تلعب وسائل الإعلام المختلفة دورًا هامًا في الحروب الحديثة، حيث يمكن استخدامها لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية. ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الرأي العام والتوجهات السياسية والعسكرية، ويمكن استخدامه كوسيلة لصنع الصورة العامة للصراع وتحديد التوجهات العامة.
فهو يقف كمارد مدمر في الحرب أو كوسيلة لتحقيق أهداف محددة في الصراع، ولكن لا يمكن للإعلام وحده أن يفوز بالحرب، فالنجاح الحقيقي يعتمد على الاستراتيجية والتخطيط العسكري.
قد تكون الحرب الإعلامية حربًا خفية عندما يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام لتحديد صورة الصراع وتأثير على الرأي العام بطرق غير واضحة أو مباشرة، وعندما تستخدمها الأطراف المتنازعة دون إعلان رسمي، وعندما يتم استخدام حسابات مزيفة أو إعلانات مدفوعة لتحديد صورة الصراع وتأثير على الرأي العام، وهذا يؤدي إلى تضليل الجمهور وتشويه الصورة العامة للصراع.
وفي ظل حروب الجيل الرابع يعمل الصراع بمثابة الأدرينالين لوسائل الإعلام، ومع تطور التقنيات التكنولوجية أصبح كما يقول بول فيريليو "تاريخ المعركة في الأساس، هو تاريخ التغيير الجذري لمجالات الإدراك" ليقف الإعلام كلاعب رئيس في تشكيل وتوجيه الإدراك بطريقة ربما صحيحة وربما بها تلاعب، فجوهر الحرب الناجحة هو السرية ؛ وجوهر الصحافة الناجحة هو الدعاية، لذا يسعى كل طرف إلى تسخير وسائل الإعلام لتصبح الأخبار والصور سلع استراتيجية في زمن الحرب لإقناع المواطنين بعدالة الحرب وعناد العدو، أو كما قال برنارد كوهين أن الصحافة "قد لا تنجح في إخبار قراءها بما يجب عليهم التفكير فيه ، لكنها ناجحة بشكل مذهل في إخبار قرائها بما يجب عليهم التفكير فيه".