الإثنين 25 نوفمبر 2024

تحقيقات

أستاذ تاريخ: "الأفروسنتريك" هجمات وسرقات متتالية على التاريخ المصري

  • 29-4-2023 | 11:10

الملكة كليوباترا

طباعة
  • إسراء أبو رحاب

أطلقت منصة "نتفليكس" فيلما وثائقيا يتحدث عن الملكلة المصرية "كليوباترا" ذات الأصول الإغريقية والميلاد والنشأة المصرية محاولة المنصة سالفة تزيف وسرقة التاريخ المصري بالإدعاء أن المكلة "كليوباترا" ذات أصول إفريقية.

وما أثار الغضب أن صناع الفيلم ومنهم زوجة الفنان ويل سميث، وهي ذات بشرة سوداء، وهو ما دفع البعض لاتهامها بدعم "الافروسنتريك" التي أصبحت تهاجم الحضارة المصرية وتنسبها إلى نفسها.

فيما أكد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عمل درامي، الأمر الذي يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب.

 

الاعتداء على التاريخ المصري

وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس إن مسألة الإعتداء على تاريخنا ليست بالشيء الجديد فنهاك الكثير من الهجمات والإعتداءات التي كل مقصدها تشويه التاريخ ونسبه لأنفسهم، كما تفعل منظمة الأفروسترنك التي هي في الأساس كانت تختص بتاريخ إفريقيا لتعرف أبنائها بتاريخهم التي مزقها الإحتلال والاستعباد ولا يخفى على أحد طبيعة الحضارة الأمريكية والأوربية التي نهبت خيرات أفريقيا.

وأكد "لبوابة دار الهلال" أن هناك أكاذيب حول الحضارة الأوربية المعاصرة وما بها من منتج حضاري منبتة الصلة عن الحضارة عن الحضارات القديمة فالحضارات القديمة ترجمت وخاصة الحضارة المصرية وأصبحت معروفة للعالم ومؤثرة جدا.

وأشار إلى أن تحليل DNA للجين المصري أثبت تسلسل الأجداد والأحفاد وسماتهم من حيث الملامح وهجوم "الأفروسنتريك" على الحضارة المصرية القديمة ليست إلا نتاج طبيعي بسبب القهر والإستعباد الذي تعرضوا له في الماضي الذي خلق في داخلهم إحساس بضرورة الإنتصار على الماضي.

وأوضح أيضا أن محاولات اليهود أيضا مردود عليها وتم ضحضها عندما تم الكشف عن مقابر العمال الذين بنوا الأهرامات واتضح أنهم تم دفنهم بنفس طريقة قدماء المصريين على عكس طريقة الدفن الخاصة باليهود وهناك الكثير من الأسانيد التي تضحض أن الحضارة المصرية أصولها أفريقية ومن يقول غير ذلك فهو ضرب من الخيال المحض.

ونوه أنه صحيح كان هناك النوبة القديمة وهى جزء من مصر وجزء من الحضارة المصرية القديمة لكن شكل المصري واختلاف الجين يختلف تماما عن الافارقة حتى النوبة التي يمكن أن تكون مقاربة لهم في الشكل هنالك بعض الإختلافات.

وشدد على أن محاولتهم العبثية باللجلوء إلى الرسم الكاريكاتري والتقريب بين الوجوه الموجودة على المعابد وإظهارها باللون الأسود ليس من حقهم التزيف والألوان لدى المصري القديم لها رمزية يعتمد عليها في تلوين التماثيل التي كان يصنعها.

وأضاف أن التصدي لهذه الهجمة أن يخرج علماء الآثار وأساتذته للرد على عليهم فهم من يملكون الرد القاطع والمفحم لهم وتفعيل دور المؤسسات الثقافية والعمل على إنتاج أفلام وثائقية تتحدث عن التاريخ المصري من قبل الأحفاد المصريين فهم أعلم الناس بحقيقة تاريخهم.

 

رد وزارة السياحة

وأكد مصطفى وزيري أنه كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والانثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية والتي سوف تظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم، لافتا إلى أن هناك العديد من الآثار الخاصة بالملكة كليوباترا من تماثيل وتصوير على العملات المعدنية التي تؤكد الشكل والملامح الحقيقية لها، والتي جميعها تظهر الملامح الهلينستية ( اليونانية) للملكة كليوباترا من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة.

وأكد د. مصطفى وزيري أن حالة الرفض التى شهدها الفيلم قبل عرضه تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة "كليوباترا السابعة" والذي هو جزء هام وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدا عن أي عنصرية عرقية، مؤكدًا على الاحترام الكامل للحضارات الإفريقية ولأشقائنا فى القارة الإفريقية التي تجمعنا جميعا.

فيما أضاف د. ناصر مكاوي رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة أن ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافي مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.

وأشار أن الملكة "كليوباترا السابعة" تنحدر من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك "بطليموس الأول" وهو أحد القادة المقدونيين بجيش "الأسكندر الأكبر" والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة "الأسكندر"وأسس الأسرة البطلمية. تزوج بطليموس الأول من الملكة "برنيكي الأولى" ذات الأصول المقدونية أيضا، وأنجبا الملك "بطليموس الثاني" حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر، وصولا للملكة "كليوباترا السابعة"  وأخيها “بطليموس 14” محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة