السبت 1 يونيو 2024

احنا آسفين.. يا عم كوبر

16-9-2017 | 17:37

بقلم – أكرم السعدنى

أى حد فى الكورة يقود منتخب مصر إلى كأس العالم سوف نضعه على رأسنا، ونجعله قرة العيون، ونضرب له تعظيم سلام، ونضع له تمثالا فى كل ميدان؛ ولكن فقط ولا غير يصعد بنا إلى هذه الحفلة الكروية العالمية التى لم يرَها الجيل الذى انتمى إليه سوى مرة واحدة فى العمر بأكمله فى العام ١٩٩٠، وأتذكر يومها أن السعدنى الكبير بعد أن كان يرقص طربا من شدة السعادة أعلن أنه حزين حزن غرائب الإبل؛ لأن رجلا كرويا فى ملامح الوجه وفى نبرات الصوت وفى حب وعشق الناس له لخفة ظله المنقطعة النظير..

وهو أعظم وأقدر من تصدى لإذاعة مباريات “الكورة” فى الإذاعة والتليفزيون عمنا الأكبر محمد لطيف..

 

كان السعدنى حزينا لأن محمد لطيف ذهب إلى العالم الآخر دون أن تكتمل فرحته أو أن تتحقق أمنيته برؤية فريق مصرى كروى فى كأس العالم ونحن اليوم لم نتأهل بعد إلى الحفل العالمى «للكورة»، وعليه فإننى أطالب إخواننا فى الإعلام الكروى فى الصحف والمجلات والتليفزيونات أن يتواضعوا قليلا ولا يحلفوا بالغالى قبل الرخيص أننا أعظم فريق وأجدع من لعب «الكورة»، وأننا نجر ٧٠٠٠ عام من الحضارة والأولى بالصعود والسفر إلى روسيا.. ففى التواضع فضيلة تغرى الخصم وتمنح أولادنا مساحة من التصالح مع النفس وتطرد - أى خصلة التواضع - كل توتر وأى شحن معنوى قد يضر بالأداء العام للاعبين، وأما مهاجمة كوبر ومحاسبته بالقصعة فهى قضية سوف تجرنا إلى مصير يشبه المصير الذى آلت إليه الأمور فى نادى الزمالك... عدم استقرار الجهاز الفنى ينعكس على الملعب بالسلب.. لذلك اتركوا كوبر فهو أدرى بشئونه الكروية وقد حقق نتائج طيبة حتى يومنا هذا وتصدر المجموعة الجهنمية التى تضم الغول الغانى المرعب وعفاريت أوغندا، وقد نجانا الله بفضل الأولياء والصالحين فى بر مصر من المهالك وعبرنا مرحلة، وفاضل على الحلو زقة.. وعلينا أن نساعد أولادنا فى الفريق الوطنى وعمنا الكبير كوبر فى عملية الزق، حتى نصل إلى بهجة العالم فى كل الفنون، وهى كرة القدم والتى سوف تقام فى روسيا، ونسأل الله أنه أبلغنا المنى أن نعيد للأذهان الأمجاد التى حققها الفريق المصرى ابن البلد المحب للأرض المصرية العاشق لكل ما هو مصرى محمود الجوهرى رحمة الله عليه، وأمانة عليكم يا شباب مصر إذا أكرمكم المولى أن ترفعوا إلى جانب علم مصر صورة محمود الجوهرى، الرجل الوحيد الذى أسعد المصريين فى عالم الكورة، بعد أن حرمنا من الذهاب إلى المونديال من العام ١٩٣٤، وحققها الجوهرى وأبناء الجيل الذهبى عام ١٩٩٠، يارب اجعل من عام ٢٠١٧ عام سعد وهنا وفرح على شعب مصر وعلى العرب أجمعين .. فكل العرب يعتبرون مصر هى الوطن الثانى بحق وحقيق، ورجاء أخير .. أن نضع يدنا أثناء عزف النشيد الوطنى على القلب حيث تسكن المحروسة حفظها الله وحفظ شعبها.. ورحمنا من مجدى عبدالغنى.