الجمعة 17 مايو 2024

«سيناء رجعت كاملة لينا».. 25 أبريل قصة النصر وتحرير الأرض

عيد تحرير سيناء

تحقيقات23-4-2023 | 22:09

إسراء أبو رحاب

تحتفل مصر باقتراب الذكرى الخمسين لتحرير سيناء، والتي توافق يوم 25 أبريل 1982، بجلاء آخر جندى إسرائيلى عن ارض سيناء ورفع العلم المصرى على مدينة رفح المصرية واتخذ هذا اليوم ليكون العيد القومى لمحافظة شمال سيناء ولمصر بأسرها.

يوم حفره الأبطال أبناء مصر الأبرار بدمائهم وأرواحهم دافعين الغالي والنفيس لأجل تراب الوطن أن بيقى حرًا أبيًا وننعم نحن بالحرية والسيادة على كامل أراضي الوطن وصارت ملحمة حرب أكتوبر بكل مراحلها علامة فارقة في التاريخ الحديث وغيرت خريطة العلوم العسكرية.

ملحمة الحرب الخالدة

كانت حرب الاستنزاف مرحلة مهمة على الصعيد المعنوي والتى بدأت بعد أيام معدودة من هزيمة 1967 بحرب استنزاف ضارية، أعادت للجندية المصرية شرفها، وتسببت في خسائر فادحة للمحتل الصهيوني ولم تتوقف نيرانها إلا بلجوء المعتدى الغاشم لاستهداف المدنيين فى مصنع أبو زعبل.

بل والأطفال فى مدرسة بحر البقر الابتدائية، مبادرة روجرز كانت محاولة أمريكية لتثبيت واقع محتل لأرضنا، لكن وافقت القيادة السياسية، لتكون الهدنة التى تسبق الطوفان، لتكمل بناء حائط الصواريخ وتستعد بتدريبات ومعدات لاسترداد الأرض.

 

الصبر وانتظار بزوغ الأمل

مرت ست سنوات كاملة على الهزيمة قبل أن تندلع الشرارة ـ "بدء حرب أكتوبر"، الثانية وخمس دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973م، حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.

 

المفاوضات السياسية والدبلوماسية

بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذي يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973م.

و بعد ذلك تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والذي قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم

جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذي التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخولها في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذي أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.

مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات بزيارة القدس

 أعلن الرئيس الراحل أنور السادات في نوفمبر 1977، في بيان أمام مجلس الشعب أنه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، وقام بالفعل في نوفمبر 1977 بزيارة إسرائيل وإلقاء كلمة بالكنيست الإسرائيلي طارحاً مبادرته التي كان من أبرز ما جاء فيها أنه ليس وارداً توقيع أي اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل في سياسة مصر.

مؤكداً أن تحقق أي سلام بين دول المواجهة كلها وإسرائيل بغير حل عادل للقضية الفلسطينية فإن ذلك لن يحقق أبداً السلام الدائم العادل الذي يلح العالم كله عليه، ذلك الموقف الذى سبب ليس شقاقا فقط بين مصر والدول العربية، لكن داخل مصر، خاصة القوات المنتصرة التى ضحت بدمائها لتستعيد اﻷرض، ورأت فى خطوة السادات ليس جرأة قرار لكن خيانة للقضية.

ثم طرحت المبادرة بعد ذلك خمسة أسس محددة يقوم عليها السلام وهي:-

1-إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967

2- تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته.

3-حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية، بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة.

4- تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية.

5- إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.

كامب ديفيد

وفى مؤتمر كامب ديفيد (18 سبتمبر 1978) في 5 سبتمبر 1978 وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر من ذات العام، والتوقيع على وثيقة كامب ديفيد في البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978، ويحتوي الاتفاق على وثيقتين مهمتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي.

مباحثات السلام

أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء على النحو التالي: في 26 مايو 1979.

رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط العريش / رأس محمد وبدء تنفيذ اتفاقية السلام. ـ في 26 يوليو 1979: المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء

(مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع ) من أبوزنيبة حتى أبو خربة. ـ في 19 نوفمبر 1979: تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.

في 19 نوفمبر 1979: الانسحاب الإسرائيلي من منطقة سانت كاترين ووادي الطور، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.

عودة سيناء

وفي يوم ‏25‏ أبريل ‏1982‏ تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً

وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير ممثلاً في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف‏.

عودة طابا

١٠- خلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982، تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقاً للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية والتي تنص على:-

تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات-1

2-إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم.. وقد كان الموقف المصري شديد الوضوح وهو اللجوء إلى التحكيم بينما ترى إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولا بالتوفيق.

3-وفي 13 يناير م1986 م، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى"مشارطة تحكيم" وقعت في 11 سبتمبر 1986م، والتي تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.

وفي 30 سبتمبر 1988 م، أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، والتي حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية.

وفي 19 مارس 1989م، رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا المصرية معلناً نداء السلام من فوق أرض طابا.