عُقدت بمقر سفارة مصر بفرنسا، أمسية ثقافية للاحتفاء بكتاب "رمسيس يونان .. حصة الرمل" الذي قامت بإعداده وتحريره "سونيا يونان"، ابنة الفنان التشكيلى السريالي المصري رمسيس يونان، وذلك بحضور السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا، وكاترين فرحي مديرة معرض "الصباح الجديد" فى باريس.

وتناولت الندوة الثقافية، التي أدارها الباحث والمتخصص في تاريخ الفن مراد منتظمي، حياة الفنان والفيلسوف المصري "رمسيس يونان" (1913-1966) والقضايا المتعلقة بتاريخ الفن التي أثارتها أعماله الفنية ومساره الفكري بين فرنسا ومصر وأهمية نصوصه الفلسفية.

واستعرضت كاترين فرحي محتوى الكتاب، الذي أصدرته دار نشر "زمان ZAMAN" والذي يبرز الحياة الفنية والفكرية لرمسيس يونان، الذى يُعد بمثابة شخصية رئيسية في الحركة السريالية المصرية، حيث استعرضت الكتاب الذي يجمع فهرسا شاملا للوحاته ورسوماته وتجاربه البصرية بالإضافة إلى مختارات من المقالات النقدية التي كتبها. وأكدت أن هذا العمل الأدبي يكشف ليس فقط حياة رمسيس يونان الفنان، وإنما أيضا يونان الفيلسوف والناقد الفني والمترجم والمحفز لثورة ثقافية عالمية تنطلق من أنقاض الإمبراطوريات الاستعمارية والفاشية.

ويسرد الكتاب مسارات يونان الفكرية الفريدة بين فرنسا ومصر ويسلط الضوء على نصوص فلسفية له، كما يستشهد بأصوات من الماضي، مثل نصوص نقدية للكاتب الصحفي المصري جورج حنين وأيضا للناقد الفرنسي إيميه آزار والمفكر والكاتب المصري لويس عوض، وأيضا لمفكرين في تاريخ الفن ما بعد الاستعمار مثل باتريك كين وأنيكا لينسين.

ومن جانبه، أعرب السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا، عن إعجابه بحياة هذا المفكر المصري الفريد رمسيس يونان الذي يمثل "جسرا بين حضارتين لشعبين وثقافتين مهمتين"، مشيرا إلى أنه احتفظ بجذوره المصرية، فقد كان يعمل في فرنسا لكنه لم ينس جذوره المصرية وكان عاشقا لوطنه مصر.

وتأتي هذه الندوة الثقافية في إطار حرص سفارة مصر بباريس على تسليط الضوء على جميع نواحي الحياة الثقافية في مصر الحديثة، واهتمامها بإبراز ليس فقط تاريخ مصر العريق، بل أيضا تاريخها الحديث والمعاصر.

وحرصت السفارة على إلقاء الضوء على أحد العلامات الثقافية البارزة فى مصر، رمسيس يونان، والذي يعتبر من رواد التجديد فى الفن المصري، حيث اقترنت أعماله بمجموعة الفن والحرية، وهي مجموعة سريالية مقرها القاهرة مكونة من فنانين وكتاب ومثقفين، وبذل جهودا كبيرة في نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية بالترجمة والرسم، حيث ترجم "كاليجولا" لألبير كامو، و"فصل في الجحيم" لآرثر رامبو.