مع اشتداد المواجهات ضد العناصر الإرهابية بشمال سيناء بعد ثورة 30 يونيو، لجأت تلك الجماعات إلى التسلل لمحافظات مختلفة ومنها القاهرة لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
ومع توجيه الأجهزة الأمنية لضربات قوية لقادة جماعة الإخوان الإرهابية، لجأت تلك الجماعة إلى تكوين مجموعات وخلايا نوعية تحولت إلى بؤر إرهابية وتخريبية وتمكنت على نحو متقطع من تنفيذ عملية نوعية هنا وأخرى هناك، وكان للقاهرة نصيب كبير منها باعتبارها الهدف الرئيسي لأي جماعة تخريبية كونها عاصمة البلاد، وأي عملية إرهابية بها سوف تلقى صدى على المستوى العالمي.
عمليات إرهابية في القاهرة:
شهد القاهرة خلال الـ3 أعوام الماضية عشرات الهجمات الإرهابية أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء سواء من رجال الأمن أو المدنيين الأبرياء، ومن أهم تلك العمليات كان حادث تفجير مديرية أمن القاهرة عقب ثورة 30 يونيو واغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام، بعد تفجير موكبه بمصر الجديدة، كما وقع انفجار أمام أحد المباني الدبلوماسية التابعة للسفارة الإيطالية بوسط البلد، كما فجر انتحاري نفسة بالكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية، مُوقعًا عشرات الشهداء من الأبرياء، بالإضافة لعدد كبير من حوادث استهداف رجال الشرطة، ومنها الهجوم على سيارة شرطة تابعة لقسم شرطة حلوان مما أسفر عن استشهاد 9 من رجال الشرطة، وبعدها استهداف سيارة شرطة أعلى الطريق الدائري بمدينة نصر وهو الهجوم الذي خلف 5 شهداء بينهم ضابط.
مناطق تنتشر بها الجماعات الإرهابية:
وتعتبر مناطق حلوان والمطرية وعين شمس والمرج ومدينة نصر والسلام من أهم الأحياء التي تلجأ إليها العناصر الإرهابية للاختباء بسبب الكثافة السكانية العالية بتلك الأحياء وصعوبة رصد الموجودين فيها.
ويعتبر حي المطرية هو المعقل الرئيسي لمسيرات الإخوان والمتعاطفين معها، وشهدت شوارعها اشتباكات متكررة مع قوات الأمن على الرغم من تعاون الأهالي في التصدي لتلك الجماعات.
كما تنتشر بعض الخلايا الإرهابية بحي حلوان نظرًا للكثافة السكانية العالية بتلك المنطقة بالإضافة لخروج عدد كبير من المسيرات بها، ودائما ما تشهد المسيرات اشتباكات عنيفة بين أعضاء الإرهابية وقوات الأمن والمواطنين.
كما تعد منطقتي عين شمس والمرج مركزًا لتجمعات وتظاهرات أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ومسرحًا دائمًا لتنفيذ عملياتهم، وشهدت عددًا كبيرًا من المواجهات بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية المتحصنة بتلك المناطق، وأسفرت عن تصفية عدد كبير منهم، وأبرزهم القيادي في حركة حسم التابعة للتنظيم الإخواني الإرهابي، ويدعى أحمد محمد عمر سويلم والذي تم تصفيته في مواجهة مع الشرطة أثناء القبض علية بمنطقة المرج منذ أشهر.
وينطبق الحال على مناطق مدينة نصر والسلام والتي شهدت أغلب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة.
مصدر أمني: ضربات استباقية لمواجهة العمليات الإرهابية:
من جانبه أكد مصدر مسئول بمديرية أمن القاهرة أن اللواء خالد عبد العال مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة، أمر بوضع خطة عمل مكبرة بالتنسيق مع الأمن الوطني، لملاحقة الإرهابيين بكافة مناطق العاصمة وتوجيه ضربات استباقية لهم.
وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية بالعاصمة تقوم بمداهمة أوكار الإرهابيين من خلال فريق بحث على أعلى مستوى من ضباط الأمن الوطني والأمن العام والمباحث الجنائية، بالاشتراك مع ضباط العمليات الخاصة وباستخدام التقنيات الحديثة، لرصد وملاحقة الإرهابيين.
وأكد المصدر أنه تم رفع حالة الاستنفار الأمني للحالة القصوى، وتنشيط كافة الكمائن الحدودية والخدمات الأمنية بمحيط القاهرة لمنع تسلل أي عناصر إرهابية.
وشدد المصدر على أن خطة مديرية أمن القاهرة تعتمد بشكل رئيسي على تطويق مداخل القاهرة، من خلال نشر الأكمنة والتمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة على تلك المداخل، للحيلولة دون تمكن عناصر الجماعة الإرهابية من التسلل وإحباط تنفيذ أي عمليات إرهابية.