الخميس 20 يونيو 2024

أبرزها الخلية ودعدوش والشيخ جاكسون .. السينما .. تواجه الإرهاب

17-9-2017 | 11:22

تحقيق: عمرو والي

شهدت الساحة السينمائية خلال الآونة الأخيرة مجموعة من الأفلام التي تتناول الإرهاب ومخاطره، ومدى دموية التطرف وتأثيره في المجتمع، من خلال تجارب مختلفة تحاول نقل تلك القضية من أرض الواقع إلى شاشة السينما، لمناقشتها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولعل أبرز هذه التجارب هي أفلام «الخلية، ودعدوش، والشيخ جاكسون، وجواب اعتقال» .... «الكواكب» من خلال السطور القادمة تحاول الاقتراب من هذه التجارب ورصدها.

وعرض خلال موسم عيد الفطر الماضي فيلم «جواب اعتقال» من بطولة محمد رمضان وإياد نصار، وإخراج محمد سامي، الذي يتناول قصة شاب يلتحق بإحدى الجماعات الإرهابية التي تقوم بأعمال القتل. كذلك شهد موسم عيد الأضحي الحالي عرض فيلم «الخلية»، من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان، وبطولة: أحمد عز، وسامر المصري، وأمينة خليل، ومحمد ممدوح. يتناول الفيلم حياة ضابط في القوات الخاصة يطارد مجموعة من الإرهابيين ينتمون إلى داعش ويريدون تنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر. أما فيلم «دعدوش» فيتناول هذه الظاهرة كوميدياً مع كل من هشام إسماعيل، ومريهان حسين، وأمير صلاح الدين، والمخرج عبد العزيز حشاد، والمؤلّف ساهر الأسيوطي، راصداً كيفية وقوع الشباب فريسة التنظيمات الإرهابية.

كما سيتم عرض فيلم «الشيخ جاكسون» من إخراج عمرو سلامة الذي شارك في تأليفه بالتعاون مع السيناريست عمر خالد، خلال شهر أكتوبر المقبل، ويتناول ظاهرة التطرف بشكل جديد من خلال قصة شاب يتأرجح بين هوسه بالمطرب العالمي مايكل جاكسون وبين تدينه الذي يقوده في إحدى المراحل من حياته إلى التطرف، الفيلم من بطولة كل من أحمد الفيشاوي، ماجد الكدواني، أحمد مالك، وأمينة خليل.

عصابة مرتزقة

وقال الفنان هشام إسماعيل، أحد أبطال فيلم دعدوش إن الفيلم المطروح حالياً بدور العرض خلال موسم عيد الأضحى كوميدي يناقش قضية هامة وخطيرة وهي تنظيم داعش الإرهابي من خلال تناول ساخر عبر شخص يدعي "عطعوط" فشل فى كل شىء في حياته، يعاني من اليأس والإحباط يمر بمجموعة من الأحداث يجد بعض الأشخاص يعرضون عليه السفر و الشغل والجواز دون أي تكاليف مستغلين فهمه الضعيف للدين، ليفاجأ بنفسه وسط هذا التنظيم، وتتوالي المواقف الكوميدية.

وأضاف إسماعيل أن الفيلم يكشف حقيقة عناصر داعش وأنهم مرتزقة ويتاجرون بالدين ويكسر الهيبة الكاذبة لهؤلاء الناس الأفاقين الكذابين، لافتاً إلى أنهم عصابة مرتزقة تقتل الأبرياء وليس لهم علاقة بالدين أو الإسلام في شىء، بل ويعد بمثابة سرطان لتفتيت الأمم والحضارات.

وأشار إسماعيل إلى أن رسالة الفيلم تكشف الأمور للجمهور البسيطة الذي قد لا يفهم حقيقة هؤلاء، ويستغل جهل الناس بالدين، لينجرف معهم فى هذا التيار المظلم، ويؤكد أن الإنسان إذا قرأ فى الدين بشكل بسيط، سيعرف أن مصيره بأيدى خالقه، مؤكداً أن الفيلم دوره هام فى محاربة كافة التنظيمات الإرهابية، وتنوير العقول، ويثبت أن تراب هذا البلد، أهم وأغلي من قتل بنى آدم برىء.

معالجة مختلفة

ويرى المخرج محمد سامي مؤلف ومخرج فيلم «جواب اعتقال» من بطولة محمد رمضان والذي عرض خلال الآونة الأخيرة أن الفيلم يناقش فكرة الإرهاب والتطرف من منظور جديد وجرىء بعيداً عن الشكل الاعتيادي للإرهابي الذي قد يرتدى الجلباب الأبيض ويمتلك ذقناً طويلا، لافتاً إلى أنه حاول تسليط الضوء على الأفكار التي يحملها هؤلاء المتطرفين، ومحاولة فهم التكوين النفسي لتلك الشخصيات. وأضاف سامي أن الفيلم يطرح قضية الإرهاب المتغلغل في حياتنا وكيف نعرفه وندركه ولكننا نخشاه ونتعايش معه بل وقد نرضخ لإرهابه خوفاً ورعباً من المصير المجهول الذي ينتظرنا، موضحاً أن شكل الإرهاب تغير بدخول التكنولوجيا.

وأكد سامي على أن الفيلم يتناول الإرهابي وجوانب حياته وتفكيره من خلال قصة عشق بينه وبين حبيبته والتي قدمتها الفنانة دينا الشربيني، ومن خلال هذه القصة تعرف جميع جوانب الإرهابي، مؤكداً بقوله :" من زرع الكره من المستحيل أن يحصد حباً"، لافتاً إلى أن العمل مأخوذ من الواقع وليس من الخيال، حيث نجد كل يوم إرهاب في العالم بالكامل وليس مصر أو المنطقة العربية، والرسالة التي يريد الفيلم توصيلها أن من زرع الكره سيحصد الكره، وهو مفهوم الأحداث الرئيسي.

تناقض بشري

وأكد المخرج عمرو سلامة مؤلف ومخرج فيلم الشيخ جاكسون أن الفيلم بمثابة تجربة جديدة، وتعبير عن حالة موجودة في زمن الفيلم، مشيراً إلى أن الفيلم يتناول فكرة الهوية وكيف تكون متناقضة داخل الإنسان، فهو فيلم عن أزمة الهوية في المطلق.

وأضاف سلامة أنه كتب الفيلم ما يقرب من 11 مرة لأنه يوجد به الكثير من الأفكار الصعبة والمتنوعة، لافتاً إلى أن الفيلم باختصار يتحدث عن شخص ملتزم دينياً، وفي اليوم الذي يموت فيه نجم البوب الأمريكي الشهير مايكل جاكسون، يتذكر كل ماضيه، وتحدث له أزمة هوية بعد سماعه خبر الوفاة.

رصد الواقع

واعتبرت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن السينما دائماً ما تتوجه إلى ظاهرة ما يعاني منها المجتمع وتهتم بها، مشيراً إلى هذا هو الهدف الأساسي من الأعمال الفنية طرح المشكلة وعرض جوانبها وتسليط الضوء عليها.

وأضافت البشلاوي أن طرح فكرة الإرهاب والتطرف نفسها لم تكن جديدة على السينما المصرية حيث سبق تقديمها عبر أفلام أنتجت في فترة التسعينيات مثل الإرهاب والكباب والإرهابي، وغيرها وغيرها من الأفلام.

وترى البشلاوي أن عرض قضية الإرهاب في السينما يقدم بطريقة غير مناسبة للأحداث المتسارعة والجمهور الذي أصبح واعياً وأكثر تفتحاً على العالم عبر الأفلام العالمية، وهو ما يستوجب تقديم صناعة أفلام حقيقية منقولة من الواقع بطريقة فنية مميزة ومختلفة.

وشددت الناقدة الفنية على أن خير وسيلة لمواجهة الإرهاب هي الفكر لأن الإرهاب نفسه يكمن في عقول صانعيه عبر أفكار سامة يتم بثها في كافة شرائح المجتمع.

ظاهرة عالمية

وقال الناقد الفني طارق الشناوي إن مواجهة الإرهاب والتطرف عبر السينما لايمكن أن تكون بإنتاج الكثير من الأفلام فقط، مشيراً إلى ضرورة الهروب من فخ تقديم الأعمال لمجرد تقديمها فقط، ضارباً المثل بموجة الأفلام التي تم تقديمها في فترة التسعينيات وتحدثت عن الإرهاب وكان تناولها يحمل بعض السذاجة.

وأضاف الشناوي أنه يجب تقديم تلك الأعمال بشكل وتناول عميق لتلك الظاهرة العالمية وبأسلوب علمي منطقي مدروس لأسباب الظاهرة وأبعادها وكيفية مواجهتها، أما التناول لمجرد مواكبة الأحداث أو الموضة فهو مرفوض.

وأكد الشناوي أن السينما والدراما العالمية أصبحت تهتم بهذه القضايا بعد الحوادث الأخيرة التي ضربت أوروبا بالكامل وتنامي ظواهر مثل العنف والتطرف بالتزامن مع داعش.

وأوضح الشناوي أن هناك مسلسلا بريطانيا يعرض حاليا بالخارج تحت عنوان الدولة أو "ذا ستيت" يرصد الفيلم تفاصيل مؤلمة من داخل تنظيم داعش الإرهابي وكيفية تجنيد أعضائه وتشجيعهم على ترك بلادهم، أملا في أن ينالوا "الشهادة" كما يزعم أعضاء التنظيم، مشيراً إلى أنه من داخل داعش، يروي المسلسل قصصًا لبعض الأشخاص الذين استقطبهم التنظيم في عام 2015، وكيف أنهم يؤمنون بالموت في سبيل التنظيم، حيث إن أغلبهم قتلوا إما في معارك أو في تفجيرات أو اغتيالات.