السبت 4 مايو 2024

نساء في الإسلام (30- 28)| أم سليم بنت ملحان

صورة تعبيرية

ثقافة19-4-2023 | 11:15

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يوئدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.

وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن، ونبدأ اليوم بـ أم سليم بنت ملحان

ولدت فى المدينة وهى من الأنصار خزرجية، تزوجت قبل الإسلام من مالك ابن النضر وأنجبت له أنسا، ولما علم بإسلامها وكان مسافرًا غضب وتوعدها.

إلا أنه قُتل فى سفره هذا، ولما شب أنس وكان ابن العشر سنين أخذته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون فى خدمته ويتعلم منه أمور الدين، وبعد وفاة زوجها مالك تقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصارى ولم يكن حينها قد أسلم فاشترطت عليه الإسلام لتقبل به زوجًا، فقبل بذلك وانطلق إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه فتزوجها أبو طلحة وأنجبت له أبو عمير الذي توفي صغيرًا.

تميزت أم سليم بالحكمة والصبر، فيروي ابنها أنس أنه يوم أن مات أخوه أبو عمير أسدلت عليه أم سليم ثوبًا، وصبرت.

ولما عاد أبو طلحة إلى منزله أطعمته، ثم تطيّبت له فأصابها. ثم قالت له: «يا أبا طلحة، إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية، فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا بعاريتنا، فأبوا أن يردوها»، فقال أبو طلحة: «ليس لهم ذلك؛ إن العارية مؤداة إلى أهلها». فقالت: «فإن ابنك كان عارية من الله، وإن الله قد قبضه فاسْتَرْجِعْ» وقال أنس: «فأُخبر النبي»، فقال: «بارك الله لهما في ليلتهما»، فأنجبت من بعده عبدالله الذي عاش حتى قُتل في فتوح فارس وقد شاركت أم سليم في غزوة حنين حيث لعبت دورها في تحميس المقاتلين ومداواة الجرحى.

كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها.

Dr.Randa
Dr.Radwa