أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد، أن التطورات الخطيرة والمؤسفة التي تشهدها جمهورية السودان الشقيقة بتعقيداتها الداخلية وتداعياتها الخارجية أضحت تفرض تحديا مشتركا يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين، داعيا إلى التحرك المشترك وبشكل عاجل لتفادي المزيد من التصعيد ووقف الاقتتال بين الأشقاء السودانيين وحملهم على تغليب الحكمة والاحتكام إلى فضائل الحوار لحل خلافاتهم وتجنيب الشعب السوداني مخاطر الانزلاق في دوامة العنف الدموي الذي يشكل خطرًا على السلم الاجتماعي وعلى مسار التسوية السياسية في السودان.
جاء ذلك خلال الرسائل الثلاث التي بعثها الرئيس الجزائري، الرئيس الحالي للقمة العربية، لكل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي رئيس جمهورية القمر المتحدة، عثمان غزالي، والأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية "الإيجاد"، الدكتور ورقته جبيهو، وذلك في إطار متابعته الدقيقة والمستمرة للتطورات الخطيرة الدائرة في جمهورية السودان.
وبحسب بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية، تأتي مبادرة الرئيس الجزائري لبعث هذه الرسائل في ظل التدهور المتسارع للأوضاع في السودان على خلفية استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات مما يستدعي تحركا دوليا لحقن الدماء والعودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية العميقة.
وبعد أن ثمن المساعي الفردية التي بادرت بها هذه المنظمات، أكد الرئيس الجزائري أنه لا يزال هناك مجال لتثمين جهودها وتعظيم المكاسب المرجوة منها من خلال الجهود الجماعية لدعوة الأخوة الأشقاء في السودان وبصوت واحد وموحد إلى الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة وإلى ضرورة تغليب المصلحة العليا للبلاد وحقن الدماء.
كما أكد في ذات الوقت استعداد الجزائر لتكثيف جهودها بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل المساهمة الفعلية في الجهود والمساعي الجماعية الرامية لوقف الاقتتال بين الأشقاء السودانيين وحثهم على العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية بطريقة نهائية ومستدامة.
فيما دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى التفكير في مسعى مشترك وموحد بين المنظمات الأربع (الأمم المتحدة الاتحاد الإفريقي جامعة الدول العربية والهيئة الحكومية للتنمية "الإيجاد"، من أجل مساندة جمهورية السودان، لتجاوز الأزمة الراهنة، موضحا أن توحيد جهود الفاعلين الدوليين والإقليميين بشكل جماعي وعاجل يهدف إلى العمل على وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع والتأسيس لحقبة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، في العيش الكريم في كنف السلم والوئام و الاستقرار.