السبت 18 مايو 2024

حسين صدقى.. متصوف السينما المهموم بقضايا المجتمع

16-2-2017 | 10:17

كتب ـ خليل زيدان:

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان القدير حسين صدقى، متصوف السينما المصرية، والمهموم بأبناء الوطن ومشاكل المجتمع، الذى جعل كل أعماله تصب فى خدمة الوطن وتعمل على طرح وحل مشكلات المجتمع.

لم تكن رؤية حسين صدقى للسينما أنها فقط أداة للترفيه أو التسلية، بل حرص أن تكون وسيلة لخدمة المجتمع، يمكن من خلالها طرح القضايا وإيجاد الحلول، وأكدت أعماله أن الفن رسالة هدفها التحذير والإصلاح.

ناقشت أفلامه هموم العمال ومشاكلهم من خلال فيلم "العامل" وأيضاً فيلم "الأبرياء" الذى ناقش مشكلة تشرد الأطفال، وفيلم "وطنى وحبى"، الذى دعم فيه الوحدة مع سوريا، وفيلم "ليلة القدر" والذى نبه فيه لمخاطر الفتن الطائفية ولم شمل المسلمين والمسيحيين، و"يسقط الاستعمار" الذى ندد فيه بمساوئ الاحتلال، وفيلم "أنا العدالة" وغيرها من الأفلام الخالدة التى تسعى لإصلاح المجتمع.

بدأ حسين صدقى رحلته مع الفن عام 1937 بالمشاركة فى فيلمين وهما "عمر وجميلة" ثم "الحب المورستانى"، وفى نفس العام أهلته وسامته ومواصفاته الجسمانية والشكلية لدور النجم، حيث بطولة فيلم "تيتاوونج" مع الفنانة أمينة محمد وهى خالة الفنانة أمينة رزق، وكانت تلك أول بطولة لحسين صدقى، وقد قام دور المحامى الذى أنقذ محبوبته من حبل المشنقة بعد أن اتهمت بجريمة قتل عمها.

ويتملك حسين صدقى مفاتيح تلك الصناعة، فدخل طريق تأليف القصص السينمائية وأيضاً الإخراج والإنتاج السينمائى من خلال شركته "أفلام مصر الحديثة"، وبلغت أعماله 39 فيلماً، أدى ببطولة معظمها وألف 16 قصة منها، وأخرج أيضاً 16 فيلماً لنفسه وأنتج منها تسعة أفلام، ومعظم أفلامه تعتبر من علامات السينما ومن أفضل مائة فيلم مصرى، منها فيلم "العزيمة" و"ليلى" و"العريس الخامس" و"شهرزاد" و"الجيل الجديد" و"ليلى فى الظلام" و"المساكين" و"نحو المجد" و"معركة الحياة" و"شاطئ الغرام" و"المصرى أفندى" و"الشيخ حسن" و"الحبيب المجهول" والفيلم التاريخى "خالد بن الوليد"، واختتم أعماله بفيلم "وطنى وحبى" ثم "أنا العدالة" عام 1961.

ومن عالم السينما إلى أرض الواقع، وجد حسين صدقى أن تأثير الفنان يكون قوياً من خلال الشاشة فما بالك لو شارك بنفسه فى إصلاح المجتمع، وهذا ما دعاه عام 1961 للترشح للبرلمان، ليلتحم بصناع القرار، فنجح نجاحاً ساحقاً وأصبح عضواً فى مجلس الأمة، وقتها، عن دائرة المعادى، وتولى طرح مشاكل المجتمع أمام المسئولين وعرض مطالبهم إلا أنه وجد تكاسلاً وتجاهلاً من المسئولين حيال ما يقدمه من مطالب واقتراحات، كان منها منع بيع الخمور فى مصر، لذا ابتعد عن البرلمان ولم يكرر التجربة مرة ثانية.

    الاكثر قراءة