عجيبة هي الدنيا .. 22 طبيبا يسابقون الزمن لإنقاذ حياة إرهابي تفجيرات الأقصر ، ولو علم "على جمال" أنه سيأتي اليوم الذي تسعى فيه الدولة بكل طاقاتها وعلمها لإنقاذ حياته لما قام بالعملية من الأساس ، ولا سلك درب أنصار بيت المقدس المرصوف بجثث ضحاياها
أعلم تماما الأهمية الأمنية لإنقاذ هذا القاتل لما سيضخه من معلومات تنعش شرايين الجهات الأمنية بمعطيات جديدة قد تنبيء بمكان ورم الإرهاب الخبيث واستئصاله جذريا من جسد الوطن ، فهو بمثابة الصندوق الأسود لطائرة داعش التي ستسقطها كنانة الله في أرضه
ورغم يقظة حراس المحروسة وتصديهم لرصاصات الغدر المسمومة ، ومع مجهودات الحكومة الخارقة لإنقاذ حياة من لم تنهه حياته عن حرمة حياة غيره .. يدور في ذهني سؤال .. ماذا لو ؟ ، ويتبعها الكثير مثل .. ماذا لو وجد المواطن المصري مثل على جمال نصف هذا الكونسلتو أو حتى ربعه يسعون بدعم من الدولة لإنقاذ حياة جدته بعد معاناتها في رحلة مع مرض السرطان ، أو أرسلت الحكومة طائرة خاصة إلى أقاصى الأرض لإحضار قلب بديل لطفله الصغير الذي يعد نبضات قلبه منتظرا لحظة السكون الأبدي ، ماذا لو وضعت نصف هذه الأجهزة المبقية على أنفاسه المتقطعة – فقط نصفها – لإنعاش أخيه السائق الذي تقطعت أوصاله في حادث على طريق بني سويف الزراعي ؟!
لو وجد أي مواطن مصري جزءا صغيرا من الاهتمام الطبي ، وبدلاً من أن يكون الكونسلتو لإنقاذ حياة إرهابي أو رجل يدفع الملايين .. يكون الكونسلتو راجعا لحب الدولة لرعاياها واهتمامها بهم في كونسلتو محبة ، لأحب الدولة مثلما أحبته ، ولو شعر بحرص الدولة على حياته وحياة من يحب لما هانت عليه حياته ولا استمالته ضوضاء خطباء الإرهاب ، فقط لو ..!
كتب : احمد عسكر