السبت 18 مايو 2024

«حق الرحم».. ننشر نَص موضوع خطبة الجمعة اليوم

صلاة الجمعة

تحقيقات21-4-2023 | 11:23

أماني محمد

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، والذي يتزامن مع أول يوم عيد الفطر المبارك، وهو "حق الرحم".

وقررت وزارة الأوقاف تشكيل لجنة برئاسة د هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني وعضوية الشيخ صبري يس رئيس الإدارة المركزية للتفتيش والرقابة ود محمد نصار مدير عام الإرشاد وجميع مديري المديريات لمتابعة كل ما يتصل بصلاة العيد وصلاة الجمعة.

 

خطبة الجمعة اليوم

وجاء نص خطبة الجمعة اليوم كما يلي:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهّمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

 

فإنَّ صلةَ الرحمِ مِن كمالِ الإيمانِ وحسنِ الإسلامِ، وهي متحققةٌ بالتواصلِ والتزاورِ بينَ الأهلِ والأقاربِ، والصدقةِ على فقيرهِم، والتجاوزِ عن الجافِي منهُم؛ مِمّا يسهِمُ في تقويةِ أواصرِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ بينَ المجتمعِ كلِّه؛ لذلك جاءتْ الدعوةُ إلى التعرفِ على صلاتِ الأقاربِ بينَ الناسِ، حتى يتيسرَ القيامُ بحقِّهَا، يقولُ سيدُنَا عمرُ بنُ الخطابِ (رضي اللهُ عنه): “تَعَلَّمُوا أنْسابَكُمْ ثُمَّ صِلوا أَرْحامَكُمْ”.

 

وحقُّ الرحمِ أصيلٌ في دينِنَا الحنيفِ، ويكفِي الرحمُ شرفًا أنَّ الحقَّ سبحانَهُ شقَّ لهَا اسمًا مِن أسمائهِ، ووعدَهَا بأنْ يصلَ مَن وصلَهَا، ويقطعَ مَن قطعَهَا، يقولُ ﷺ: (إنَّ اللهَ تعالى خَلق الخلقَ، حتَّى إذا فرغَ قامتِ الرَّحِمُ ، فقالَت : هذا مَقامُ العائذِ بكَ من القَطيعةِ، قال : نَعم، أمَا ترضَيْنَ أن أصلَ من وصلَكِ ، وأقطعَ مَن قطعَكِ ؟ قالَت ؟ بلَى يا ربِّ ! قال فذلكَ لكِ)، ويكفيهَا أهميةً أنَّها شاهدةٌ يومَ القيامةِ للإنسانِ إنْ وصلَهَا، وشاهدةٌ عليهِ إنْ قطعَهَا، يقولُ ﷺ: (وكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ القِيامَةِ أمامَ صاحِبِها تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إنْ كانَ وصَلَها، وعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إنْ كانَ قَطَعَها).

 

لذلك عنِيَ القرآنُ الكريمُ بحقِّ الرحمِ عنايةً بالغةً، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وآتِ ذَا القُربَى حقَّهُ}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ}، ويقولُ سبحانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ}، فالنفقةُ على المحتاجِ مِن ذوِي الأرحامِ مِن أوجبِ الحقوقِ، وثوابُهَا مضاعفٌ، يقولُ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ): (الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ ، وعلى ذِي الرحمِ ثِنتانِ ، صدقةٌ وصلةٌ)، ولَمّا نزلَ قولُ اللهِ تعالَى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} أرادَ سيدُنَا أبو طلحةَ (رضي اللهُ عنه) أنْ يتصدقَ بأحبِّ أموالهِ إليهِ وهو بستانُ بيرحاء، يرجُو برَّ تلك الصدقةِ وذخرهَا عندَ اللهِ تعالى، فقالَ ﷺ: (بَخٍ ذاك مالٌ رابحٌ بَخٍ ذاك مالٌ رابحٌ وقد سمِعْتُ ما قُلْتَ فيها وإنِّي أرى أنْ تجعَلَها في الأقربينَ) فقال أبو طلحةَ: أفعَلُ يا رسولَ اللهِ فقسَمهَا أبو طلحةَ في أقاربِه وبني عمِّه.

 

 

ولصلةِ الرحمِ فضائلُ عظيمةٌ في الدنيا والآخرةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَن أَحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رزقِهِ، وأنْ يُنْسَأَ لهُ في أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه)، ويقولُ ﷺ: (صلةُ الرحمِ وحسنُ الجوارِ وحسنُ الخلقِ يُعمِّرانِ الديارَ ويزيدانِ في الأعمارِ)، ويقولُ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ): (أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ)، ويقولُ ﷺ لرجلٍ سألَهُ عن عملٍ يدخلهُ الجنةَ: (تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ)، وجاءَ رجلٌ إلى سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أصَبتُ ذنبًا عظيمًا فَهَل لي مِن تَوبةٍ (قالَ هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ: لا، قالَ: هل لَكَ من خالةٍ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فبِرَّها).

 

ولا تتمُّ الصلةُ الحقيقيةُ الكاملةُ حتى تشملَ جميعَ الأقرباءِ وتعمَّ القاطعَ منهُم، وتعمّهُم جميعًا، فالواصلُ الحقيقيُّ ليس مَن يكافئُ على الوصلِ فيصلَ مَن وصلَهُ فقط، بل الواصلُ الحقيقيُّ هو مَن يصلُ مَن قطعَهُ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها)، ويقولُ ﷺ): إنَّ أفضلَ الصدقَةِ الصدقةُ على ذِي الرحمِ الكاشِحِ) [أي: المبغض].

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

 

لا شكَّ أنَّ مَن قامَ بحقِّ رحمهِ واستجابَ لأمرِ اللهِ ورسولهِ فازَ في الدارينِ، وأنَّ مَن قطعَ رحمَهُ وأدبرَ خسرَ خسرانًا مبينًا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في كتابهِ الكريمِ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }، ويقولُ سبحانَهُ: { وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ في بيانِ عقوبةِ قاطعِ الرحمِ: (مَا مِن ذنبٍ أجدرُ أنْ يعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبهِ العقوبةَ في الدنيا، مع ما يُدَّخرُ له في الآخرةِ مِن البغيِ وقطيعةِ الرحمِ).

 

 

وإذا كان دينُنَا الحنيفُ قد نهى المسلمَ عن أنْ يهجرَ أخاهُ المسلمَ فوقَ ثلاثٍ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيالٍ، يَلْتَقِيانِ: فيُعْرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ) فإنَّ هذا في حقِّ الرحمِ أولَى وآكد، والعاقلُ مَن يستجيبُ لقولِ نبيِّنَا مُحمدٍ ﷺ: (وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ)، فيعفُو عمَّن ظلَمَهُ، ويصلُ مَن قطعَهُ، ويحسنُ إلى مَن أساءَ إليهِ.

 

اللهُمّ ألفْ بينَ قلوبِنَا، وأصلحْ ذاتَ بينِنَا، واحفظْ مصرَنَا، وارفعْ رايتَهَا في العالمين.

 

صلاة الجمعة يوم العيد

وأوضحت الإفتاء أنه إذا جاء العيد يوم الجمعة فالأصل أن تقام الجمعة في المساجد، ومن كان يَصعب عليه حضورها أو أراد الأخذ بالرخصة في تركها إذا صلى العيد فله ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون» رواه أبو داود وغيره، بشرط أن يصلي الظهر بدلًا عنها.

وأكدت أن القول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد فلا يُعَوَّل عليه ولا يجوز الأخذ به.

الاكثر قراءة