قال الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدوليّة، ونائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن زيارة رئيس الوزراء الياباني مصر اليوم، تعكس العلاقات بين مصر واليابان التي تمتد لفترة تزيد عن قرن ونصف، حتى قبل تشكيل دولة اليابان الحديثة.
أهمية الزيارة
وأضاف في تصريحاته لــ«بوابة دار الهلال» أن هذه الزيارة تتميز عن غيرها باشتمالها على أبعاد أخرى، إذ أن اليابان تعتبر مصر بوابتها للدخول إلى العالم العربي وأفريقيا، لأهمية مصر، ولدورها الكبير في الإقليم، مضيفًا أن هناك صراعا بين اليابان والصين على دخول المنطقة.
وأوضح أن زيارة اليوم جاءت لسببين، أولهما سعي اليابان للدخول إلى السوق العربية والأفريقية من بوابة مصر؛ ارتكازا على أهميتها في المنطقة، وثانيا لتوسيع الشراكة الاستثمارية بين مصر واليابان، في مجالات عدة، إضافة إلى مجالين مهمين جديدين (الطاقة المتجددة والنيتروجين الأخضر).
جدية اليابان في تعميق العلاقة والتعاون مع مصر
وأشار إلى جدية اليابان في تعميق العلاقة مع مصر، استنادا على العلاقة التاريخية؛ من خلال عرض قروض للتنمية في مصر بقيمة ٥ مليارات دولار، ومساعدتها عن طريق مجلس أعمال مشترك لتبادل الخبرات التنموية.
وبين «عضو مركز الدراسات الاستراتيجية» أن هذه الزيارة تهدف لرفع مستوى الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين، عن طريق الدخول في مجالات جديدة عديدة غير تقليدية، تستهدف الاستفادة من الخبرات اليابانية في مجال الرقمنة وريادة الأعمال والاقتصاد الأزرق.
وأكد «فهمي» على أن زيارة رئيس وزراء اليابان المبكرة لمصر قبل جولته المنتظرة تؤكد تقدير دولة اليابان لمصر، باعتبارها حليفًا استراتيجيًّا مهمًا في المنطقة، وتعكس الصداقة الممتدة بين البلدين منذ أكثر من قرن ونصف من الزمن.
من كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء اليابان اليوم، إنه لقد كانت النقاشات إيجابية وبناءة، حيث استعرضنا ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات، وبشكل خاص ما خلفته الأزمة الأوكرانية، من تبعات اقتصادية هائلة على الدول النامية، فاقت ما أحدثته جائحة "كورونا"، من ارتفاع في معدلات التضخم وأسعار الطاقة والغذاء، وتوقعات بتراجع معدلات النمو حيث أكدت لدولة رئيس الوزراء، تطلعنا إلى أن يعمل شركاء التنمية، وفى المقدمة اليابان؛ كونها دولة رائدة في الإسهام التنموي العالمي، وفى ظل رئاستها الحالية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، من أجل أن تحظى تلك التحديات الاقتصادية الملحة، بذات قدر الاهتمام بالجوانب السياسية والأمنية للأزمة الأوكرانية، التي نأمل أن يتم التوصل لتسوية لها وذلك من خلال بحث سبل تخفيف وطأة التحديات الاستثنائية، الملقاة على عاتق العديد من الدول النامية.
وأوضح أنه "تباحثت كذلك مع ضيفي الكريم، بشأن العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك؛ لاسيما القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا واحتلت التطورات في السودان، جانبا مهما من المباحثات، حيث أكدت لدولة رئيس الوزراء، الرؤية المصرية القائمة على ضرورة الوقف الفوري، والدائم والشامل، لإطلاق النار في السودان وأهمية امتناع أي طرف خارجي، عن التدخل في الأزمة، باعتبارها شأنا سودانيا خالصا بما يسهل من نزع فتيل الأزمة، ويحول دون تفاقمها".