الأحد 29 سبتمبر 2024

حاكم «درنة» يكشف في حوار لـ«الهلال اليوم» استعدادات الجيش الليبي لتحرير المدينة

16-2-2017 | 16:19


 

الجيش الليبي مستعد لدخول درنة

هناك خطة محكمة لضمان خروج الأطفال والمدنيين آمنين عند دخول الجيش لدرنة

الجماعات التكفيرية تسيطر على المدينة وتسببت في شلل تام لفاعلية الدولة

الأهالي تخشى على درنة من التدمير والإبادة

لدينا تنسيق دائم وغير محدود مع السلطات المصرية لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه بجميع مسمياته

نطالب مصر بالمشاركة في البرنامج التنموي الليبي

 

في أعقاب ما يتردد من أنباء حول استعداد الجيش الليبي الدخول لمدينة درنة وتخليصها من الميليشيات الإرهابية التي تفشت بها وسيطرت عليها بعد معارك دارت بين الدولة وتنظيم (داعش) الإرهابي في أواخر عام 2015، مما حال دون إجراء انتخابات بها، ما دفع رئيس الأركان للقوات المسلحة الليبية اللواء عبد الرازق الناظوري الحاكم العسكري العام للمنطقة الواقعة من مساعد وحتى أجدابيا بتكليف العميد حمد مفتاح حمد الشلولي عميدا لبلدية درنة، وتولي مهامها ومسؤوليتها، من داخل مدينة البيضاء التي  تبعد عنها نحو  100 كيلوا متر عن مدينة لاستحالة العمل وسط الجماعات الإرهابية المسلحة.

 

لذا قامت "الهلال اليوم"، بإجراء هذا الحوار مع العميد حمد مفتاح الشلولي حاكم بلدية درنة، للكشف عن كيفية القيام بمنصبه وسط كل هذه التحديات الصعبة التي تعيشها المدينة، وكيفية استعدادات الجيش الليبي لدخولها وتخليصها من الميليشيات الإرهابية المسلحة.

 

وإلى نص الحوار..

 

بداية كيف تم تكليفكم بمهام عميد بلدية درنة؟ وماهي المهام الموكلة إليكم ؟

درنة مدينة مغتصبة بين أيدي مجموعات إرهابية وميليشيات مسلحة، وبالتالي لا يمكن عمل انتخابات أو إجراءات تتبع الديوان أو الدولة داخل هذه المدينة، لذلك اضطررنا إلى عمل تكليف حاكم عسكري للمدينة، وبناءً عليه صدر قرار بتكليفي من الحاكم العسكري بالمنطقة لأكون الحاكم العسكري لمدينة درنة أي عميدا لها.

بالنسبة للمهام الموكلة لي كل مهام وخدمات المدينة بالكامل إلى جانب الأمور الأمنية الخاصة بها، وطبعًا لا يخفى على أحد أن درنة مدينة تاريخية عريقة مشهورة بالحضارة والاستقرار، ورائدة في كل أنواع والفنون  كالأدب والمسرح،و الفنون المختلفة، والعلم، والثقافة، فكل ما يختص بالحضارة ينبع عادة من درنة، فضلًا عن جمالها وموقعها المتميز على البحر الأبيض المتوسط، ويحتضنها الجبل الأخضر بغاباتها الطبيعية، وبها شلال درنة المشهور الذي يعد أحد أهم الشلالات المعروفة في شمال إفريقيا فهي مدينة جملة تسمى بعروس الشرق.

 

مدينة درنة تعتبر من أكثر المدن المعروفة بكثرة تواجد المجموعات الإرهابية بها مثل تنظيم مجلس الشورى و تنظيم داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية المختلفة، كيف سيتم العمل وسط كل هذه التحديات ؟

درنة تتبعها مناطق وقرى أخرى، تمتد من راسل غربًا لغرب إلى المنطقة المرتوبة شرقًا، بمسافة40 كيلو مترًا طول، وكل هذه المناطق تحت سيطرة الدولة ولا يوجد بها تدخل للإرهاب، ولكن هناك بعض الإدارات الخدمية الأمنية المهمة مثل الجوازات والبطاقات والسجل المدني والسجل العقاري وغيرها من الإدارات بالإضافة إلى المحاكم بجميع أنواعها، تم نقلها من درنة إلى منطقة كرسا التابعة لها ولكنها تبعد عنها مسافة 5 كيلوا مترًا وتقع تحت سيطرة الدولة.

 

كثير من أهالي مدينة درنة يطالبون بتجنيب المدينة الصراع العسكري خوفا من التدمير كما حدث في بنغازي..فهل هناك  مساعي اجتماعية أو حوار مع المجموعات الإرهابية في المدينة؟

درنة مدينة حضارية قديمة وبها مباني تاريخية من عصور الرومان والإغريق والفتوحات الإسلامية والدولة الرومانية إلى عصرنا هذا، وكل المواطنين يحاولون بكل جهد الحفاظ على هذا التراث وتجنيب المدينة دخول هذه الجماعات المسلحة في الحرب مع الجيش الليبي، لذلك قومنا بعمل لجنة من نقابة الأشراف للسعي بين هذه القبائل، بحكم أن نقابة الأشراف لها قبول لدى جميع القبائل الليبية، والغرض من السعي للإصلاح هو لم الشمل بين أهالي مدينة درنة والقبائل المحيطة بها التي اكتوت بنار الإرهاب الصادر من الجماعات الإرهابية المسلحة الموجودة بالمدينة، كما كان هناك غرض أهم أن لا يكون هناك حاضنة اجتماعية لهذه الجماعات المسلحة من سكان درنة، ويكون الأهالي هم السند للجيش ولأي قوة تتدخل في المدينة فيما بعد.  

 

ماصحة الإنباء التي تتردد حول استعداد الجيش الليبي لدخول مدينة درنة؟ وكيف سيتم الدخول إلي المدينة من وجهة نظرك؟

درنة الآن مدينة أسيرة في أيدي جماعات إرهابية تدعي الإسلام، وتأخذ منه ذريعة لتنفيذ أفكارها المنبوذة، تدعمها جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الدول المارقة الراعية للإرهاب، لم يتم فيها أي نوع من الانتخابات كالمجلس البلدي، ومجلس النواب وغيره، لذا تم اختياري لتولي منصب الحاكم العسكري، وعميد بلدية درنة، لمتابعة الظروف الأمنية، ومتطلبات المواطن الليبي، والتنسيق بين التحرك العسكري، والتحرك المدني في ظل هذه الظروف، وتحركنا فيها بطرق ووسائل شتى، فقد تم تعيين مدراء إدارات مثل مديرية التعليم والمرافق والصحة وغيرها من المديريات الخدمية، وهي تعمل الآن داخل المدينة وفق برنامج الحكومة الانتقالية

 

طبعا الجيش في جاهزية كاملة ومستعد للتدخل في أي وقت تصدر له فيها القيادة الأمر بذلك،  وبالطبع هناك عدة خيارات عسكرية لدى غرفة العمليات عمر المختار التي خصصتها القوات المسلحة الليبية لمدينة درنة.

 

هل هناك خطة لضمان حفظ أرواح الأطفال والمدنين في حال دخول الجيش الليبي للمدينة؟

هناك لجان أزمة واستقبال نازحين ومنسقين مع الوزارات المعنية والهلال الأحمر لضمان تجنيب الأطفال والمدنيين من التعرض لأي مخاطر عند دخول الجيش الليبي للمدينة؟

 

هناك بعض المعلومات التي تشير الي وجود بعض الأسماء المتهمة بقضية مقل عدد من المواطنين المصريين بمدينة سرت متواجدين بالوقت الحالي هناك ماهي معلوماتكم حول هذا الموضوع ؟ وهل هناك تنسيق مشترك مع السلطات المصرية بالخصوص ؟

التنسيق مع السلطات المصرية غير محدود فنحن في خندق واحد من أجل مكافحة الإرهاب والقضاء عليه بجميع مسمياته.

 

هل لديك رسائل توجهها للحكومة المصرية والشعب المصري؟

رسالة سريعة لمصر عامة، الوقت يمر سريعا والتعليمات الموجهة الآن إلى جميع الإدارات الليبية هي الإسراع في تنفيذ خطط التنمية والإعمار، لذا قد لفت انتباهنا تداعي شركات كبرى من جميع أنحاء العالم، وفي الوقت الذي تربطنا فيه علاقات تاريخية قديمة وأخوية حميمة بمصر وأهلها عليه نطالب كل الشركات المصرية بالتواصل مع الإدارات والوزارات والبلديات الليبية، للمشاركة الفعلية في هذا البرنامج التنموي الكبير.