية الخاصة. ونشرت الدراسات الأربع في مجلة الفيزياء الأولى في العالم، آنذاك، المجلة الألمانية Annalen der Physik..
الحياة الأكاديمية
حلول عام 1908 اعترف بأينشتاين كعالمٍ رائدٍ وعُين محاضرًا في جامعة برن، وفي العام التالي -وبعدما ألقى محاضرةً عن الديناميكا الكهربائية ومبدأ النسبية في جامعة زيورخ- أوصاه ألفريد كلاينر في الكلية بالحصول على درجة أستاذٍ في الفيزياء النظرية، وعيّن أستاذًا مشاركًا في عام 1909.
أصبح أينشتاين أستاذًا متفرغًا في جامعة تشارلز فرديناند الألمانية في براغ في أبريل 1911، ووافق على الحصول على الجنسية النمساوية في الإمبراطورية النمساوية المجرية للقيام بذلك. وخلال إقامته في براغ كتب أحد عشر عملاً علميًا؛ خمسة منها في الرياضيات الإشعاعية ونظرية الكم للمواد الصلبة.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز تأكيدًا لـ"نظرية أينشتاين" (على وجه التحديد "انحناء الضوء بسبب الجاذبية") استنادًا إلى ملاحظات الكسوف في 29 مايو 1919 في برينسيبي (أفريقيا) وسوبرال (البرازيل)، بعد تقديم النتائج في 6 نوفمبر 1919 إلى لقاءٍ مشتركٍ في لندن بين الجمعية الملكية والجمعية الفلكية الملكية.
في يوليو 1912 عاد إلى جامعته في زيورخ، وما بين عامي 1912 و1914 عمل أستاذًا للفيزياء النظرية في المعهد الفدرالي للتكنولوجيا زيورخ حيث قام بتدريس الميكانيكا التحليلية والديناميكا الحرارية، كما درّس ميكانيكا الأوساط المتصلة والنظرية الجزيئية للحرارة ومشكلة الجاذبية التي عمل عليها مع عالم الرياضيات وصديقه مارسيل غروسمان.
وفاته
في 17 أبريل 1955، تعرض أينشتاين لنزف داخلي ناتج عن تمزق تمدد الأوعية الدموية الأبهرية البطنية، والذي عزز جراحيًا من قبل رودولف نيسن في عام 1948، أخذ مسودة خطاب كان يعده لظهور تلفزيوني في الذكرى السابعة لدولة إسرائيل معه إلى المستشفى، لكنه لم يعش لإكمالها.