مع اندلاع الأزمة في السودان، كان الموقف المصري واضحا هو الدعوة إلى وقف إطلاق النار وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني والدعوة للحوار بين الأطراف للوصول إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية لحين إجراء الانتخابات.
موقف مصر تجاه السودان
وخلال تصريحاته مع صحيفة "أساهي" اليابانية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تبذل قصارى جهدنا لإجراء مناقشات بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، ولا يمكننا أن نجعل الأمر أكثر تعقيدًا، مضيفا: "لذلك نحن حريصون على عدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وجهودنا موجهة من أجل تشكيل حكومة انتقالية، حتى يمكن إجراء الانتخابات وتنصيب حكومة مدنية."
كما أكد وزير الخارجية الموقف المصري خلال لقائه اليوم مع السفير دفع الله الحاج علي مبعوث الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، حيث أعاد شكرى التأكيد خلال اللقاء على موقف مصر الثابت والمُعلن منذ اليوم الأول للأزمة السودانية، والداعي إلى ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار حفاظاً على دماء أبناء الشعب السودانى الشقيق، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة.
كما أكد وزير الخارجية، على أن مصر حريصة على التعامل مع الأزمة الحالية فى السودان باعتبارها شأناً داخلياً، ومن هنا تأسس موقفها خلال الاجتماعات التي تناولت الوضع فى السودان فى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، على ضرورة احترام جميع الأطراف الدولية والإقليمية لسيادة السودان وعدم التدخل فى الأزمة بشكل يؤدي إلى تأجيج الصراع وإراقة المزيد من الدماء.
كما استعرض وزير الخارجية مجمل الاتصالات التي أجراها مع نظرائه بعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة دولياً وإقليمياً، مؤكداً وحدة رسالة المجتمع الدولي الداعية إلى ضرورة وقف الاقتتال الدائر حمايةً لمقدرات الشعب السوداني الشقيق، وحفاظاً على سلامة السودان ووحدته ومؤسساته الوطنية.
لا حل عسكري للأزمة السودانية
وفي وقت سابق أكد وزير الخارجية أيضا أن أكد على أن مصر لا تؤمن بوجود حل عسكري للأزمة السودانية، مشدداً على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة ودعم الجهود الدولية الهادفة لتمديد الهدنة والعودة للحوار، وهو ما اتفق الجانبان على أهمية العمل سوياً من أجل ضمان تحقيقه.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، تلقاه سامح شكري وزير الخارجية في 27 أبريل من وزير خارجية المملكة المتحدة "جيمس كليفرلي" للتشاور بشأن تطورات الوضع في السودان.
استقبال الفارين من السودان
وتواصل مصر استقبال الفارين من الصراع في السودان عبر الحدود المشتركة، حيث تقدم كافة التسهيلات لهم لتسهيل انتقال وعبور النازحين من الأراضي السودانية خلال الأيام القليلة الماضية، ونجحت في تسهيل عبور أكثر من 16 ألف مواطن من غير المصريين إلى داخل مصر حتى 27 أبريل الجاري.
ووفقا لما أوضحته وزارة الخارجية، فقد تجاوزت أعداد العابرين من الأشقاء السودانيين أكثر من 14 ألف مواطن، كما بلغ عدد العابرين إلى مصر ما يزيد عن ألفين مواطن أجنبي من 50 دولة و6 منظمات دولية.
هذا، وتستمر الجهود المصرية على مدار الساعة في تسهيل استقبال المواطنين الفارين من الاشتباكات العسكرية في السودان، والعمل على تخفيف معاناتهم الناجمة عنها وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لهم.