بقلم : ماجدة محمود
علمتنى أمى أن نحب العالم وكانت تقول: اعملوا مليح وكبو بالبحر, وهذا ما أتعامل به مع أولادى وزوجى وأهلى وأصحابى, هذه الكلمات على لسان السيدة لينا مكرزل رئيسة مجلس المرأة العربية للمسئولية الاجتماعية بلبنان.
المحبة عنوان عريض لشخصية لينا ولهذا نجدها تتحدث وتتحرك وتتصرف بهدوء يحسدها عليه كثيرون، المحبة التى نشأت عليها وانعكست على سلوكها مع المحيطين من حولها جعلت عطاءها يمتد إلى خارج حدود لبنان من خلال مجلسها مجلس كل امرأة عربية، وها هى تترجم هذه المحبة وهذا العطاء إلى عمل كل عام من خلال مؤتمرها السنوى للمسئولية الاجتماعية, وكما تقول لينا فى حديث تليفزيونى عن مسئوليتها الاجتماعية تجاه عائلتها: تعلمت أن مهمتى الأولى بيتى وأولادى ثم يأتى العمل فى المرتبة الثانية ولهذا جمدت حلمى لوقت معين، مرات كنت أجلس بالبيت فى انتظار عودة أولادى من المدرسة وعندما كبروا كانوا ينطلقون مع أصدقائهم وأجلس وحدى فى انتظارهم, فقررت أن أنشغل بعملى ما دام هم ينشغلون بدراستهم الجامعية وحياتهم الاجتماعية وصاروا يعتمدون على أنفسهم، وقتها فقط وضعت حلمى على الأرض وانطلقت أعمل, وساعدنى على ذلك زوجى ربيل مكرزل.
كلمات لينا تجربة حية لكل فتاة تريد أن تعمل وتنجح وتنطلق بشرط تحقيق التوازن بين دورها كزوجة وأم وطموحها العملى.
هى حملت على كاهلها عبء المسئولية تجاه المرأة العربية وهى تعلم تماماً حجم التحديات والمشاكل والصعاب التى تنتظرها والتى يجب عليها, وهى التى اختارت المهمة الصعبة أن تجتازها بنجاح، وبإصرارها المعهود بدأت طريق الألف ميل دون كلل أو ملل هدفها انطلاقا من مسئولية المجلس الاجتماعية العمل على تمكين المرأة العربية اقتصاديا وثقافيا، فهى ترى أن التمكين الاقتصادى للمرأة يحقق لها الاستقرار الأسرى والنفسى، وأن تمكينها الثقافى والتعليمى والصحى يساعدها على إنجاز مهمتها التربوية داخل البيت فلا نجد طفل شوارع أو طفلا مريضا أو طفلا جاهلا ما يؤدى إلى رقى ورفعة المجتمع.
لينا تطوف بمجلسها بلدان العالم العربى فى رسالة واضحة وصريحة اعملوا على تمكين النساء فلا تقدم لمجتمع بدون مشاركة نصفه الداعم لنصفه الآخر، فالمرأة هى نصف المجتمع وداعمة لنصفه الثانى من خلال تربيته والسهر على راحته، إذن لابد من تمكين المرأة لتمكين كل أفراد المجتمع من أداء دوره الإيجابى والفاعل، وها هى تأتى بمجلسها إلى مصر وتحديدا قاهرة المعز تزامناً مع عام المرأة المصرية, وقد همست فى أذنى عندما التقيتها مرحبه بها: سعدت كثيرا باختيار الرئيس السيسى ٢٠١٧عاما للمرأة وهذا ما دفعنى لعقد المؤتمر الثالث لمجلسنا بالقاهرة بدلا من المغرب التى نطل عليها العام القادم إن شاء الله.
تحية للصديقة العزيزة لينا مكرزل رئيسة مجلس المرأة العربية التى تعطى بلا حدود دون انتظار لشكر أو تهليل, وأهلا بضيفاتها وضيوفها الأعزاء أعضاء وعضوات المجلس الممثلين لأكثر من ١٢ دولة عربية ضيوفا كراما على مصر.