تقرير: راندا طارق
لا شك أن الأمومة من أسمى النعم على وجه الأرض، وهى أساس تعميرها، لكن قد تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، عندما تُحرم المرأة من أن تصبح أما، قد يكون حكمة من عند الله نتيجة عقم أو مرض، وفى هذا التقرير نسلط الضوء على عدد من الأعمال الفنية السينمائية والتليفزيونية التى تحدثت عن العقم وعن مرض السرطان ومحاولات السيدات للإنجاب، وحلم الأمومة.
تعددت الأعمال التى تحدثت عن الإنجاب منها أعمال تناولت محاولات العلاج بشكل تراثى، مستخدمين الحيل القديمة الموروثة التى لا ترتبط بالحقيقة بصلة، وأعمال أخرى تحدثت عن الإنجاب بالحقن المجهرى وما يتسبب من مشكلات. وأعمال أخرى تناولتها بشكلها الطبى الصحيح.. هذا التقرير ليس للحصر لأن الأعمال الفنية التى تناولت ذلك كثيرة منذ الأربعينيات وحتى الآن، لكننا سوف نرصد الأعمال الفنية السينمائية والتليفزيونية، التى طرحت قضايا وأزمات وأمراضا تمنع المرأة من الإنجاب، بعرض النماذج التى حققت نجاحا ملحوظا عند عرضها، والنماذج التى أثارت جدلا واسعا عند طرحها.
“الزوجة الثانية”
فيلم “الزوجة الثانية” من الأعمال التى تحدثت عن الإنجاب، وضرورة علاجه والاعتقاد فى الموروثات الخاطئة، والحيل التى لا أساسا لها من الصحة، فعرض الفيلم الذى أنتج عام ١٩٦٧ من إخراج العبقرى صلاح أبو سيف، بطولة سعاد حسنى وشكرى سرحان وسناء جميل وصلاح منصور، ناقش الفيلم رغبة عمدة إحدى القرى فى الريف المصرى فى إنجاب ابن يورثه ويحمل اسمه، ولكن زوجته لا تنجب فيطمع فى خادمته، ويجبر عامله على تطليقها ويتزوجها جبرا، من خلال تهديده بتلفيق تهمة له، لكنها تستخدم الحيلة فى إبعاده عنها وتستمر علاقتها بزوجها، بينما تستخدم زوجة العمدة الأولى “حفظية” هذا الدور الذى قدمته الراحلة سناء جميل، الحيل القديمة للإنجاب خصوصا بعد علمها بحمل الزوجة الثانية، فتلجأ لحيلة الجلوس على قضبان السكه الحديد حتى يمر القطار بجوارها، اعتقادا منها أن الفزع سيكون سببا فى الشفاء والإنجاب.. هذا ما أوهمتها به إحدى الدجالات وجسدتها الفنانة الراحلة نعمية الصغير، بالحيل القديمة الموروثه، وينتهى الفيلم بإصابة العمدة بالشلل والموت.
“بنتين من مصر”
يتناول فيلم “بنتين من مصر” قصة كفاح فتاتين، تواجهان مشكلة تأخر الزواج فى إطار دراماتيكى مشوق، حيث يناقش الفيلم قضايا نسائية فى إطار المجتمع، الذى يعانى من الكبت والقهر السياسى، التى كانت تعانى منه مصر قبل الثورة، وانتشار المشاكل الاجتماعية والمادية.
ويعرض الفيلم مشكلة إصابة المرأه بسرطان الرحم الذى يحرمهما من الإنجاب، من خلال شخصية “حنان” التى قدمتها الفنانة زينة، فبعد أن تأخر زواجها ووقعت فى فخ العنوسة، اكتشفت أنها مصابه بأورام فى الرحم، فتقول للطبيب حين يطلب منها استئصال الرحم، هل من طريقة للعلاج يمكن من خلالها بقاء الرحم عامين على أمل الزواج والإنجاب السريع؟، ويوكد لها الطبيب أن أقصى مدة لترك الرحم عام ونصف على الأكثر، فتذهب سريعا وتعرض نفسها على مكاتب الزواج أو تذهب المطار انتظارا للعريس فى مشهد مؤثر.. والفيلم من تأليف محمد أمين راضى، وقد واجه الفيلم دعاوى قضائية كثيرة، ووجهت له تهمة تشويه سمعه الفتيات.
“لا تسألنى من أنا”
فيلم قدمته الفنانة العملاقه شادية، يحكى الفيلم عن سيدة ثرية، تصاب بمرض سرطان الرحم، ولا تجد طريقا للنجاه إلا استئصاله، لينقطع حلمها فى الأمومه نهائيا، ولكنها تستغل فقر خادمتها عائشة لتبيع لها ابنتها زينب، “لا تسألنى من أنا” ضم كوكبة كبيرة من النجوم فبجانب شادية، ضم كل من مديحة يسري، ويسرا، وإلهام شاهين، وفاروق الفيشاوي، وهشام سليم، الفيلم للمخرج الراحل أشرف فهمي.
“السبع وصايا”
وكان مسلسل السبع وصايا للكاتب محمد أمين راضي، هو العمل الأكثر جرأة فى طرح قضية الحقن المجهرى، وتدور أحداث المسلسل حول سبعة أشقاء يتفقون على قتل والدهم، ثم يهرب كل واحد منهم إلى مدينة مختلفة، عدا شقيقتهم بوسى التى تسجن، وأثناء سجنها تحلم بوالدها يقول لها، إن هناك سبع وصايا على أشقائها، يجب تنفيذها لكى تظهر جثته ويرثوا وتتوالى الأحداث.
وعرض المسلسل أخطار القضية، من خلال قصة دلال وهى من ضمن السبع أشقاء، دلال التى تقوم بشراء حيوانات منوية من رجل غريب ليس زوجها لتنجب لتقع فى جرم الزنا، قدمت هذا الدور الفنانة نسرين أمين، من خلال شخصية دلال شيطانة فى ثوب امرأة، تفتح لها الدنيا أبواب الثراء، والرفاهية، إثر زواجها من رجل ثرى وعجوز، فتريد أن تنجب لترث كل ثروته، ولكنها تكتشف أن زوجها غير قادر على الإنجاب، ما يدفعها إلى حيلة شيطانية، حيث تقرر الانجاب من شخص آخر يعمل فى ورشة زوجها، حتى تحصل على الميراث كله، وتستغله لأنها تعلم أنه هارب من السجن، وتساومه على شراء حيوانات منويه لتنجب، والغريب أنها كانت تعتبره بزنس لها وتجبره على شراء عينات كثيرة، لبيعها للسيدات التى لا تستطيع الإنجاب من أزواجهم وذلك من وراء أزواجهم مقابل الحصول على المال.