سؤال عميق يطرحه مقال الكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور حول مفهوم الوطنية ومدى رسوخ الثوابت القومية في من نظنهم مصريين خالصين خاصة الكاتبة التي وصفها أيوب في مقاله بجريدة اليوم السابع بــ”المنكوبة” امتلأت كلماتها حقدا وتشكيكا في قدرات جيش بلدها بل تصف كفاحه ضد جماعات التطرف على أرض سيناء الطاهرة بأفظع الألقاب.
و تطرق الكاتب بقلم كمشرط الجراح إلى نقطة فارقة يفتقدها بعض اصحاب المنابر الإعلامية وهي التحلي بالإنصاف فما الحقائق على الأرض التي تدعو كاتبا لوصف سيناء بالمنكوبة فأي إنصاف فذ تجاهل حقائق لا تقبل الشك ساقها كاتب المقال تفنيدا لشبهها.
وقدم المقال 7 صواعق منطقية قادرة على ردع وإخراس كل مثل تلك الأصوات النشاز الفاقدة للهوية في استعراض محكم لكتبات لا تساوى ثمن الحبر الذي كتبت به وتعهد الكاتب في مقاله أن يأخذ على عاتقه كشف أمثال تلك الكاتبة المنكوبة على حد وصفه مساندة لمصر في معركتها مع عاشقي الخيانة وعبدة الدولار.
وإلى نص المقال:
عندما تقرأ لكاتبة من المفترض أنها مصرية وتجد فى كلماتها سمًا زعافًا ضد بلدها وجيشها فلا مجال لديك للصمت، بل المجال فقط للحديث الواضح الصريح، فالتحلى بالحكمة لا يعد إنصافًا فى هذه الحالة، والقبول بما تكتب ملونًا لأغراض سياسية لم يعد محتملا.
الكاتبة التى طفحت علينا مقالاتها من إحدى الصحف اليومية تقدم تحليلاً ملتويًا تصف فيه سيناء بأنها منكوبة ولا أحد يسأل عنها، ولا تكتفى بهذا بل تصل إلى حد التشكيك فى قدرات الجيش المصرى وتقارنه بجيوش مزقت ودمرت، وتتساءل بكل براءة مصطنعة: لماذا نجح الجيشان العراقى والسورى فى الانتصار على داعش وفشلنا فى سيناء؟
سؤال إما ينم عن جهل أو عن سوء طوية أو أنه كالعادة جزء من حملة تشويه الجيش المصرى التى تخطط وتمول وتوجه من اسطنبول حيث يسكن "الأحباب..!".
أولاً: لو أنصفت الكاتبة، وما أظنها ستفعل، لعلمت أن مصر كلها وليست سيناء منكوبة بأمثالها ممن فقدوا الشعور بالوطن أو جعلوه رهن جماعة أو فكر أو هوى شخصى أو مصالح مالية، أما سيناء فليست منكوبة وإنما محروسة بجيش وطنى مخلص، محروسة ضد مؤامرة كبرى هى ومن يمولها بالمعلومات جيدًا.
ثانيًا: الجيش المصرى يشهد له العالم كله بالكفاءة القتالية والجرأة والشجاعة، يحمى بلده دون مساندة من جيوش عالمية ودون تحالفات أو قواعد أجنبية، جيش قادر على صد أى عدوان وقطع رقبة كل من يفكر فى الاقتراب من أرض مصر، ولو كانت سيناء فى حماية جيش آخر لكان الحال مختلفًا وكنا رأينا أعلام أمراء الإرهاب ترتفع على نواصى قراها ومدنها، لكن جيش مصر يسيطر ويحمى ويصفى كل إرهابى يستهدف سيناء وأهلها، فقط مشكلته أنه جيش وطنى عنده ضمير يرفض أن يدمر مدنًا أو يضير أبرياء، يتحمل طول المواجهة حتى لا يقتل بريئا أو يطال رصاصه نساء أو أطفالا لا ذنب لهم .
ثالثًا: لو كانت الكاتبة عادلة فى كتابتها الملتوية ولو كان من سمح لها بنشر المقال لديه ذرة من موضوعية لطلب منها أو نصحها على الأقل أن تكتب ولو سطرًا واحدًا عن النجاحات التى حققها جيش مصر فى سيناء وعلى كل الحدود، وحجم الأسلحة والذخائر والمليارات التى هربت إلى مصر وقت حكم الإخوان الإرهابيين ولكتبت عن الحدود التى اخترقت والأنفاق التى شقت فى زمنهم فقط من أجل هدم الاستقرار فى مصر، لكنها لا تريد الحقيقة، هى تبحث عن الضرب فى الجيش المصرى، هى تستخدم كلماتها لتدمر الروح المعنوية لجيش يهابه الجميع .
رابعًا: سيناء لم تغب ولن تغيب عن اهتمام الدولة، فمليار دولارا خصصت لإقامة مشروعات تنموية بها، ومشروع تنمية منطقة قناة السويس هدفه الأول تنمية سيناء والأنفاق الست التى تحفر الآن هدفها الربط بين سيناء والوادي ومدينة الإسماعيلية الجديدة والقنطرة الجديدة ورفح الجديدة ومصانع الرخام والبنية الأساسية التى تقام فى كل مدن وقرى سيناء هدفها الأساسى التنمية وتعويض أهلها عن معاناة السنوات الماضية .
والأهم أن كل هذا متابع رئاسيا وله لجنة على مستوى رفيع أسندها الرئيس لمساعدة المهندس إبراهيم محلب تعقد أسبوعيًا وتتابع تنفيذ كل ما يخص أهل سيناء وتضع حلولاً لمشاكل وشكاوى أهلها .
خامسًا: أظن أن الكاتبة لم تزر سيناء ولا تعرف من لون رمالها إلا شواطئ شرم الشيخ، أما رمال الشمال فكلها مخلوطة بدماء شهداء ضحوا بأنفسهم من أجل البلد التى تشوهها الكاتبة، كل هؤلاء الشهداء من أبناء مصر رجال الجيش والشرطة الذين تشوههم الكاتبة، ولا أعرف إن كانت كتابتها أم نقلا من عليين البريد الإلكترونى؟
سادسًا: لدى سؤال برىء.. لماذا كلما حقق الجيش انتصارًا فى سيناء أو أفسد مؤامرة أو أبطل عملية إرهابية تتوالى مقالات التشكيك فيه وتحويل الأنظار عن إنجازه أو السخرية منه، بينما يقاتل هؤلاء أنفسهم من أجل أن يصوروا "فأر" الإرهاب على أنه "جمل"؟
فى كل الأحوال وبرغم كل الحاقدين والطامعين فى الشماتة فلسيناء جيش يحميها بعقيدة وإيمان وتضحية، لا يستأجر مرتزقة، بل جنوده وطنيون لا يهربون ولا يحاربون من الخارج، عقيدتهم "سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت" لا يقبضون بالدولار ولا يخططون من غرف مكيفة، وإنما جنود احترقت بشرتهم بشمس سيناء فزادتهم قوة وإصرارًا، جنود صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أقسموا ألا يغادروا سيناء إلا بعد تحريرها من الإرهاب والمرتزقة وتتار العصر.. أما المهمة هنا فى القاهرة فهى على عاتقنا نحن.. إذ يبدو أننا صار علينا – واجبا ولزاما – أن نكشف هذه العناصر التى تحاول عبثا التخريب والطعن فى الظهر.. مثل الكاتبة المنكوبة .