السبت 18 مايو 2024

مقبرة «صانع الذهب» لن تكون الأخيرة اكتشافات «القرنة» تتواصل بحثا عن بقية مقابر أمراء الدولة الحديثة

16-9-2017 | 23:57

تقرير: أمانى عبد الحميد

ولا يزال البحث مستمرا عن بقية مقابر النبلاء وكبار رجال الدولة وسط تلال وصخور القرنة بالبر الغربى بالأقصر، فلن تكون مقبرة صانع الذهب للإله “آمون” هى المحطة الأخيرة التى تكشف وزارة الآثارالنقاب عنها بل هى مجرد حلقة فى سلسلة طويلة من الاكتشافات الأثرية، الدكتور خالد العنانى وزير الآثار أعلن أن وزارته ستواصل العمل داخل منطقة القرنة للبحث عما تحويه من مقابر وكنوز أثرية تحكى عن تفاصيل حياة الطبقة الحاكمة بمدينة طيبة الجنائزية، فلم تعد الصدفة وحدها تقود العلماء إنما أصبح العمل المضنى وراء اكتشاف عدد من المقابر فى عمق جبانة دراع أبو النجا.

بعد الكشف عن خبايا مقبرة قاضى المدينة “أوسرحاات” فى إبريل الماضى خلال الاحتفال بيوم التراث العالمى كانت هناك دلائل تبشر باكتشاف مقبرة أثرية جديدة بالمنطقة نفسها,منطقة دراع أبو النجا بالبر الغربى ,وقتها أعلن «العنانى» وزير الآثار أن العمل الأثرى سيستمر على قدم وساق من أجل التنقيب عما أسماه ب مقبرة “كامب ٣٩٠”,والتى قامت بإلقاء الضوء عليها عالمة آثار ألمانية رقمت فيه مقابر الأقصر وأعطت تلك المقبرة رقم ٣٩٠، ولم تعلم وقتها ما بداخلها,لكن “العناني” أكد أن البعثة المصرية تمكنت من اكتشاف تفاصيل تلك المقبرة وهى مقبرة صانع الذهب للإله “آمون” والذى يدعى ب “امنمحات” ,حيث عثرت البعثة على بئر للدفن فى الفناء الخارجى بداخله ثلاث مومياوات لسيدة وابنيها وعدد من الأوانى الفخارية,وأن المقبرة تعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة خلال عصر الدولة الحديثة,حيث عثروا على تابوت من الخشب لمومياء، وتوصلوا إلى أنها تضم آبارا داخلية بعمق ٨ أمتار، وزير الآثار قال: «المقبرة بحالة جيدة للغاية..وتحوى مجموعة من الفخار وتماثيل الأوشابتى وقناعا جنائزيا .«علاوة على العثور على الحلى والمجوهرات لصاحب المقبرة وزوجته وابنه، مع وجود ما يسمى ب»حنية» وهى عبارة عن «نيش» يتم عرض تمثال مزدوج لصاحب المقبرة فيه, وأوضح أن صاحب المقبرة كان يشغل وظيفة صانع المجوهرات,

المقبرة تتكون من مدخل يؤدى إلى حجرة شبه مربعة تنتهى بلوحة عليها نص يحتوى على اسم صاحب المقبرة وبها قاعدة مبنية بالطوب اللبن عليها تمثال مزدوج لصاحب المقبرة و زوجته، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما المدعو «نب نفر»، وعلى يمين الداخل توجد البئر الرئيسية للمقبرة من المرجح أن يكون حفر لصاحب المقبرة وزوجته ويبلغ عمقه حوالى ٧ أمتار ويؤدى إلى فتحة بها عدة دفنات تم العثور بداخلها على مجموعة من التوابيت والمومياوات والأقنعة الخشبية وبعض التماثيل صغيرة الحجم,وعلى يسار الداخل للمقبرة يوجد فتحة تؤدى إلى بئر عثر بداخلها على مجموعة من التوابيت تعود لعصر الأسرتين ٢١-٢٢ بعضها تعرض للحرق عمدا فى العصور المتأخرة.

الأثرى مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر أكد أنه تم العثور على حوالى ٥٠ ختما جنائزيا من بينها ٤٠ ختما يدل على وجود مقابر لأربعة أفراد لم يتم اكتشاف موقعها بعد فى المنطقة وهم الكاتب «ماعتي»، وشخص يدعى «بنجي»، وشخص يدعى «رورو» و الوزير «بتاح مس»,مع العلم أن أهميته تكمن فى العثور على  أجزاء للوحة تقدمة القرابين من الحجر الجيرى لصاحب المقبرة، وتمثال مزدوج من الحجر الرملى لشخص يدعى «مح» وكان يعمل تاجرا بمعبد تحتمس الثالث، و بقايا لأربعة توابيت خشبية مزينة بكتابات هيروغليفية ومناظر لآلهة مختلفة ترجع لعصر الأسرات ٢١، ٢٢، بالإضافة إلى ١٥٠ تمثال أوشابتى مصنوعة من الفيانس والخشب والطين المحروق و الحجر الجيرى، بعضهم يحمل اسم «باخنسو»و«عنخ خونسو»
وبالرغم من عدم الانتهاء من أعمال التنقيب داخل المقبرة وبئر الدفن الملحقة بها إلا أن البعثة المصرية العاملة فى منطقة دراع أبو النجا تمكنت من العثور على عدد من الأوانى الفخارية ، بالإضافة إلى تميمتين من الفيانس عليها مناظر تقدمة القرابين ، ومسندان للرأس و٧ أوستراكا من الفخار والحجر الجيري، و نموذج لتابوت من الفخار عليه كتابات بالمداد الأسود,وأوضح الأثرى محمد بعبيش أحد أعضاء البعثة الأثرية أن البئر المكتشفة فى الفناء الخارجى تحوى تابوتين مصنوعين  من الخشب الأرز وهما مستطيلا الشكل, ويوجد داخل أحدهما  مومياء لسيدة ، أما الآخر فبه مومياوان لطفلين، الأمر الذى يرجح أن هذا البئر بمثابة دفنة عائلية, كما تم العثور على مسند الرأس الخاص بالسيدة ومجموعة من الأوانى الفخارية,فى حين أكدت الأثرية شيرين أحمد شوقى عضو البعثة والمتخصصة فى دراسة العظام الآدمية أنه من خلال دراسة مومياء السيدة تبين أنها فى العقد الخامس من العمر وتعانى من بعض أمراض العظام وتشوهات فى الفك,وأن الدفنتين الأخريين إحداهما فى حالة جيدة من الحفظ وتخص شابا فى العقد الثالث من العمر, وتبين من خلال دراستها أنه كان يعانى هو الآخر من بعض التشوهات، أما المومياء الأخرى فتشير الدراسات الأولية أنها ربما أضيفت للتابوت فى وقت لاحق حيث إن التابوت يحتوى على مسند رأس واحد، وتوضح أنها مومياء «محنطة بطريقة غير جيدة... تُركت عظامه عارية..وتخص شابا فى العقد الثانى من العمر..».

والمعلوم أن مقابرذراع أبوالنجا بالبرالغربى لنهرالنيل بمدينة طيبة القديمة تقع عند مدخل الخليج الجاف المؤدى للدير البحرى شمال مقابرالعساسيف، وتم استخدامها كمدينة جنائزية فى عهد الاسرة السابعةعشرة، ويرجح وجود مقبرة امنحتب الأول فى المنطقة نفسها وهى المقبرة ANB، كماضمت مقابر لكبار رجال الإمبراطورية المصرية خلال عصرالدولة الحديثة,كما شيد الأقباط ديرا لهم، «ديرالبخيت» فوق أنقاض المقابر الفرعونية خلال العصر القبطى ,وبالرغم من أن جبانة دراع أبوالنجا تعرضت لعمليات نهب ترجع إلى عصور مختلفة إلا أنها تعتبر من أهم جبانات البرالغربى وأقدمها وتحوى عددا كبيرا من المقابر الصخرية الخاصة بكبار الموظفين والكهنة يبلغ عددها قرابة تسعين مقبرة ترجع الى عصر الدولة الحديثة، وتتميز بنقوشها الرائعة رغم ما أصابها من تخريب,ومنها مقبرة «تحوتي» وزيرالخزانة والأشغال خلال عهد الملكة حتشبسوت، ومقبرة «باكى» رئيس وزانى ذهب آمون فى عهدالملك تحتمس الثالث، ومقبرة الكاهن «آمونمس» التى ترجع لعصر الأسرة التاسعة عشرة ومقبرة «نب آمون» أحد قادة الملك تحتمس الثالث، والمقبرة رقم ٣٥ لـ”باك آن خنسو» الكاهن الأول لآمون فى عهد رمسيس الثانى، مقبرة «ستاو» الابن الملكى لـ «كوش» النائب فى عهد الملك رمسيس الثانى.