محمد رمضان و"هارلي" سينمائي زائف
يضع فيلم "هارلي" أزمة السينما المصرية أمام الجمهور وجها لوجه ، فالعمل تجسيد واضح لمرض هذه الصناعة المزمن ، ألا وهو السيناريو الضعيف والمفكك وغير المترابط بل والفاقد للرؤية الفنية، ولا يعتمد الا على الكاركتر ، ولا حبكة متماسكة يطرحها الفيلم .
فالثلث الأول من العمل تتصاعد فيه الأحداث بشكل مكثف حتى تنتهي بوفاة شقيق البطل ،و تهدأ وتيرة الاحداث، وتفتر بشكل واضح طوال ساعة ونصف، ثم تعود الاثارة في الثلث الاخير من الفيلم بعودة صراع البطل مع العصابة الا أن أضعف جزء في الفيلم هو نهايته الركيكة بطابعها التقليدي .
أقول ذلك لأنه لا يوجد سبب منطقي يجعل المؤلف يختار نجما كبيرا مثل محمد رمضان ونجمة مثل مي عمر ليكون الاول مجرم شاب ولص محترف ومدمن والثانية مدمنة مخدرات ، ليكسب تعاطف المشاهدين معهما في ظل غياب تام للشرطة ودولة القانون ،وبعيدا عن أية قيمة أخلاقية او حضارية ، وكل ذلك مع تطعيم الأحداث بالحركة والاكشن وكأننا في سينما هزلية تفتقد للمبرر الدرامي وتضعنا أمام مشاهد عبثية متناقضة وغير مفهومة احيانا.
ناهيك عن الحوار الفج الذي يتسم بالبذاءة وتكرار التعبيرات السوقية علاوة على الشتائم والتلميحات الجنسية الجريئة ثقيلة الدم.
المخرج محمد سمير جعل من محمد رمضان ممثلا مقبولا في حدود دوره الا أنه لم يكن في أحسن حالاته حيث افلتت منه خيوط الشخصية ، ولم يستطع ان يجسد خطا دراميا مميزا لها ، فلا نعرف نحن امام اللص ام المدمن ام ميكانيكي الموتوسيكلات ام الفارس الشهم ام المحب العاشق ام الابن العاق ، وكلها تداخلات لا تنتهي .
ولم تفلح الاستعراضات الركيكة الراقصة على وقع أغاني المهرجانات في تحقيق إضافة نوعية للفيلم حيث تبدو قاطعة لاحداث الفيلم عدا الاغنية التى يعلن فيها البطل اقلاعه عن الادمان.
وتبقى امركة الفيلم بدءا من عنوانه الدال على ماركة دراجة بخارية"هارلي" الا أنه امركة شكلية تنحصر في ضعف مشاهد الحركة والاكشن ، وتلخص مأزق السينما المصرية ، فلا هي حافظت على استقلالها، ولا هي نجحت في تقليد غيرها .