الأحد 23 يونيو 2024

دياز كانيل يفوز بولاية رئاسية ثانية في كوبا

الرئيس الكوبي

عرب وعالم20-4-2023 | 10:06

دار الهلال

فاز الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل بلا مفاجآت بولاية رئاسية ثانية مدّتها خمس سنوات وذلك في تصويت برلماني كان فيه المرشّح الأوحد في بلاد تُعتبر فيها المعارضة غير شرعية.

وتأكد فوز دياز كانيل بعدما نال تأييد 97,66 بالمئة من الأصوات في الجمعية الوطنية حيث الهيمنة شبه كاملة للحزب الشيوعي، وفق ما أعلن إيستيبان لاسو رئيس المجلس الذي يضم 470 عضوا.

بحضور راوول كاستور البالغ 92 عاما، قال لاسو "بناء على النتائج المعلنة، أعلن ميجيل ماريو دياز كانيل بيرموديس رئيسا للجمهورية".

ودياز كانيل يتولى منصب السكرتير الأول في الحزب الشيوعي الكوبي منذ عام 2021، وهو أول مدني تولى السلطة في البلاد في العام 2018 خلفا لراوول كاسترو الذي كان قد خلف شقيقه فيديل.

وبحسب الدستور الكوبي يمكن للرئيس تولي الحكم لولايتين.

وطغت على الولاية الأولى لدياز كانيل أزمة هي الأسوأ في كوبا منذ ثلاثة عقود، إذ تواجه البلاد شحا في المواد الغذائية والأدوية والوقود بسبب تشديد الحظر الأميركي المفروض منذ العام 1962، ومن جراء جائحة كوفيد-19 التي تصدّت لها الحكومة بلقاحات صنّعت وطوّرت محليا.

واعتبارا من عام 2021 تشهد البلاد إصلاحات نقدية كبرى وضعت حدا لسياسة طبّقت مدى عقود تحدد سعر صرف البيزو الكوبي بما يعادل الدولار الأمريكي، لكن التعديلات تسببت بتداعيات كبرى على الاقتصاد الوطني.

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على كوبا منذ عام 1962، أي بعد ثلاث سنوات من قيام الثورة الشيوعية وتولي فيدل كاسترو السلطة بعد إطاحة الديكتاتور فولجينسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة.

وشجع دياز كانيل الأعمال الحرة وعمل الشركات الصغيرة والمتوسطة لكن اتضح أن هذه التدابير غير كافية لتحسين الوضع الاقتصادي.

وقال خبير العلاقات الدولية الكوبي أرتورو لوبيز ليفي المقيم في الولايات المتحدة إن دياز كانيل "لم يجرِ تحوّلا كاملا وشاملا إلى اقتصاد مختلط". وأضاف "بعض التغييرات الاقتصادية (المخطط لها) لم تحدث، وبعضها الآخر ترك شكوكا كثيرة لناحية تنفيذه".

وتسبب الإصلاح النقدي بدوامة تضخمية وبانخفاض حاد في قيمة البيزو، ما أثار استياء شديدا بين السكان. وانخفض سعر الصرف الرسمي للعملة الكوبية خلال عامين من 24 إلى 120 بيزو للدولار الواحد. أما في السوق السوداء فيصل سعر الصرف إلى 185 بيزو للدولار الواحد.

وخلال مقابلة أجراها في الآونة الأخيرة في هافانا مع قناة "الميادين" اللبنانية التي تعتبر قريبة من سوريا وإيران، قال دياز كانيل إنه "غير راض" لأنه لم يستطع "تعزيز مجموعة إجراءات أكثر كفاءة من أجل حل هذه المشاكل" الاقتصادية.

وقال جورج دواني من جامعة فلوريدا الدولية إن أحد "الإنجازات النادرة" لدياز كانيل تمثّل في "الانتقال إلى نظام يقوده جيل جديد وُلِد بعد عام 1959 ولا يحمل اسم كاسترو".

لكنه شدد على أن "أكبر إخفاقاته" كان سوء التعامل مع تظاهرات يوليو 2021، وهي الأكبر في الجزيرة منذ 1959.

وخلّفت تلك التظاهرات قتيلا وعشرات الجرحى. كما اعتُقِل أكثر من 1300 شخص وحُكِم على نحو 500 بالسجن لمددٍ يصل أقصاها إلى 25 عاما، وفق منظمة "كوباليكس" لحقوق الإنسان ومقرها ميامي.

وأدت هذه الأزمة إلى نزوح جماعي غير مسبوق لأكثر من 300 ألف كوبي في عام 2022 وحده.