تكبدت القوات الروسية أكثر من 20 ألف قتيل في الأشهر الأخيرة أثناء معركتها للسيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية.
وفقًا لتقدير رفعت عنه السرية مؤخرًا من إدارة بايدن، قال البيت الأبيض إن إجمالي عدد القتلى الروس تجاوز 100 ألف، بما في ذلك القتلى، منذ ديسمبر، وهو رقم يؤكد تكلفة الحرب الشاملة التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، الأرقام بأنها "مذهلة"، وأضاف أن روسيا خسرت عددًا أكبر من القوات التي قاتلت من أجل بلدة واحدة في شرق أوكرانيا، أكثر مما خسرته الولايات المتحدة في معركة الانتفاخ (معركة الثغرة) في نهاية الحرب العالمية الثانية.
حسب صحيفة فينانشال تايمز، أدت محاولة روسيا الهجومية إلى نتائج عكسية، وبعد شهور من القتال والخسائر غير العادية، تواصل روسيا التركيز على مدينة أوكرانية واحدة ذات قيمة استراتيجية محدودة.
وقال كيربي إن نصف القتلى هم من المرتزقة الذين عينتهم مجموعة فاجنر الروسية المسلحة، ونصفهم كانوا سجناء سابقين وظفتهم المجموعة المسلحة. مضيفا أن الادعاءات السابقة من مؤسس مجموعة فاجنر، يفغيني بريغوزين، بأن94 حالة وفاة فقط خلال حرب أوكرانيا كانت "كاذبة".
ومع اشتداد حصار باخموت، وجد فاجنر نفسه متورطًا في خلاف عام مستمر مع وزارة الدفاع الروسية حول ذخائر المدفعية.
إن التنافس بين هيئة الأركان العامة الروسية وفاجنر، الذي أخذ دورًا بارزًا بشكل متزايد في خط المواجهة بعد أن عانى الجيش النظامي الروسي من سلسلة من الهزائم المحرجة العام الماضي، هو عرض علني غير عادي للانقسامات حول التكتيكات والاستراتيجيات والأفراد بعد مرور أكثر من عام على الحرب المتعثرة.
حتى أن بوتين حاول تحقيق السلام بين بريغوجين ووزير الدفاع سيرجي شويغو في اجتماع شخصي في أواخر فبراير 2023، وفقًا لتقارير المخابرات الأمريكية التي تم تسريبها على الإنترنت الشهر الماضي.
لكن التقدم الروسي في باخموت أعاد إشعال الخلاف المرير بين بريغوجين والجيش الذي يتهمه بـ "الخيانة". في مقاطع الفيديو المنشورة من بلدة سوليدار على خط المواجهة، فحص بريغوزين صناديق البنادق التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا واشتكى من أن الجيش الروسي لم يمنح فاغنر سوى ثلث ذخائر المدفعية اليومية المطلوبة.
من جانبه، قال قائد القوات البرية في البلاد، العقيد أولكسندر سيرسكي، أمس الإثنين، إن "القتال العنيف" مستمر في محيط باخموت، حيث تحتفظ القوات الأوكرانية بالجهة الغربية للمدينة التي تعرضت للقصف في منطقة دونباس.
منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، قل التأييد بين الجمهور الأمريكي لمزيد من المساعدات لأوكرانيا. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة "أسوشييتد برس" في فبراير أن أقل من نصف الأمريكيين يؤيدون إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، مقارنة بنسبة 60 في المائة قبل عام. وتظهر استطلاعات الرأي المنفصلة أن الجمهوريين أكثر ميلًا من الديمقراطيين إلى معارضة المزيد من الدعم لأوكرانيا.