بقلم : فاتن الهوارى
البعيد عن العين بعيد عن القلب هكذا يقولون ولكن معي الأمر يختلف تماما فبعدي عن مجلة «حواء » يزيدنى حبا وشوقا لها مهما بعدت أو سافرت فلها فى القلب كل الحب والحنين.
حب لا يقل أو يموت ولكن يعيش ويستمر طالما فى العمر بقية، حب ترويه ذكريات جميلة تجعله أكثر شبابا وقوة، علاقتى بمجلة حواء منذ الصبا تربيت وفتحت عينى عليها فى بيتنا لأن أمى رحمها الله كانت قارئة نهمة لحواء وتمأ الكراتين بها.. فمجلة حواء لابد أن نحافظ عليها لأنها هى المعلم للمرأة المصرية والعربية أيام الزمن الجميل أيام أمينة هانم السعيد، وعندما تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم الصحافة كان لقائى مع محبوبتى مجلتى «حواء » ومع رئيسة تحريرها سعاد هانم حلمى التى تعلمنا منها الكثير والأهم احترام النفس وكرامة المرأة واحترامها لذاتها.. وأهميتها فى المجتمع وأنها لا تقل عن الرجل فى شيء، ورئيس مجلس الإدارة الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد أطال الله في عمره عميد الصحفيين المصريين ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى «طلع عين » كل من كان يتمرن فى الدار حتى يتم تعيينه فلم يكن الانضمام للصحافة ولكتيبة دار الهلال بالأمر السهل.. المهم تغيرت الوجوه وتوالى على كرسى رئاسة التحرير الكثير والكثير، والكرسى لا يدوم ولكن الإنسان هو الذى يظل فى الذاكرة بعمله وأخلاقه وحب الآخرين له.. وجوه جميلة ونفوس هادئة كانت تقود سفينة المجلة بحب وذكاء الكاتبة الكبيرة إقبال بركة التى أعطت لي الفرصة للعمل والتألق دون أى قيود، والهادئة العاقلة الزميلة أمل مبروك تركوا الكرسى ولكن ما زال الكل يذكرهم بكل الحب والخير، والآن أعود إلى بيتى الذى كلما بعدت عنه زادنى له البعد حبا واشتياقا مع أختى الصغيرة الزميلة الجميلة سمر الدسوقى ابنة إعلام القاهرة التى نتوسم فيها الخير الكثير فى عودة حواء إلى عصرها الذهبى وإلى لم شمل الزملاء فى المجلة بعيدا عن نظام «الشلالية » والتكتل، فنجاح حواء وتألقها نجاح لنا جميعا سواء ما زالنا فيها أو بعدنا عنها.. لأننا لا نبعد عنها إلا بالجسد ولكن الحب كل الحب لحواء أعرق المجلات النسائية والتى لها فضل كبير على كل نساء العرب وكل عام وأنتم بألف خير.. خالص تحياتى .