بقلم : د.تغريد عرفة - الإعلامية بالتليفزيون المصرى
يسعى خبراء التجميل منذ فترة طويلة تمتد للعديد من السنوات وراء التوصل إلى سر جمال الملكة نفرتيتي الأسطوري والملكة كليوبترا، وبعد سنوات من البحث تم التوصل إلى أن السر يكمن فى استخدامهما زبدة الشيا التي عرفتها ملكات مصر الفرعونية منذ آلاف السنين حيث اعتمدن في عنايتهن ببشرتهن على النباتات الطبيعية ومنها زبدة الشيا، ومنذ هذا الاكتشاف تم استخدامها كمادة أساسية فى مستحضرات التجميل.
وهنا نكتشف أن استخدام الملكة نفرتيتي لزبدة الشيا أحد أسرار نظرتها النبيلة الدافئة التي تشع من عينها اللوزية الواسعة، والبشرة النضر التى تظهرها شابة فى الثلاثين من عمرها والتي تمتاز بالقوة والصلابة والجمال الطبيعي الأخاذ، حيث فطنت وجميع ملكات مصر الفرعونية إلى التأثير الفعال لزبدة الشيا للحفاظ على نضارة البشرة وحمايتها من التجاعيد، والتمتع بشباب دائم مفعم بالجمال والأنوثة، كما كانت تستخدمها أيضا في إعداد كريمات لترطيب الشعر وتقويته .
لم يقتصر استخدام المصريون القدماء لزبدة الشيا على الأغراض التجميلية فقط بل ذكرت الأبحاث والدراسات التاريخة أنهم استخدموها في الأعراض العلاجية، فالملكة كليوبترا التي تربعت على عرش جمال ملكات وأميرات مصر الفرعونية بجاملها الساحر وبشرتها الصحية الصافية كانت تستخدم زبدة الشيا، كما كانت تضيفها إلى خلاصة جوز الهند التى كانت تستقدمه من جنوب إفريقيا مع القوافل التجارية للحفاظ على شعرها، إلى جانب استخدامها في ترطيب الجلد وحمايته من أشعة الشمس الحارقة، كما تم استخدام أخشاب شجر الشيا في صناعة توابيت خاصة لملوك الأسرة الفرعونية، بالإضافة إلى دخولها في استخدامات متعددة كالطبخ وصناعة الشمع ومستحضرات التجميل والترطيب.
سميت زبدة الشيا قديما بذهب المرأة حيث تساهم بشكل كبير فى العناية بالبشرة والشعر، وتنمو شجرة الشيا في غرب قارة إفريقيا، وتنتشر بشدة في بعض الدول منها غنيا ومالي ونيجيريا وغيرها، وهي من الأشجار المعمرة المتوسطة الطول حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 20 مترا تقريبا، وتظل تعطي ثمارا ناضجة لمدة 300 سنة لكنها تبدأ في إنتاج الثمار بعد زراعتها بـ 20 عاما، وثمارها تصبح تامة النضج بعد 40 عاما