السبت 27 ابريل 2024

مقدمة لسيرة ذاتية لم يكتبها إبراهيم أصلان وردية ليل

أحمد عبد الرازق أبو العلا

ثقافة11-5-2023 | 18:10

أحمد عبد الرازق أبو العلا

● إبراهيم أصلان جعل من نفسه راويا عليما بكل ما يحدث في عالم الوظيفة الخاص، فسرد علينا بعض الوقائع التي شاهدها، والمواقف التي رآها، لنشاركه فيما أحسه، وفيما رآه
● رصد الراوي انفعالات العاملين معه من عمال وموظفين، ودفعنا إلى معايشة بعض الحالات الإنسانية التي رآها في كلمات البرقيات المختزلة 
● أصلان ينتمي في الأساس إلى فن القصة القصيرة، ويعلم أسرارها، وقدم فيها إنتاجا – على الرغم من قلته إلا أنه متميز، ويملك حساسيته الخاصة، وعلاماته الفارقة
● اهتم أصلان بالتفاصيل الصغيرة، ولا يلجأ إلى الحشو الزائد، بل ينقل صورة متحركة بكثير من الانفعالات، تكشف لنا طبيعة الشخصية، وطبيعة سلوكها

 في بداية حياته الوظيفية ، عمل في البريد موزعا للخطابات ، ثم نُقل - بعدها - إلى هيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية ، مُوزعا للبرقيات ، ثم  موظفا في إدارة التلغراف الدولي ، وفي الطابق الرابع - الذي أشار إليه في أكثر من جزء داخل الرواية  (فستان التيل - مصابيح - نوافذ) داخل مبني (الأوتو)  الكائن في زقاق متفرع من شارع رمسيس ، والمواجه لشارع سيد درويش ، كان ( إبراهيم أصلان ) يمارس عمله الليلي ، ومن هنا جاءت فكرة روايته ( وردية   ليل ) التي كتبها في الفترة من فبراير 1985- مارس 1991 ونُشرت عام 1992، وفيها تظهر براعته في رصد تفاصيل المكان الذي عمل فيه ، فضلا عن إشاراته المُتعددة إلى ما يحيط به من شوارع وأبنية ( شارع رمسيس- دار القضاء العالي- شارع 26 يوليو - مجمع المحاكم الكبير - بُرج الكنيسة المجاورة - السطح المكشوف لمعهد الكفيفات - جريدة الأهرام ) .. 

وكما احتفى بالمكان في روايته ( مالك الحزين ) 1983 - ببعده الإنساني ، وليس الجغرافي - نراه يحتفي به في تلك الرواية ، التي تُعد – من وجهة نظري – متوالية قصصية ، أقرب منها إلى الرواية التي تتطلب بناء مختلفا لم يتحقق كاملا فيها. 

لم يُعالج موضوعا واحدا ومحددا ، بل عالج عدة موضوعات ، وقدم عددا من الأفكار ،  بشخوص رئيسية ، كانت هي العنصر الأساسي ، الذي تحقق به البناء الفني ،  المتماسك  والمترابط  ( محمود - سليمان - العم جرجس) وعلى الرغم من محدودية عددهم ، إلا أن الكاتب استطاع أن يقدم - بهم - عالما مُتكاملا ، يكشف طبيعة العلاقات الإنسانية التي جمعت بينهم ، وبين العالم المحيط بهم ، فارتبطت الأحداث بالمكان ، وبطبيعة العمل الوظيفي نفسه ، بخصائصه المتميزة ، والقائم على  المُعاركة اليومية مع مضمون برقيات الزبائن ، تعبيرا عن مشاعرهم المتباينة ، والمفارقات التي من الممكن أن تحدث مع هذا العمل النوعي.  ويبدو أن كتابة التلغراف بما يتطلبه من تكثيف وإيجاز أثر على كتابته التي جاءت في هذا العمل مكثفة وموجزة ، ومختزلة وتلغرافية بالمعنى الحرفي للكلمة.  

 وعامل البرقية يؤدي عمله ، ولا علاقة له بفحوى البرقيات التي يقوم بكتابتها ، وإرسالها.       
   

لكن الكاتب ( إبراهيم أصلان ) وهو نفسه - واقعيا - عامل البرقيات ، جعل من نفسه راويا عليما بكل ما يحدث في عالم الوظيفة الخاص، فسرد علينا بعض الوقائع ، التي شاهدها ، والمواقف التي رآها ، لنشاركه فيما أحسه ، وفيما رآه ..                             

الشخوص يتحركون داخل الرواية بأحداثها المتباينة ، ووقائعها الساخنة ، بأبعادهم الإنسانية والثقافية والاجتماعية ، ومع صوت ماكينات التيكرز المستقبلة للبرقيات ، نشعر أننا أمام عالم واقعي ، وحي ، يقربنا من شخوصها ، فنتعرف عليهم ، ونشعر بقربهم منا، لأن الكاتب استطاع أن يجعل القارئ جزءا من  العمل ، حين يعايش مشاعرهم ، وانفعالاتهم ، وبساطة أحلامهم ، وسعيهم الدؤوب نحو إسعاد أنفسهم ولو بأبسط الأشياء.                         

( يخرج إلى سوق إمبابة ، يمشي بين صفوف الباعة الذين يعرضون مخلفات البيوت على جانبي الطريق الممتد ، في سبيله إلى البيت الصغير الذي يعيش فيه صديقه محمود ، لكي يزوره ويقضي معه فترة من الوقت ، وفي الطريق كان سليمان يكتفي بالنظرة العابرة ، لأنه لم يكن يحب إلا هذه الأشياء التي كانت نادرا تصادفه دون تقليب، والتي كان يعرف على نحو ما أنه سيلقاها فيلقاها، ويتجه إليها ويشتريها ، ويحملها إلى صديقه محمود الذي لا يذهب إلى السوق ....) 
مقدمة لسيرة ذاتية.

ذكرت في العنوان أن هذا العمل يُعد مقدمة لسيرة ذاتية لم يكتبها (إبراهيم أصلان) ..  بمعنى أن السرد هنا تم بضميرين ، ضمير المتكلم ، وضمير الغائب، استخدمهما الكاتب -معا- على لسان الراوي، فشعرنا مع ضمير المتكلم أن الكاتب حاضر بتجربته ، وبخبرته التي يريد أن ينقلها إلينا ، بوقائع حقيقية ، وليست متخيلة ، الخيال هنا لا مكان له، وإنما الواقع المعيشي الحي ، حتى أن هناك جزءا  كاملا، عبارة عن برقية حقيقية كاملة ، استعان بها الكاتب في روايته ، وذكر في الهامش أنها (صورة طبق الأصل لبرقية أرسلت من مكتب تلغراف رمسيس في منتصف السبعينيات) وجاءت تحت عنوان (طلعت وليلى) وهي مرسلة من زوج إلى زوجته السجينة في سجن مكة العمومي بالسعودية ، يعبر فيها عن شوقه إليها ، وحبه لها ، ويطمئنها على أولادهما ويخبرها بأنه ينتظرها ، وأرسل لها ريالات مع مرسال ليوصلها إليها في سجنها .. ويدعو لها بالسلامة ..  والكاتب لا تعنيه التفاصيل لأنه لا يعلمها ، ومن ثم اكتفى بواقعيتها ، ولم يضف إليها شيئا من خياله ، وهذا الأمر حدث -أيضا- مع برقية أخرى جاءت تحت عنوان (عبر حاجز من زجاج)  أرسلتها فتاة إلى فتاها المُسافر للعمل بالخارج ، تخبره فيها بأنها تزوجت ، وعليه ألا ينتظرها .. والراوي - عامل البرقيات - يخبرنا بأن زوجها رجل عجوز عربي ، وعلم هذا عندما رأى جواز سفره ، أثناء تسجيله  لبيانات  المُرسل.

وتلك البرقية بمضمونها تركت أثرا كبيرا في نفس كاتبنا ، للدرجة التي دفعت الراوي في آخر جزء من الرواية، ليتذكرها ، ويجتر باستدعائها أحزانه المختزنة ، مُعبرا بأسى عن حاله ، وكأنه أدرك في تلك اللحظة أن الحب لا قيمة له أمام الاحتياج المادي، وهو الذي دفع الفتاة - باستقراء الواقع -  للتخلي عن حبيبها لتتزوج هذا الرجل ، وهنا تتداعى مشاعره ( سمعت صوتا كأنه محمود يسألني ، إن كنت قد انتهيت أم مازال في العمر بقية ، وأنني أجبته بالإيجاب ، وطلبت منه أن يطفئ النور ، وأغلقت دفتر الأحوال قبل موعده ، ورجوته أن لا يغادر قبل طلوع النهار ) .          

تلك العبارات تكشف أن ثمه شعور بالموت ، يجتاح شخص الرواية ، وكأنه لا يريد أن يموت بمفرده وحيدا ، ولذلك طلب من صديقة ألا يغادر ، بعد أن مال على المكتب الخشبي ، وجفف عينيه .. وهذا الموقف يعد تعبيرا غير مباشر يوضح كيف أن الراوي تأثر بمضمون برقية الفتاة ، فكانت بمثابة ( معادل موضوعي ) لتجربة مشابهة يعيشها ، وربما يلقى فيها نفس المصير الذي واجهه الشاب المُسافر .. وحين يتذكر كلمات البرقية الموجزة ( لا تنتظرني .. تزوجت .. هدى) . تنفجر أحزانه ويتداعى قائلا ( تذكرت البنت ذات العينين الكبيرتين ،والخرزة الثقيلة الزرقاء،يا للخسارة ،رأيتني هاربا في مقعد من خشب وخريف، ولحم السماء ينسدل أمامي، أخضر على ليل ،وهناك أسطح وبيوت من تراب، وفجوات وعيون لا تخلو من نور أو خيال ، كنت وحدي أمد نصلا فضيا إلى لحم السماء ، ويكون شجا مثل فم ، له شفران من أرجوان ،أعمق الشج مهبلا ، تنسحب يدي إلى جواري في انتظار الدمعة الحمراء وهي تبزغ، تنحدر، تسقط في الأفق ثقيلة دون صوت ).

غنائية البوح ،  في ذلك المقطع ، بتلك الصورة السريالية ، توضح حجم الألم النفسي الذي عاشه الراوي ، وبها أنهى الكاتب روايته لينقل لنا الإحساس الذي شعر به. 

من هنا رصد الراوي - الذي أراه هو نفسه المؤلف -  انفعالات العاملين معه من عمال وموظفين ، ودفعنا إلى معايشة بعض الحالات الإنسانية التي رآها في كلمات البرقيات المختزلة التي يرسلها بعض الناس وتحمل هموما إنسانية وأشجانا ، ومخاوفا .. كل هذا وغيره، صنع عالما روائيا بديعا  - أطلق كلمة رواية إجرائيا فقط -  مع تأكيدي على أنها كما ذكرت  أقرب  إلى المتوالية القصصية منها إلى الرواية ، ودليلي  على ذلك ، هو ما صرح به ( إبراهيم أصلان ) نفسه ، في حوار قديم له قائلا : ( عندما أكتب مجموعة قصصية أحرص على ألا تكون القصص منفصلة عن ارتباطات أعلى بالمجموعة ككل ، أي أنني أنتقل من حالة لأخرى لاستجلاء عالم مرتبط ببعضه بعضا من أجل تقديم حالة جمالية متكاملة ومترابطة ) وهذا الذي قاله تحقق بالفعل في هذا العمل.

خاصة وأن (إبراهيم أصلان ) كاتب قاص ، قبل كل شيء ، ولقد كتب الرواية مصادفة ، ولم يكن يسعى إليها ، وذلك حين علم ( نجيب محفوظ) بظروف عمله في هيئة المواصلات ، فكتب له تزكية للحصول على منحة تفرغ للكتابة عام 1973 قال فيها " أصلان فنان نابه ، مؤلفاته تقطع بموهبة فريدة وفذة ، ومستقبل فريد ولمثله نشأ مشروع التفرغ ، وعند أمثاله يثمر ويزهر "       ولما كان شرط الحصول على منحة التفرغ هو كتابة رواية ، اضطر - وقتها - إلى كتابة ( مالك الحزين ) ، وعنها قال ( أصلان ) "في الاستمارة ادعيت أنني أكتب رواية ، ولم أفعل شيئا ذا قيمة خلال ذلك العام ، ولكن أصبح معروفا أنني أكتب رواية ، لأن ما معنى أن تكتب عددا كبيرا من الصفحات ؟! ومضت سنوات ، وبدأت الصفحات تأخذ هذا المنحى فعلا.. إنني لم أشأ أبدا أن أكتب رواية بل إنني لا أعرف من هو الذي جعلني أحس دائما بأن كلمة روائي هي كلمة ثقيلة الظل على قلبي ، والمُدهش في هذه الكلمة أنك مهما قلبت فيها لن تجدها مقبولة أبدا ، وهي في هذا الوقت بالتحديد إذا لم تكن مقرونة بلقب الكبير ، فإنها تضعك في قلب مهزلة ، وإذا قرنت بلقب الكبير أصبحت أنت المهزلة ، وهذا شيء غريب فعلا ".                     

إذن في الأساس هو ينتمي إلى فن القصة القصيرة ، ويعلم أسرارها ، وقدم فيها إنتاجا – على الرغم من قلته إلا أنه متميز ، ويملك حساسيته الخاصة ، وعلاماته الفارقة، ويتجلى هذا في    مجموعاته  ( بحيرة المساء 1971- يوسف والرداء 1987- حكايات من فضل الله 2003) .     

سرد جزء من الحياة

إذا كان مفهوم السيرة الذاتية كنوع من أنواع الكتابة الأدبية ، يعني أنها فن سرد الشخص لسيرة حياته أو جزء منها - كما يقولون - فإن هذا التعريف الذي لا يُعد جامعا مانعا لكنه مجرد تعريف - ينطبق على هذا العمل ، لأنه يتناول جزء من حياة مؤلفها ، وبشكل صريح  كما أوضحنا حين ذكرنا بعض الأمثلة.

بطل الرواية هنا هو (إبراهيم أصلان ) نفسه ، حين جاء إلى المكان ليعمل فيه ، ولم يكن يملك خبرة كافية ليمارس العمل المنوط به ، قام العم جرجس ( بتدريبي على معرفة أسماء الشوارع في ليل المدينة ، لكي أحل مكانه عندما يعمل هو رئيسا لوردية الليل بدلا من العم بيومي الذي سوف يخرج إلى المعاش .. إنها المرة الأولى التي يدعني أسلم فيها برقية بمفردي وكنت قد ضغطت زر الجرس الأصفر الباهت ، ووقفت حتى أضيء النور بالداخل ، وفتحت شراعة الباب ، وأطل وجه امرأة عجوز، لها شارب خفيف وعينان كبيرتان ، ظلت تحدق في وجهي لفترة من الوقت ، ثم تناوبت البرقية والقلم المفتوح عبر قضبان الشراعة الحديدية ، وتراجعت ، وعندما أتت بالإيصال استدرت).                                         

باختصار شديد يؤهله للقيام بمهمة توزيع البرقيات المُرسلة لأصحابها ، وينقل له - أيضا - بعض  خبرته  حين يصرح له بأن هناك زبائن يموتون بمجرد سماعهم كلمة تلغراف .. وأصلان حين يكتب عبارة كهذه ، تحمل ألما في سياقها ، إلا أنها ولدتَ كوميديا ، لكنها كوميديا سوداء ، حين تتخيل شخصا من شدة خوفه حين ينادي عليه موزع التلغراف ، ليخبره أن معه  تلغرافا باسمه  ، وبالتأكيد يتخيل فحواه، تبعا لما يشعر به في تلك اللحظة ، فيؤدي الخوف إلى موته ، كأن يأتي تلغراف  - مثلا - لابن والده مريض ، فيظن أن والده مات ، أو أن أُما ولدها يعيش خارج مصر ـ ولا تعرف شيئا عنه ، وحين يأتيها تلغراف تظن أنه  يحمل خبرا سيئا فلا تتحمل ذلك وتموت .. وتلك المواقف ، حدثت بالفعل ، ومن هنا سجلها الكاتب على لسان شخص الرواية (العم جرجس)  ومن خلال المقطع السابق نستطيع أن نرصد اهتمام ( إبراهيم أصلان ) بالتفاصيل الصغيرة ، التي لا تستطيع الاستغناء عنها لو أردت ذلك ، لأنه لا يلجأ إلى الحشو الزائد ، وإنما ينقل صورة متحركة بكثير من الانفعالات ، تكشف لنا طبيعة الشخصية ، وطبيعة سلوكها.

يرى الأشياء ويقدمها كما هي ، ولكنه يُضفي عليها بُعدا إنسانيا يُبعدها عن منطقة الرصد الخارجي ، الذي ربما تفرضه المُعالجة ، ويضعفها ، وينجح في إضفاء هذا البعد مع الأشياء المُعتادة ، فلا تبدو أمامنا كما نراها ، وعندما نتأملها ، نرى فيها شيئا جديدا ومُختلفا ( كان مشغولا بترتيب البرقيات حسب أرقامها ، وبين وقت وآخر ، كان يضع ورقة مكان البرقية الناقصة حتى يلصقها عليها عندما تأتي ، وكان الآن قد انتهى من إعداد رزمة كبيرة ، وضع لها غلافين جاهزين من الورق المُقوى ، وأمسك بالمغراز ذي المقبض الخشبي ، وغمس طرفه المسنون في علبة زبادي مدورة ممتلئة بالصابون الجاف ، ورفع به في زاوية الرزمة وهو يقوم نصف قومة ، ويترك بثقله كله على المقبض ، ولما برز طرف المغراز من الخلف ، تناول المسلة التي تدلى منها الدوبارة ، وجذب المغراز وهو يقبض على الرزمة جيدا ، حتى لا يتوه الخرم في طيات الورق ، وأولج المسلة مرة أخرى ، وجذب الخيط بحيث صنع مربعا في الزاوية العليا ، وربطه مرتين ، والتقط الموس وقطع الدوبارة الزائدة ، وقلب المغراز في يده ، وراح يدق بكعبه الخشبي على مكان العُقدة حتى استوت ، وحينئذ تناول القلم الجاف المفتوح، ورسم خطا أفقيا أعلى الغُلاف الأمامي ، وكتب التاريخ بخط مزدوج ، ورسم خطا آخر رأسيا في الثلث الأول من الناحية اليمنى ، وبدأ يكتب الرموز التي تدل على أسماء البلدان الأجنبية :" لندن .باريس . فرانكفورت . روما . أوزاكا . امستردام . جنيف . فيينا . شنغهاي. بومباي . برلين" حتى انتهى وهو يضغط على سن القلم ويعُض على طرف لسانه ، ودون أمام كل منها أرقام أوائل وأواخر هذه البرقيات الواردة ) .                       

استحضرت هذا المقطع كاملا من قصة ( نوافذ) لأوضح كيف أنه يهتم بالتفاصيل الصغيرة التي تبدو لك حشوا زائدا ، لكنك حين تتأملها ستجدها نسيجا واحدا ، لا تستطيع الاستغناء عن كلمة واحدة  ، وإلا اختل السياق ، وضاع المعنى . 

Dr.Randa
Dr.Radwa