السبت 1 يونيو 2024

المرأة المصرية أيقونة الاقتصاد لبلدها

11-9-2017 | 13:59

كتبت : أميرة إسماعيل - أمانى ربيع

ضربت المرأة المصرية عبر التاريخ أروع الأمثلة فى مساندة بلدها بأفكارها وأساليبها المتعددة في التدبير المنزلى وفقا لميزانية اقتصادية تواجه بها موجات الغلاء التى تربك الأسر من وقت لآخر وبإمكانيات قد تكون محدودة، كل ذلك رغبة منها فى المساهمة فى دفع عجلة الاقتصاد ودعم وطنها فى مرحلة البناء، من خلال تخفيض الاستهلاك والبحث عن البدائل، أو محاربة جشع واستغلال التجار.

فى جولتنا التالية نستعرض تجارب ربات البيوت فى مواجهة ارتفاع الأسعار ومساهمتهن فى دعم الوطن ودفع عجلة الاقتصاد..

«تعلمت الاستفادة من السلع المخفضة بالشراء مرة واحدة وتخزين الفائض ،» هذا ما بدأت به نادية محمد، ربة منزل وتقول: بلدنا بحاجة إلى جهودنا جميعا كل حسب مكانه، فالمرأة ينبغى أن تستغل العروض التى تقدمها المحال التجارية، وتقول إيمان محمود، محاسبة: أحرص على شراء احتياجات منزلى من منافذ البيع المخفضة مثل منافذ بيع القوات المسلحة التى توفر الخضراوات والفاكهة وكافة أنواع اللحوم بأسعار مناسبة للمواطن المصرى وهى موزعة على كافة أنحاء الجمهورية بطريقة تجعل العثور عليها سهلا وفى متناول الجميع. وترى سامية السيد أن القوات المسلحة كانت دائما داعمة للشعب فى كافة الأزمات الاقتصادية كنقص بعض السلع الغذائية وتقول: دورنا جميعا فى هذه المرحلة أن نقف بجانب بلادنا ونسعى للاستفادة من المنتجات المخفضة التى تطرحها بعض المنافذ، هذا بجانب الإبلاغ عن أى تلاعب فى الأسعار من قبل التجار.

تعالوا نوفر

أما سعاد شعت، رئيس إحدى الجمعيات الأهلية بالبحيرة فتقول: لاشك أننا بحاجة لترشيد الاستهلاك بما يخدم الوطن ويكفي احتياجات الأسرة، فكثيرا ما أرى مبالغات فى شراء منتجات تعد من قبيل الكماليات الزائدة عن الحاجة، وهى صورة أتمنى أن يسهم الإعلام فى تغييرها من خلال الحث على الاقتصاد، وفى هذا الصدد أشيد بمنافذ البيع المخفضة سواء للقوات المسلحة أو التابعة لوزارة التموين والتى تطرح

المواد الغذائية بأسعار أقل من المحال التجارية.

وتقول نيفين راشد، استشارى صحة نفسية: رغم الظروف الاقتصادية التى تعيشها البلد إلا أن هناك الكثير من النماذج النسائية الداعمة لبلدها بأفكارها غير التقليدية ذات النظرة الاقتصادية، فقد عرفت المرأة دائما بقدرتها على إدارة شئون منزلها بأقل الإمكانيات إلى جانب براعتها فى التوفير والإدخار وهو ما يعرف بالمهارات الموازية لأنها قادرة على التوفير فى كل شىء، وهذا واجب كل سيدة مصرية التى لا تتردد فى الاستفادة مما تقدمه منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة بأسعار مناسبة وجودة مميزة فى نفس الوقت، لذا أدعو وسائل الإعلام إلى تكثيف جهودها فى التوعية والتأكيد على دور المرأة فى دفع عجلة الاقتصاد، كما أدعو إلى تدشين «جروب نسائى » على مواقع التواصل الاجتماعى تتبناه النساء المصريات بعنوان «تعالوا نوفر » وفيه تطرح كل زوجة وربة منزل تجربتها فى التوفير المنزلى ومحاربة غلاء الأسعار، وابتكار منتجات وأكلات جديدة وموفرة، فالكثيرات يتنافسن على مساعدة بعضهن البعض فى التوفير وتدبير المنزل ومعرفة احتياجاته الأساسية ومنهن من تضعن برامج مختلفة لمحدودى الدخل أو الميزانية، وهن نماذج مشرفة للمصرية الأصيلة التى تساهم فى اجتياز المرحلة الراهنة ودعم وطنها.

وتقول ولاء عدلان ٢٩ سنة: حاولت أنا وزوجى التغلب على ارتفاع الأسعار من خلال تحديد قائمة شهرية بمستلزمات المنزل، مع وضع خطة لمواجهة المبالغة فى أسعار بعض السلع فعلى سبيل المثال كنا نركز أكثر على البروتينات النباتية فى الأوقات التى يرتفع فيها أسعار اللحوم، حيث تعد البديل الأرخص والأكثر صحة، بجانب الاعتماد على الفاكهة والخضراوات كبديل الحلوى للأطفال، أما الملابس فنلجأ لشرائها في فترة التخفيضات، ومن وقت لآخر يمكننا شراء قطعة مميزة أو بعض الإكسسوارات التي تمنحنا مظهرا مختلفا.

خبرة الأم

أما ليلى مصطفى ٣٥ سنة فتقول: استعنت بخبرات والداتي فى مواجهة الأزمات فأصبحت أشتري الخضار في مواسمه وأقوم بتخزينه وهو أمر مفيد جدا وموفر للمال والوقت أيضا، كما استغنيت عن شراء الخبز «الفينو » واستبدلته بالبلدي، فإلى جانب دور هذا فى التوفير فى ميزانية المنزل فقد ساهم أيضا فى إنقاص وزني بشكل ملحوظ.

بينما اتخذت منيرة فوزي ٣٧ سنة استراتيجية مختلفة لمواجهة كرم زوجها وعزوماته المتكررة فتقول: يحرص زوجى على عزومة أصدقائه وأهله باستمرار، لكن بذكائى استخدمت خفة ظلي مع زوجاتهم وبدأت في الحديث بشكل ودي عن فكرة المشاركة بمعنى أن تحضر كل امرأة الصنف الذى تجيد صنعه وهكذا لا تصبح العزومة مكلفة، ولا نمنع التواصل والتراحم ولمة الأحباب والعائلة فى نفس الوقت.

وتقول بثينة صلاح ٢٦ سنة: لدي توأم في سن السادسة يعشقان الوجبات السريعة والأطعمة التي يشاهدناها في الإعلانات، ولأن ميزانية الأسرة لا تسمح لتلبية جميع طلباتهما

استعنت بخبرتي التى اكتسبتها من دراستى بكلية الزراعة وصنعت المربى واللانشون بالمنزل، كما أقوم بإعداد الأطعمة بشكل جذاب يجعل فكرة الخروج للمطاعم وأكل الحلوى والشيكولاتة، غير ملحة.

أفكار اقتصادية

وتقول د. يمن الحماقى، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس: أثبتت المرأة المصرية قدرتها على إدارة شئون أسرتها من خلال ابتكار أفكار اقتصادية يمكنها من خلالها اجتياز الأزمات التى تمر بها الأسرة بالاستغناء عن الكماليات التى لا تمثل أهمية بل تكون عبئا على ميزانيتها، إلى جانب سعى البعض إلى زيادة دخلهن من خلال إقامة المشروعات المتناهية الصغر أو الحرفية البسيطة كمساهمة منها فى توفير احتياجات الأسرة، وهناك نماذج كثيرة لسيدات يقفن بجانب البلد ولا يبخلن بالفكر والتطبيق لعبور أى أزمة اقتصادية بكل مرونة، وهو ما يجب أن تكون عليه المصرية الحقيقية، لأن لديها الطاقة الهائلة لتحقيق هذا إيمانا منها بأهمية دورها الفعال فى مساندة بلدها فى الوقت الراهن.

أما د. طه أبو حسين، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية فيرى أن المرأة المصرية مثال قوى للإدارة الاقتصادية الحكيمة، حيث تعرف متى تستغنى عن بعض السلع وفقا للظروف الاقتصادية التى تعيشها أسرتها ووطنها بشكل عام، ويقول: هذه حقيقة لا يمكن إنكارها بل ينبغى أن نشجع تلك العقلية التى تستطيع - وإن كان فى محيط عائلتها أو منطقتها - أن تحث على شراء منتج أو مقاطعته أو التنبيه إلى جشع البائعين لتعود الأسعار إلى وضعها الطبيعى.

ويعلق د. شحاتة صيام، أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة الفيوم قائلا: لا شك أن المرأة المصرية بطبيعتها قادرة على التكيف مع الأزمات وهذا ما أثبتته العديد من التجارب التى شهدها المجتمع المصرى، والتى استطاعت المرأة خلالها أن تعبر بأسرتها إلى بر الأمان وذلك باستخدام البدائل الأقل تكلفة، وإشعار كل فرد في الأسرة بالمسئولية وأنه جزء من هذه التجربة. من جانبه يقول د. محمد الشوادفي، عميد كلية التجارة جامعة الزقازيق: تعد المرأة المدير المالى لكافة الأنشطة الاقتصادية داخل الأسرة، حيث تحمل على عاتقها ترشيد الاستهلاك في الطاقة والتغذية والملابس، إلى جانب دورها التربوي في إدارة سلوك الأسرة، لذا يجب عليها تحفيز أبناءها على الادخار خاصة طلبة المدارس من خلال فتح حسابات في أحد البنوك أو دفتر توفير بالبوسطة وتدريبهم على إيداع مبلغ ما بصفة شهرية، بالإضافة إلى ترشيد السلوك الشرائي لديهم وتحديد توجهاته، فمن خلال الإنفاق البسيط والادخار الأسري يمكن للمرأة المصرية أن تساهم في توفير من ١٥ - ٢٠ % لخزانة الدولة. أما خبيرة التنمية البشرية بسمة سليم فتؤكد أن المرأة المصرية موفرة بطبيعتها وبأفكار بسيطة يمكنها تجاوز الأزمات، فمثلا يجب العودة  «الحصالة » التي كان يستخدمها كافة أفراد الأسرة فى طفولتنا والتى كانت تشعر الجميع أنهم كيان واحد في مواجهة الأزمة، وتتابع: هناك جانب تربوي لتنمية السلوك الادخاري لدى الأطفال عبر التعلم بطريقة طرح القدوة أو النموذج فعندما تقوم الأم بسلوكيات معينة أمام الطفل يتعلم منها ويقلدها بشكل تلقائي، كما أنصح المرأة بتخزين الخضراوات والأطعمة والاعتماد على العصائر الطبيعية كبديل عن المشروبات الغازية.